ليبيا لجاليتها بأوكرانيا: غداً آخر موعد للإجلاء

عدد من المتطوعين الليبيين بأوكرانيا لمساعدة أفراد الجالية (السفارة الليبية)
عدد من المتطوعين الليبيين بأوكرانيا لمساعدة أفراد الجالية (السفارة الليبية)
TT

ليبيا لجاليتها بأوكرانيا: غداً آخر موعد للإجلاء

عدد من المتطوعين الليبيين بأوكرانيا لمساعدة أفراد الجالية (السفارة الليبية)
عدد من المتطوعين الليبيين بأوكرانيا لمساعدة أفراد الجالية (السفارة الليبية)

طمأن السفير الليبي في أوكرانيا عادل عيسى، أسرة طالبين كانا محاصرين في مدينة ماريوبول الأوكرانية، وقال اليوم، إنهما «خرجا بسلام من تحت الحصار» وفي طريقهما لمقر السفارة بسلوفاكيا، يأتي ذلك في وقت أعلنت أن «غداً (الأربعاء) آخر موعد لإجلاء المواطنين الليبيين».
وحددت لجنة تأمين عودة الجالية الليبية من أوكرانيا، مساء أول من أمس، هذا الموعد، كي تتمكن من إعادة جميع المقيمين هناك إلى أرض الوطن، وأعلنت أنها «تخلي مسؤوليتها من أي تبعات قد تنتج عن تخلف البعض عن الموعد المحدد».
وأبدى بعض الطلاب الليبيين رغبتهم في عدم العودة إلى البلاد، وفضلوا البقاء في أوكرانيا وبعض الدول المجاورة، وهو ما لفتت إليه السفارة غير مرة، بأنها سبق وسهلت نقل 500 ليبي من أوكرانيا إلى سلوفاكيا، وفوجئت بأن عددا منهم غادر فنادق الإقامة دون أي معلومات، وقالت وزارة الخارجية الليبية في حينه إنها «تخلي مسؤوليتها عمن يعرض نفسه وعائلته للخطر والملاحقة القانونية، ويصمم على البقاء في مناطق النزاع، رغم توفير كل سبل العودة للوطن بسلام».
وفيما يتعلق بعودة العالقين في ماريوبول، قال عيسى، إن بعض المتطوعين الليبيين يساعدون المواطنين محمد وأحمد القدار، وهم الآن في طريقهم لمقر السفارة بمدينة لفيف.
في السياق ذاته، وجهت وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» بتسهيل قبول التلاميذ والطلاب العائدين من أوكرانيا، الذين كانوا يدرسون في المدرسة الليبية بكييف مما أكملوا الفصل الدراسي الأول، وقال الدكتور مسعود الأسود لمراقبي التربية والتعليم، «حرصاً على مستقبل هؤلاء التلاميذ والطلاب نطالب منكم تسهيل انخراطهم في المدارس العامة والخاصة حسب رغبتهم وبما يتناسب وظروف إقامتهم لحصولهم على حق التعليم؛ وتخفيفاً لمعاناتهم خلال تلك التجربة وذلك لحين وصول ملفاتهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».