الغزيون يحضرون لتسخين الحدود في ذكرى «يوم الأرض»

تحضير بالونات بالغاز في غزة لإطلاقها باتجاه إسرائيل خلال فبراير 2020 (أ.ف.ب)
تحضير بالونات بالغاز في غزة لإطلاقها باتجاه إسرائيل خلال فبراير 2020 (أ.ف.ب)
TT

الغزيون يحضرون لتسخين الحدود في ذكرى «يوم الأرض»

تحضير بالونات بالغاز في غزة لإطلاقها باتجاه إسرائيل خلال فبراير 2020 (أ.ف.ب)
تحضير بالونات بالغاز في غزة لإطلاقها باتجاه إسرائيل خلال فبراير 2020 (أ.ف.ب)

في حين هدد الفلسطينيون بالعودة إلى إطلاق بالونات حارقة باتجاه إسرائيل من قطاع غزة، لوح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، باجتياح قطاع غزة على غرار عملية «السور الواقي» التي نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية عام 2002.
وقال كوخافي إن قواته مستعدة لاجتياح قطاع غزة واحتلال مدنه، كما فعلت في العملية العسكرية الكبيرة في الضفة الغربية عام 2002 في محاولة لردع الانتفاضة الثانية. وادعى كوخافي في تصريحات أجرتها معه «هيئة البث الإسرائيلي (كان11)»، بمناسبة مرور 20 عاماً على العملية العسكرية الإسرائيلية التي عرفت باسم «السور الواقي» وشهدت اجتياح إسرائيل المدن والمخيمات الفلسطينية وقتلها واعتقالها مقاومين، إضافة إلى حصار وتدمير مقرات السلطة الفلسطينية: «يمكننا أن نفعل اليوم في عام 2022، في غزة، ما فعلناه عام 2002 في الضفة، أيضاً، وبطريقة أكثر نجاعة»، مضيفاً: «لا يوجد مكان لا يمكننا الوصول إليه».
وعدّ كوخافي أن قدرة الجيش الإسرائيلي على احتلال المدن الفلسطينية وإدارتها أعطت القيادة السياسية والعسكرية والميدانية ثقة واسعة بأن يد الجيش طويلة وقادرة على الوصول إلى أي مكان. واغضبت تصريحات كوخافي السلطة الفلسطينية، التي عدّتها استفزازية.
وأدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات «المواقف الاستعمارية العنصرية» التي أدلى بها كوخافي، وعدّت أنها تعكس «عقلية حُكام تل أبيب، التي تبجل القوة وتنشر الدمار والعنف في كل مكان في ساحة الصراع، وتُبشر بشريعة الغاب وترتكب الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، جرائم ترتقي لمستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية».
وحملت الخارجية «الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مواقف كوخافي التحريضية العنيفة، والمسؤولية عن نتائج وتداعيات هذه المواقف على ساحة الصراع والمنطقة برمتها». وقالت إنها «تنظر بخطورة بالغة لتصريحات كوخافي الاستفزازية، وتعتبرها استخفافاً بالمجتمع الدولي وقوانينه ومواثيقه، وانعكاساً مباشراً لازدواجية المعايير الدولية وسياسة الكيل بمكيالين».
وجاءت تصريحات كوخافي في وقت تستعد فيه الفصائل الفلسطينية لتسخين الحدود في قطاع غزة، يوم 30 مارس (آذار) ، الذي يصادف إحياء الفلسطينيين ذكرى «يوم الأرض».
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الفصائل شكلت هيئة من أجل مساندة الفلسطينيين في الداخل، على أن تجتمع هذه الهيئة لوضع برنامج الفعاليات التي يعتقد أنها ستشمل العودة إلى إحياء «مخيمات العودة»؛ بما في ذلك استئناف «الأدوات الخشنة» التي شملت إطلاق «البالونات الحارقة والمتفجرة» وقطع السياج الحدودي، ومهاجمة جنود بالمفرقعات.
وتريد الفصائل إرسال رسالة حول عدم رضاها عن التلكؤ في دفع اتفاق التهدئة للأمام من قبل إسرائيل، وغضبها من العنصرية التي يعاني منها الفلسطينيون في الداخل. ولا يعرف حتى الآن ما إذا كانت الفصائل ستذهب فعلاً لتصعيد، أم إن الوسطاء سينجحون في إقناعهم بعدم تسخين المنطقة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.