علاج لـ«كوفيد» بـالبروتين المضاد للالتهابات

أظهر نتائج مُبشرة بعد أسبوع واحد من الاستخدام

مركز فحص «كورونا» في شنغهاي بالصين (أ.ف.ب)
مركز فحص «كورونا» في شنغهاي بالصين (أ.ف.ب)
TT

علاج لـ«كوفيد» بـالبروتين المضاد للالتهابات

مركز فحص «كورونا» في شنغهاي بالصين (أ.ف.ب)
مركز فحص «كورونا» في شنغهاي بالصين (أ.ف.ب)

أشارت تجربة سريرية أجراها باحثون من الكلية الملكية للجراحين ومستشفيي «بومونت» و«سانت جيمس» في دبلن بآيرلندا، إلى علاج جديد وفعال لمرضى «كوفيد – 19» ذوي الحالات الحرجة. وبحثت الدراسة، التي نُشرت في 11 مارس (آذار) الجاري بالدورية الشهرية «ميد»، في آثار استخدام البروتين المضاد للالتهابات «ألفا - 1 أنتيتريبسين»، والمعروف باسم (AAT)، لعلاج مرضى «كوفيد – 19» الذين تطورت حالتهم سلبياً، ووصلت إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، هي حالة شديدة الالتهاب تتميز بأضرار في مجرى الهواء وفشل في الجهاز التنفسي وزيادة خطر الوفاة، وخيارات العلاج المتاحة لهؤلاء المرضى تكون محدودة بشكل خاص. والبروتين المضاد للالتهابات «ألفا - 1 أنتيتريبسين»، ينتج بشكل طبيعي عن طريق الكبد، ويتم إطلاقه في مجرى الدم، ليعمل بشكل طبيعي على حماية الرئتين من الإجراءات المدمرة للأمراض الشائعة.
وفي هذه التجربة العشوائية المضبوطة، تم إعطاء هذا البروتين الذي تمت تنقيته من دم المتبرعين الأصحاء، للمرضى المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة المرتبطة بـ«كوفيد – 19»، بهدف تقليل الالتهاب. وكشفت النتائج أن العلاج بهذا البروتين أدى إلى انخفاض الالتهاب بعد أسبوع واحد، ووجدت الدراسة أيضاً أن العلاج كان آمناً وجيد التحمل، ولم يتدخل في قدرة المرضى على توليد استجاباتهم الوقائية لـ«كوفيد – 19».
ويشير الاكتشاف إلى دور محتمل للبروتين في علاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والأمراض الالتهابية الأخرى المرتبطة بـ«كوفيد – 19». وعلّق المؤلف الرئيسي المشارك بالدراسة الدكتور أوليفر ماكلفاني من الكلية الملكية للجراحين ومستشفى بومونت على النتائج الجديدة، قائلاً في تقرير نشره الموقع الرسمي للكلية: «نعلم أن المرضى الذين يعانون من حالة حرجة من (كوفيد – 19) هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب حاد في جميع أنحاء الجسم، مع احتمالات عالية لحدوث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ومشكلات تنفسية خطيرة أخرى، ونعتقد أن بروتين (ألفا - 1 أنتيتريبسين) قد يكون قادراً على توفير بعض الحماية ضد أنواع الالتهاب الأكثر ضرراً التي تنشأ في حالة (كوفيد – 19) الشديدة والحالات الأخرى ذات المظهر الالتهابي المشابه».
من جانبها، تقول ناتالي ماكيفوي، المؤلفة الرئيسية المشاركة بالدراسة: «هذه الدراسة هي أول تجربة تحكم عشوائية في وحدة العناية المركزة لاستخدام بروتين (ألفا - 1 أنتيتريبسين) في علاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة».
وأشار المؤلف الرئيسي في الورقة، البروفسور جير كيرلي من قسم التخدير والعناية المركزة ومستشفى بومونت، إلى أهمية الدراسة، قائلاً: «فقط من خلال التجارب السريرية، سنتمكن من تحديد ما إذا كانت العلاجات الجديدة فعالة وآمنة في المرضى ذوي الحالات الحرجة من (كوفيد – 19)، وهذه الدراسة هي أول تجربة سريرية بقيادة آيرلندية لدواء خاص بـ(كوفيد – 19)، وتم تنفيذ الأساس المنطقي للدراسة وتصميمها وتوظيف المرضى في حالة حرجة من قبل باحثين من الكلية الملكية للجراحين ومستشفيي بومونت وسانت جيمس في آيرلندا». ويضيف: «النتائج المبكرة التي توصلنا لها مشجعة، ونأمل أن تشكل أساساً لتجربة أكبر لمعرفة مقدار التأثير الذي يحدثه استخدام البروتين (ألفا - 1 أنتيتريبسين) في تقليل الالتهاب، ومن ثم تقليل الوفيات».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».