خلال لقاءات مكثفة في البنتاغون، طرح ثلاثة قادة للجيش والمخابرات الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، عدة اقتراحات لتعميق التنسيق الأمني بين البلدين وجعله أكثر نجاعة، خصوصاً في مواجهة إيران، وأعربوا عن قلقهم من امتناع واشنطن عن الرد على الهجومين الإيرانيين الأخيرين اللذين استهدفا مرافق أميركية في سوريا والعراق.
وحذر القادة الثلاثة من أن «طهران تفهم عدم الرد هذا على أنه (ضعف أميركي)، وهذا لا يليق بالولايات المتحدة وحلفائها وسيزيد من أطماع نظام خامنئي لمزيد من الضربات».
وأفادت مصادر أمنية، أمس، بأن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، أهرون حليوة، يزور واشنطن منذ أربعة أيام، مشيرة بالوقت نفسه إلى عودة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، من زيارة عمل في واشنطن. وأشارت إلى توجه نائب رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، إلى واشنطن، أول من أمس.
وبحسب المصادر أجرى القادة الثلاثة لقاءات عديدة مع نظرائهم الأميركيين، أطلعوهم خلالها على «معلومات استخباراتية حساسة، جمعتها إسرائيل مؤخراً بخصوص النشاطات العسكرية الإيرانية في المنطقة، ونشاطها النووي، وكذلك بخصوص الأوضاع الداخلية في إيران».
وقالت مصادر عليمة في تل أبيب إن الجنرالات الثلاثة طرحوا مواقف إسرائيل قبل القصف الإيراني لأهداف أميركية، ولكنهم تناولوا هذا الموضوع لاحقاً بتوجيهات تلقوها من الحكومة الإسرائيلية، وهم في ذروة المداولات مع الأميركيين. ونقلوا مشاعر القلق في تل أبيب من الامتناع الأميركي عن الرد، في حالتين، قصف مواقع أميركية في منطقة التنف شرقي سوريا، ثم القصف باتجاه القنصلية الأميركية في أربيل.
وزاد قلق الجنرالات عندما أشار الأميركيون إلى أن «القصف الإيراني تم بدعوى الانتقام من ضربات إسرائيلية، ما يعني أنه موجه إلى إسرائيل وإنه لم يسفر عن إصابات بشرية أو مادية جدية للأميركيين». وأوضحوا أن «القصف الإيراني على أربيل تم بواسطة قصف صواريخ، وليس بطائرات مسيرة. وهذا يعني أن قادة الحرس الثوري الإيراني رفعوا درجة عملياتهم العسكرية ضد أهداف يرتفع عليها العلم الأميركي».
وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس الاثنين، «من الجائز أن الإيرانيين محقون بقولهم إنه أقلعت طائرات إسرائيلية من دون طيار من منطقة أربيل لشن هجمات ضد أهداف إيرانية». واعتبرت الصحيفة أنه في حال توقيع الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن إيران، فإن «التحدي مقابلهم سيكون معقداً أكثر، خاصة عندما يُبدي الأميركيون عجزاً».
ودعا الجنرال إيال بن رؤوبين، النائب السابق لقائد اللواء الشمالي للجيش الإسرائيلي، إلى رد إسرائيلي أيضا على الهجمات الإيرانية الخيرة. وقال في حديث إذاعي، أمس إن «الإيرانيين وجهوا رسالة قوية لنا مفادها بأنهم قرروا الرد من الآن وصاعداً وأن لديهم قوة يجب أن يحسب حسابها. وعلى إسرائيل ألا تنتظر رداً أميركياً فحسب بل أن تبادر هي أيضاً إلى الرد حتى يعرفوا أن رفع درجة ردهم له ثمن باهظ». وقال إن «هذا الرد لا ينبغي أن يتم بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، فهناك وسائل أخرى، بعضها استخدمت في الماضي وبعضها لم تستخدم بعد، موجعة ورادعة». كما دعا الجيش الإسرائيلي لأن يكون على أهبة استعداد لمنع إيران من الرد على أي هجوم بنقل المعركة إلى الأراضي الإسرائيلية.
قلق إسرائيلي من امتناع واشنطن عن الرد على الهجمات الإيرانية
قلق إسرائيلي من امتناع واشنطن عن الرد على الهجمات الإيرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة