قيادات «النهضة» التونسية تنفي خبر وفاة الغنوشي

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي
TT

قيادات «النهضة» التونسية تنفي خبر وفاة الغنوشي

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

نفت قيادات «حركة النهضة» إشاعة وفاة راشد الغنوشي رئيس البرلمان المجمد ورئيس «حركة النهضة» أحد أبرز الأحزاب السياسية في تونس، مؤكدين أنه في صحة جيدة، وأن خبر وفاته عارٍ من الصحة، وأن ما تناقله التونسيون لا يتجاوز حدود الإشاعة.
وأكد كل من ماهر مذيوب مساعد رئيس مجلس البرلمان المكلف الإعلام والاتصال، ويمينة الزغلامي النائبة البرلمانية، أن مختلف ما يروج من معلومات ليست إلا «في باب الإشاعة».
وفي هذا الشأن، أكد مذيوب أن راشد الغنوشي بخير وأنه في صحة جيدة؛ على حد تعبيره. ويرى مراقبون أن إشاعة وفاة بعض السياسيين ليست الأولى من نوعها في تونس، وأنها ترتبط بعدد من الأحداث السياسية المهمة والمؤثرة على المشهد السياسي، فقد تناقل التونسيون الخبر نفسه حول وفاة الغنوشي يوم 28 يوليو (تموز) 2021؛ أي بعد 3 أيام من إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد التدابير الاستثنائية في تونس وإقدامه على تجميد البرلمان وحل حكومة هشام المشيشي. والغنوشي من مواليد سنة 1941 ويبلغ من العمر 81 سنة.
وفي السياق ذاته، يرى ناجي العباسي المختص في مجال تكنولوجيا المعلومات والإنترنت أن مثل هذه الإشاعات غالباً ما تتواتر خلال حدوث بعض القرارات السياسية أو القضائية المهمة.
ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لعلها هذه المرة مرتبطة بإحالة ملف الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام إلى القضاء بتهمة تلقي تمويلات أجنبية خلال الحملة الانتخابية سنة 2019». وأكد العباسي أن «مثل هذه الأخبار غالباً ما تكون مجهولة المصدر، وتبدأ على سبيل الهزل، لكن كثيرين يعيدون تداولها على محمل الجد، وهو ما يخلق خلطاً قوياً بين الخبر والإشاعة». وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس التي يؤمّها أكثر من 7 ملايين تونسي قد تناقلت خبر نقل الغنوشي إلى المستشفى العسكري بالعاصمة التونسية في مرحلة أولى، ثم أشارت في مرحلة ثانية إلى أن حالته الصحية في خطر، قبل أن يذهب البعض الآخر من مرتادي مواقع التواصل إلى نشر خبر وفاته.
وجاء في الخبر: «إصابة الشيخ راشد الغنوشي بأزمة قلبية ما أدى لوفاته... ساعات ويذاع الخبر عبر التلفزة الوطنية» التونسية، بما يوحي أن الخبر جدي ومن مصادر وثيقة.
على صعيد آخر، اتهم أنس الحمايدي، رئيس جمعية القضاة التونسيين، الرئيس التونسي قيس سعيد بـ«اعتماد نهج الاستيلاء والسيطرة بالكامل على السلطة القضائية»، بعد حل «المجلس الأعلى للقضاء الشرعي» وتنصيب مجلس أعلى مؤقت «يفتقد الشرعية أدى أعضاؤه يميناً (كاذبة)» على حد تعبيره. وقال على هامش اجتماع «المجلس الوطني لجمعية القضاة»، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، إن لدى الرئيس التونسي «مخططاً وبرنامجاً واستراتيجية لإحكام القبضة على كل السلطات»، منتقداً «خضوع كبار القضاة (المعينين في المجلس الأعلى المؤقت للقضاء بالصفة)، لإرادة قيس سعيد، بعد أن قبلوا تسليم القضاء المستقل للسلطة التنفيذية، مخيبين بذلك ظن القضاة فيهم»، على حد قوله. وأضاف أن المجلس المعين خاضع بالتمام والكمال للسلطة التنفيذية و«ليست له أدنى استقلالية في اتخاذ القرار» وهو ما عدّه الحمايدي «تراجعاً كبيراً يناقض الضمانات الواردة في الدستور والمعايير الدولية في مجال استقلالية القضاء».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.