اشتهر الرأسمالي وصاحب المشاريع الاستثمارية مارك أندريسين بعبارة «الأجهزة صعبة» التي قالها خلال مناسبة جمعت مستثمرين من عالم التقنية عام 2013. وأثناء شرحه لسبب تفضيل الرأسماليين وأصحاب المشاريع الراسخة والقديمة للشركات الناشئة المتخصصة بالبرمجيات، لفت الانتباه إلى أنّ ذلك يحدث لأن «أموراً كثيرة قد لا تسير على ما يرام في الشركات المصنّعة للأجهزة. قد تتلقّى هذه الشركات ضربات غير قابلة للعلاج وبأشكال كثيرة».
شهدت صناعة تصميم وبناء طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية منذ ذلك الوقت موجات من التمويل من أكبر اللاعبين في صناعية التقنية. ولكنّ المفاجئ في هذا التوجّه التمويلي الكبير أن مصدره من خارج المجتمع الاستثماري التقليدي - من مستثمرين وشركات متعدّدة الجنسيات. تتضمّن لائحة المموّلين الشريك المؤسس لـ«غوغل» لاري بيج، ورائد التقنيات الآلية سيباستيان ثرون، ورائدة الأعمال مارتين روثبلات، والشريك المؤسس لمنصّة «لينكد إن» ريد هوفمان، ومؤسس شركة الألعاب «زينغا» مارك بينكوس، والمستثمر آدم غروسير، ورائد الأعمال مارك لوري، وشركات بارزة أهمّها «أوبر»، و«مرسيدس بينز»، و«إيرباص»، و«بوينغ»، و«تويوتا»، و«هيونداي»، و«هوندا»، و«جيت بلو»، وخطوط الطيران الأميركية «أميركان إيرلاينز» و«فيرجن أتلانتيك». تتقدّم نحو 250 شركة اليوم باتجاه ما تأمل أن يتحوّل إلى ثورة في عالم النقل المدني، حتّى أنّ بعضها كـ«ويسك» و«كيتي هوك»، و«جوبي»، تجري اليوم اختبارات طيران لسربٍ من الطائرات الصغيرة، بينما لا تزال أخرى في مرحلة التصميم لتجسيد الفكرة.
وإذا تحوّلت هذه الرؤية إلى حقيقة، سنرى المئات من طائرات الإقلاع والهبوط العمودي تجوب سماوات المدن الكبرى في ساعات الازدحام المعتادة، لنقل عددٍ صغيرٍ من الركاب بتكلفة توازي تكلفة التنقّل بالسيارة العادية للكيلومتر الواحد. ستتطلّب هذه الرؤية، التي تُعرف باسم التنقل الجوي في المناطق الحضرية أو التنقّل الجوي المتقدّم، داعمين لتجاوز أنواع عدّة من العقبات كالترخيص، وتطوّر التقنية، والاعتبارات التشغيلية المتعلّقة بسلامة تحليق عددٍ كبير من الطائرات في فضاءٍ جوي صغير.
وحتّى التطور التقني، الذي يعدّ الأكثر وضوحاً من بين التحديات، سينطوي على عقدٍ عدّة. وقد شكّلت شركة «جوبي» النّاشئة والأكثر تقدّماً من بين أقرانها، مثالاً واضحاً على هذه الحقيقة عندما أعلنت في 16 فبراير (شباط) أن أحد نماذج طائراتها غير المأهولة تحطّم خلال اختبار فوق بقعة نائية من كاليفورنيا. لم تكشف الشركة الكثير من التفاصيل عن الحادث، ولكنّ تقريرا نشره موقع «فيوتشر فلايت» رجّح أنّ السبب هو ارتفاع اختبار الطيران الذي وصل إلى 1200 قدم وبسرعة كبيرة قاربت 240 عقدة.
لا أحد يتوقّع أن سوق النقل الجوي في المناطق الحضرية، إذا نجحت في النهوض، ستتوسّع بالقدر الكافي لاستيعاب 250 شركة مصنّعة لطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، مما يعني أنّ الشركات غير الفعالة قد تسبب بعض العرقلة للقطاع.
* «خدمات تربيون ميديا»
ازدهار صناعة الطائرات العمودية الكهربائية
أغنياء التكنولوجيا يستثمرون فيها
ازدهار صناعة الطائرات العمودية الكهربائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة