مدفيديف بسهولة للدور الثالث وانتفاضة لنادال ومعاناة تسيتيباس في «إنديان ويلز»

اليابانية أوساكا تودع البطولة الأميركية غارقة في دموعها بعد إهانتها وخسارتها

مدفيديف تخطى التشيكي ماخاتش بسهولة (رويترز)
مدفيديف تخطى التشيكي ماخاتش بسهولة (رويترز)
TT

مدفيديف بسهولة للدور الثالث وانتفاضة لنادال ومعاناة تسيتيباس في «إنديان ويلز»

مدفيديف تخطى التشيكي ماخاتش بسهولة (رويترز)
مدفيديف تخطى التشيكي ماخاتش بسهولة (رويترز)

حقق الروسي دانييل مدفيديف فوزاً سهلاً في مباراته الأولى بوصفه مصنفاً أول عالمياً وتأهل للدور الثالث لدورة إنديان ويلز الأميركية الدولية للتنس، فيما عانى الإسباني رافائيل نادال واليوناني ستيفانوس تسيتيباس للحاق به، بينما ودعت اليابانية ناومي أوساكا غارقة في دموعها بعد إهانتها وخسارتها.
ولم يجد مدفيديف صعوبة في تخطي التشيكي توماش ماخاتش الصاعد من التصفيات 6 - 3 و6 - 2. وحسم مدفيديف المباراة بعدما افتتح المجموعة الثانية بكسر إرسال منافسه، في حين لم يحتج لأكثر من ساعة و11 ساعة للتأهل للدور الثالث.
وضرب الروسي الذي أعفي من خوض الدور الأول على غرار المصنفين الـ32 الأوائل، موعداً في الدور التالي مع الفرنسي غايل مونفيس الـ26 الفائز على الصربي فيليب كرايينوفيتش 6 - 3 و6 - 4.
وقال مدفيديف الذي يلعب تحت علم محايد لعقوبة الاتحاد الدولي ورابطة اللاعبين المحترفين لبلاده بسبب غزو أوكرانيا: «آمل في أن أتمكن من تحقيق نتيجة أفضل من مشاركاتي السابقة، حققت فوزاً صعباً رغم أن النظر إلى النقاط والأشواط لا يوحي بذلك». وما زال مدفيديف الذي أزاح الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، يبحث عن لقبه الأوّل في عام 2022. عقب خسارته في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة أمام الإسباني رافائيل نادال الذي عاد وتغلب عليه في نصف نهائي دورة أكابولكو في طريق «الماتادور» لإحراز اللقب.
ومن المرجح أن تتجدّد المواجهة بين الروسي، ابن الـ26 عاماً، والإسباني في المربع الذهبي في دورة كاليفورنيا التي نادراً ما تبتسم للمصنف أول، إذ لم يسبق له أن تجاوز حاجز دور ثمن النهائي في أربع مشاركات.
ويتوجب على مدفيديف أن يصل إلى ربع نهائي دورة إنديان ويلز حتى لا يفقد صدارة التصنيف العالمي لصالح ديوكوفيتش الغائب عن هذه الدورة ولاحقاً عن بطولة ميامي لأسباب تتعلق بعدم تلقيه اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مما كان سبباً أيضاً في عدم مشاركته في بطولة أستراليا الكبرى مطلع العام الحالي.
أما نادال المصنف رابعاً، فعانى لتخطي الأميركي الشاب سيباستيان كوردا (21 عاماً) 6 - 2 و1 - 6 و7 - 6. وقال ابن مايوركا بعد فوزه على المصنف 38 عالمياً: «أشعر بأني محظوظ جداً جداً للتأهل». وتابع نادال الذي تخلف 2 - 5 في المجموعة الثالثة: «يلعب سيباستيان تنساً رائعاً، لم أقدم أفضل مستوياتي بالطبع لكنه بدا شرساً وأوقعني في متاعب عديدة».
ورفع نادال، حامل لقب 21 بطولة كبرى (رقم قياسي)، رصيده الرائع في بداية هذه السنة إلى 16 فوزاً متتالياً. ويلتقي في الدور المقبل البريطاني دان إيفانز الفائز على الأرجنتيني فيديريكو كوريا 6 - 2 و6 - صفر.
وبدوره عانى اليوناني ستيفانوس تسيتيباس المصنف خامساً لتخطي الأميركي جاك سوك 7 - 6 و3 - 6 و7 - 6 وعلق تسيتيباس عقب اللقاء: «كانت معركة مجنونة، كل منا قدم كل ما في وسعه، جاك لعب بشكل مذهل في بعض الأوقات لكني تمكنت من تقديم أفضل ما لدي في النهاية». وأضاف: «أثبت قدرتي على اللعب بشكل هجومي والبقاء هادئاً في نفس الوقت».
ويلتقي اللاعب اليوناني في الدور الثالث مع الأميركي الآخر جنسون بروكسبي الذي تغلب على الروسي كارين خاشانوف 6 - صفر و6 - 3. وتأهل الإسباني اليافع كارلوس ألكاراس بفوز صريح على حساب الأميركي ماكنزي ماكدونالد 6 - 3 و6 - 3. بالإضافة إلى حامل اللقب البريطاني كاميرون نوري الفائز على الإسباني بدرو مارتينيز 6 - 3 و6 - 3.
وفي منافسات السيدات، انفجرت اليابانية ناومي أوساكا، حاملة لقب أربع بطولات كبرى، باكية بعد إهانتها من قبل أحد المتفرجين ثم خسارتها أمام الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا صفر - 6 و4 - 6.
وفي المجموعة الأولى ضمن الدور الثاني، صاح أحد المشجعين: «ناومي أنت فاشلة»، فعبّرت المصنفة 78 عالمياً التي تعاني من ضغوط ذهنية عن استيائها أمام حكمة المباراة. وبرغم تماسكها وإكمال المواجهة، قالت بعد الخسارة إن هذه الحادثة ذكّرتها بتعرّض الأميركيتين فينوس وسيرينا ويليامز لمضايقات في الدورة عام 2001.


أوساكا تبكي مودعة (أ.ب)

وبعد مضايقتها من الجمهور، طالبت أوساكا وهي تتأخر صفر - 3 بمواجهة من أهانها على مذياع الملعب دون أن تنجح، فبدا التأثر واضحاً عليها وهي جالسة على الكرسي. وبعد مجموعة أولى ساحقة من قبل الروسية المصنفة 21. رفعت أوساكا إيقاعها في الثانية، دون أن تستفيد من أربع كرات لكسر إرسال خصمتها التي حسمت الثانية 6 - 4.
وكانت أوساكا سلطت الضوء على الصحة النفسية للرياضيين عام 2021، عندما كشفت أنها عانت من الاكتئاب. لكن في حديثها بعد المباراة في أرض الملعب، قالت إنها لم تكن مستاءة فقط من الإهانة، بل لأن هذه الحادثة ذكرتها بالمضايقات التي تعرضت لها فينوس ويليامز وشقيقتها سيرينا في إنديان ويلز عام 2001، وأوضحت: «بصراحة، أشعر أني تعرضت سابقاً للمضايقة، وهذا الأمر لم يزعجني. لكني شاهدت مقطع فيديو لفينوس وسيرينا تتعرضان للمضايقة هنا. إذا لم تشاهدوه عليكم مشاهدته». وتابعت باكية: «لا أعرف لماذا، لكنه خطر في بالي واستعدته مراراً. أحاول عدم البكاء»، قبل تهنئتها كوديرميتوفا.
وخرجت البيلاروسية أرينا سابالينكا الثالثة عالمياً والثانية في الدورة، بخسارتها أمام الإيطالية ياسمين باوليني 6 - 2 و3 - 6 و3 - 6. وصُنّفت سابالينكا الأعلى عند السيدات في الدورة على خلفية عدم مشاركة الأسترالية آشلي بارتي الأولى عالمياً لعدم جاهزيتها، بعد فوزها على أرضها بلقب بطولة أستراليا المفتوحة والتشيكية باربورا كرايتشيكوفا الثانية جراء تعرّضها لإصابة في مرفقها.
وتأهلت الإسبانية باولا بادوسا حاملة اللقب بفوزها على تيريزا مارتينكوفا 6 - 2 و7 - 6. لتثأر المصنفة خامسة من التشيكية التي فازت عليها في آخر ثلاث مواجهات.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».