قضية فلسطين تعود للملاعب... يوميات الاسكواش تحت الاحتلال

المصري علي فرج دعا إلى اهتمام مشابه لأزمة أوكرانيا

قضية فلسطين تعود للملاعب... يوميات الاسكواش تحت الاحتلال
TT

قضية فلسطين تعود للملاعب... يوميات الاسكواش تحت الاحتلال

قضية فلسطين تعود للملاعب... يوميات الاسكواش تحت الاحتلال

بالنسبة إلى جمهور كرة القدم في الوطن العربي، فإن ثمة محطات ولاعبين؛ من بينهم مثلاً اللاعب الأسطوري الراحل دييغو مارادونا، ممن أظهروا تضامنهم وتعاطفهم مع قضية فلسطين في مواقف شتى؛ لكن الدعم جاء هذه المرة، بعد طول سكون، من ملاعب الاسكواش وعبر اللاعب المصري علي فرج صاحب التصنيف العالمي المرموق.
ولم يكن التضامن من خارج حدود الملعب أو عبر مساحة شخصية، فقد كان فرج يتحدث بعد فوزه ببطولة «أوبتاسيا» وعلى «ملاعب ويمبلدون» في لندن.
مدركاً المحاذير الغربية والدولية؛ أقدم فرج على القول: «أعلم جيداً أن ما سأقوله من المحتمل أن يوقعني في المشاكل، لكنكم تعلمون ما يحدث الآن في أوكرانيا، ولا أحد سعيد بما يحدث من قتل، لكننا لم يكن مسموحاً لنا من قبل بخلط السياسة مع الرياضة».
غير أن فرج استدرك: «فجأة الآن أصبح مسموحاً (خلط السياسة مع الرياضة)، وطالما حدث؛ فلعل الناس تنظر للطغيان الذي يحدث في كل مكان في العالم... أعني أن الفلسطينيين يمرون بهذا خلال الـ74 عاماً الماضية حتى الآن، ولكني أظن أن هذا لا يتماشى مع رواية وسائل الإعلام الغربية».
وزاد: «طالما نستطيع الحديث الآن عن الأوكرانيين؛ فبالتالي يمكننا الحديث عن الفلسطينيين أيضاً... لذا من فضلكم ضعوا هذا في الاعتبار».
ولم يجد عضو «الاتحاد الفلسطيني للاسكواش»، أيمن مازوني، سوى وصف تصريحات فرج بأنها «للتاريخ»، ويقول مازوني لـ«الشرق الأوسط»: «شعرت أننا جسد واحد، وأدركت أن المكانة الكبيرة لفرج ليست وليدة المهارة الفنية؛ بل إنها نتاج ثقافة ووطنية جداً وإنسانية».
https://www.facebook.com/ayman.mazoni/posts/10161687392100760
في عام 2017 حقق علي فرج وزوجته نور الطيب انتصاراً غير مسبوق، وعلى ملاعب فيلادلفيا في الولايات المتحدة، ضمن منافسات «بطولة أميركا المفتوحة للاسكواش»، حصد فرج لقب البطولة للرجال بعد تغلبه على مواطنه محمد الشوربجي، فيما أكملت «السيدة فرج» فرحة العائلة بنيل لقب السيدات بعد فوزها على مواطنتها أيضاً رنيم الوليلي، وكانت المرة الأولى التي يقتنص فيها زوجان البطولة في نسختيها.
وترتبط أشهر وقائع التضامن مع قضية فلسطين بكرة القدم ولاعبيها غالباً، وعبّر عن ذلك نجم الأرجنتين الراحل مارادونا الذي قال: «قلبي فلسطيني» عندما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في عام 2018.
https://www.youtube.com/watch?v=weq0FDa71bA
وكذلك كان اللاعب المصري محمد أبو تريكة أحد أشهر المتضامنين مع القضية الفلسطينية عبر الملاعب عندما كشف عن قميص يحمل شعار: «تعاطفاً مع غزة» بعد إحراز هدف خلال فعاليات كأس الأمم الأفريقية في غانا عام 2008، وتلقى جراء ذلك بطاقة صفراء، وتحذيراً من «الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)».

لكن ماذا عن الاسكواش تحت الاحتلال؟
يشرح مازوني في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن اتحاد اللعبة حديث نسبياً مقارنة بألعاب أخرى ( تأسس عام 2014 في مدينة رام الله)، وهو مسجل لدى «اللجنة الأولمبية الفلسطينية»، لكن ممارسة اللعبة قبل تأسيسه كانت مقتصرة على روابط اللاعبين.
يقول مازوني: «في الضفة الغربية لدينا قرابة 70 لاعباً مسجلاً من فئات عمرية مختلفة؛ بين هؤلاء رواد وناشئون، بينما هناك قرابة الثلاثين لاعباً في قطاع غزة».
https://www.facebook.com/squash.palestine/photos/pcb.4571248556284792/4571247532951561
وبحسب «الاتحاد الفلسطيني للاسكواش»، هناك «3 ملاعب في رام الله، وملعبان في جِنين، ومثلهما في الخليل»، فضلاً عن ملاعب أخرى متفرقة في مناطق أخرى.
لكن الملعب الأول الأقدم للاسكواش موجود في «جمعية الشبان المسيحيين» بالقدس، ولا تختلف حاله عن حال قضية فلسطين، يقول مازوني: «يقع قرب سور القدس، وممنوع على الشباب الصغير من اللاعبين الوصول إليه بحسب قيود الاحتلال الإسرائيلي».

https://www.facebook.com/Champions.Gaza/photos/a.4774542399334141/4774375819350799
ويتابع مازوني: «مش سهل أبداً يظل (نادي) عربي في القدس، دائماً يتعرض لضغوط ومضايقات من الاحتلال... لكن بعده صامد وسيظل».
وتمكن لاعبو الاسكواش الفلسطينيون من خوض بطولات ومنافسات في دول عربية؛ منها مصر والأردن، ومع ذلك «لم يسلموا أبداً من ممارسات الاحتلال وتعسفه» وفق عضو «الاتحاد الفلسطيني للاسكواش» الذي يشرح: «يضطر اللاعبون من المقيمين في الضفة إلى اللجوء إلى معبر اللنبي، ويتسبب ذلك في كثير من المتاعب لهم، لكننا سنظل صامدين».
وبشأن تأثير ما قاله اللاعب المصري علي فرج على لاعبي الاسكواش الفلسطينيين، قال مازوني: «بصراحة هذا الموقف الوطني انعكس بالفعل علينا سريعاً بالفخر، لكنه، وفي المستقبل، سيكرس لدى الجيل الجديد في فلسطين وخارجها أن يكونوا عوناً لقضيتهم حتى في لعبة محدودة الجمهور؛ لأن هذا الدعم جاء من بطل عالمي».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).