ليبيون يتمسكون بالانتخابات ورفض «المراحل الانتقالية»

من لقاء سابق في طرابلس لرئيس المجلس الرئاسي الليبي والمستشارة الأممية (المجلس الرئاسي)
من لقاء سابق في طرابلس لرئيس المجلس الرئاسي الليبي والمستشارة الأممية (المجلس الرئاسي)
TT

ليبيون يتمسكون بالانتخابات ورفض «المراحل الانتقالية»

من لقاء سابق في طرابلس لرئيس المجلس الرئاسي الليبي والمستشارة الأممية (المجلس الرئاسي)
من لقاء سابق في طرابلس لرئيس المجلس الرئاسي الليبي والمستشارة الأممية (المجلس الرئاسي)

في ظل حالة التحفز والارتياب بسبب التنازع حول السلطة، يرفض قطاع واسع من الليبيين ورجال السياسة تمديد المراحل الانتقالية، مطالبين بوضع جدول زمني لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية.
وبدت حالة الرفض واضحة في مناطق بشرق ليبيا وغربها على حد سواء، وفيما ندد سياسيون ونشطاء بموقف مجلس النواب و«المجلس الأعلى للدولة»، واعتبار مناكفاتهما «سبباً في تعطيل الاستحقاق الانتخابي»، اتهموا أيضاً «استخبارات دول أجنبية»، لم يسموها، برسم خارطة سياسية جديدة تسببت، حسبهم، في تعقيد المشهد السياسي.
وقال سياسي ليبي مقرب من حكومة الدبيبة لـ«الشرق الأوسط»، رفض الإفصاح عن اسمه لدواعٍ أمنية، إن حكومة باشاغا «اعتمدت من استخبارات دول عدة، قبل أن يوافق عليها مجلس النواب»، مؤكداً أن ليبيا «باتت رهينة مخططات دولية، لا تريد لنا الاستقرار، إلا وفق الصورة التي يرسمونها لنا».
وتظاهر عدد من المواطنين في مدينة مصراتة، مساء أول من أمس، للمطالبة بإجراء الانتخابات العامة، ورفض تمديد المرحلة الانتقالية، محملين الأجسام السياسية الحالية مسؤولية عدم إجراء الاستحقاق المرتقب.
وبين انقسام البلاد بين حكومتين متنازعتين على السلطة، اعتبر جمال الفلاح، رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تشكيل مجلس النواب لحكومة جديدة «هو بمثابة عملية هروب للأمام، وزيادة لتأزيم القضية الليبية، وإطالة للمرحلة الانتقالية»، مبدياً تخوفه من «نسف أي مشروع يمكن من تحقيق الانتخابات، والمضي قدماً نحو الاستقرار السياسي».
وعبر الفلاح عن تمسكه مع قطاعات واسعة من الليبيين بإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، «إذا توفرت الرغبة لدى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة»، وفق قوله.
ورغم ذلك يدافع سياسيون ونواب في شرق ليبيا عن حكومة باشاغا، ويرون أنها «ستنتشل البلاد من براثن الفوضى، وتغول الميليشيات المسلحة على صناعة القرار بغرب ليبيا».
ووسط حالة من الاصطفاف السياسي، والتحشيد العسكري دعماً لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، وغريمه فتحي باشاغا رئيس الحكومة المكلف، نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس مجلس حكماء وأعيان مصراتة، محمد الرجوبي، تعهده بأنهم «لن يقبلوا مرة ثانية بأن يكون أبناؤهم وقوداً لحرب تمليها عليهم استخبارات دول أجنبية مرة أخرى»، دون أن يحدد ماهيتها.
وذهب الرجوبي إلى أن «مشروع الحرب بين أبناء الشعب ولّى ولن يعود، وعلينا أن نتجه جميعاً للانتخابات، وما شهدته طرابلس الأسبوع الماضي هو إفشال سيناريو حرب جديدة».
واللافت، حسب مراقبين، أن غالبية الأطراف الليبية أبدت استعدادها لإجراء الانتخابات، وفقاً لمقترح المستشارة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني ويليامز، وهو ما أكده المجلس الرئاسي، بقيادة محمد المنفي، بالإضافة إلى باشاغا والدبيبة، باستثناء مجلس النواب، الذي لم يعلق رسمياً على مقترح ويليامز.
واقترحت ويليامز تشكيل لجنة مشتركة بين مجلسي النواب و«الدولة»، تتكون من 12 عضواً، بواقع ستة عن كل مجلس، على أن تجتمع منتصف مارس (آذار) الجاري في مكان يجري التوافق عليه، للعمل لمدة أسبوعين بهدف وضع قاعدة دستورية توافقية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
من جانبهم، جدد مرشحون للانتخابات الرئاسية والبرلمانية مطالبتهم بسرعة وضع جدول زمني لإجراء الاستحقاق، مؤكدين ضرورة الانخراط بشكل إيجابي مع المقترح الأممي، واحترام إرادة الليبيين المطالبين بإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن.
كما شدد المرشحون على أهمية «احترام الخطوات السابقة للعملية الانتخابية؛ وأن تكون القاعدة الدستورية مكملة لها، وأن تحدد مواعيد الاقتراع بشكل واضح».
وتمسكوا بـ«رفض أي قرارات أو قاعدة دستورية تتجاهل خطوات العملية الانتخابية»، داعين لاستكمالها من حيث توقفت، وذلك بإعلان القوائم النهائية للانتخابات الرئاسية والقوائم المبدئية لمرشحي الانتخابات.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.