تقرير: الكرملين يعتقل كبار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي

سيرغي بيسيدا رئيس فرع المخابرات الخارجية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (التايمز)
سيرغي بيسيدا رئيس فرع المخابرات الخارجية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (التايمز)
TT

تقرير: الكرملين يعتقل كبار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي

سيرغي بيسيدا رئيس فرع المخابرات الخارجية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (التايمز)
سيرغي بيسيدا رئيس فرع المخابرات الخارجية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (التايمز)

في تداعيات الفوضى في غزو أوكرانيا، ودلالة على غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتزايد تجاه أجهزة المخابرات الروسية، قيل إنه تم القبض على عديد من كبار أجهزة الاستخبارات الروسية، حسبما أفادت صحيفة «التايمز» البريطانية.
وبحسب الصحيفة، يُعتقد أن رئيس المخابرات الروسية وُضع قيد الإقامة الجبرية، في إشارة إلى سعي الرئيس الروسي إلى إلقاء اللوم على تعثر الجيش الروسي في غزو أوكرانيا.
وتقول الصحيفة إنه تم القبض على سيرغي بيسيدا، رئيس فرع المخابرات الخارجية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، مع نائبه أناتولي بوليوخ، وفقاً لخبير بارز في أجهزة الأمن الروسية.
وقال أندريه سولداتوف، المؤسس المشارك ورئيس تحرير موقع «أغنتورا»، وهو موقع استقصائي يراقب جهاز الأمن الفيدرالي ووكالات أخرى: «إن مصادر من داخل جهاز الأمن الفيدرالي أكدت احتجاز الرجلين».
وأكد فلاديمير أوسيشكين، وهو ناشط حقوقي روسي منفي، الاعتقالات.
وأضاف: «إن ضباط جهاز الأمن الفيدرالي أجروا عمليات تفتيش في أكثر من 20 عنواناً حول موسكو، لزملائهم المشتبه في اتصالهم بالصحافيين».
وقال سولداتوف لصحيفة «التايمز»: «إن القبض على رئيس المخابرات يؤكد على غضب بوتين المتزايد تجاه أجهزة المخابرات، والتي يعتقد أنها قدمت معلومات كاذبة بشأن الوضع في أوكرانيا».
وأضاف: «لقد فهم بوتين أخيراً أنه قد تم تضليله».
ويعتبر بيسيدا (68 عاماً) رئيس فرع «الدائرة الخامسة» للمخابرات الخارجية، المسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في أوكرانيا.
ويترأس بوليوخ (66 عاماً) قسم المعلومات التشغيلية، وهو جزء من الدائرة الخامسة.
وتم إنشاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي -وهو رسمياً خدمة أمن محلية- في نهاية التسعينات، عندما كان بوتين مديراً لأوامر التنفيذ لعمليات في دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال مسؤول غربي على علم بالاعتقالات المبلغ عنها؛ لكنه لم يستطع تأكيدها: «لقد لعب كلا الرجلين دوراً رئيسياً في العمليات الاستخباراتية ضد أوكرانيا لعدة سنوات، ومن المرجح جداً أنهما لعبا دوراً رئيسياً في التخطيط لغزو أوكرانيا».
وأضاف: «إن عديداً من القادة العسكريين تم فصلهم».
وبحسب الصحيفة، أنه من المعروف أن بيسيدا كان في كييف في فبراير (شباط) 2014، عندما قُتل ما يقرب من 100 أوكراني برصاص الشرطة، كانوا يحتجون على الرئيس الموالي للكرملين، فيكتور يانوكوفيتش، الذي فر إلى روسيا بعد ذلك بوقت قصير، وتم فرض عقوبات على بيسيدا من قبل الاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) 2014.
وقال سولداتوف هذا الأسبوع، إن التقارير النهائية التي أصدرها مكتب الأمن الفيدرالي عن أوكرانيا في الفترة التي سبقت الغزو كانت «ببساطة غير صحيحة، وهو جزء من سبب تعسُّر الأمور على الجيش الروسي».
ومع ذلك، أضاف: «المشكلة هي أنه من الخطر للغاية على الرؤساء أن يخبروا بوتين بما لا يريد سماعه، لذا فهم يصممون معلوماتهم، ولا يمكننا استبعاد حقيقة أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعوها على الأرض كانت في الواقع جيدة للغاية».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».