حركة «النهضة» تجدد نفي علاقتها بتسفير تونسيين إلى بؤر الإرهاب

جانب من فعاليات مؤتمر «النهضة» أمس في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من فعاليات مؤتمر «النهضة» أمس في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT
20

حركة «النهضة» تجدد نفي علاقتها بتسفير تونسيين إلى بؤر الإرهاب

جانب من فعاليات مؤتمر «النهضة» أمس في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من فعاليات مؤتمر «النهضة» أمس في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)

قال عماد الخميري، المتحدث باسم حركة النهضة التونسية، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس بمقر الحركة في العاصمة، إن القضاء، الذي ينظر حاليا في قضايا تسفير عدد من التونسيين إلى بؤر الإرهاب، لم يثبت أي علاقة لقيادات حركة النهضة بهذا الملف، على الرغم من «الادعاءات الكثيرة التي لفقت لقيادات الحركة»، على حد تعبيره.
وأضاف الخميري بشأن التهم العديدة، التي وجهتها أحزاب يسارية إلى قيادات «النهضة»، والتهديد بكشف علاقتها بالاغتيالات السياسية، أن هيئة الدفاع عن السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين تم اغتيالهما قبل سنوات، «عادت إلى نشاطها السيئ بعد أن تم توظيفها لحل المجلس الأعلى للقضاء»، مؤكدا أن المتهمين في ملف الاغتيالات السياسية «يقبعون حاليا في السجون».
في سياق ذلك، شدد الخميري على أن كل قيادات حركة النهضة على استعداد لتحمل كامل المسؤولية، وأن القضاء التونسي «ما يزال مستقلا، بدليل أن المحكمة الابتدائية برأت القائمتين الانتخابيتين للحركة بالعاصمة، والتي يرأس أحدها رئيس الحزب راشد الغنوشي، من تهمة التمويل الأجنبي، وأكد أنهما لم يرتكبا أي مخالفات أو جرائم انتخابية».
وبخصوص الحملة الرئاسية لمكافحة الاحتكار والمضاربة في المواد الغذائية الأساسية، دعا الخميري القوى السياسية والمدنية إلى توحيد الرؤى «بهدف إيجاد بدائل حقيقية وواقعية للوضع الاقتصادي الموشك على الانهيار، والواقع الاجتماعي المحتقن بسبب فقدان المواد الأساسية من السوق، وغلاء الأسعار، والزيادات المجحفة، مع توفير المناخ الإيجابي لحوار وطني شامل ينهي الأزمة».
ومن ناحيتها نوهت زينب البراهمي، رئيسة المكتب القانوني لحركة النهضة، «كل الوطنيين والأحرار، الذين ناصروا قضية نور الدين البحيري، وصموده في وجه الاحتجاز القسري الظالم، بعد الفشل في تلفيق تهمة قضائية له»، معتبرة إنهاء احتجازه القسري «انتصارا لقيمة النضال السلمي المدني ضدّ التعسف والاستبداد».
في السياق ذاته، قال عبد الفتاح الطاغوتي، المكلف الإعلام في حركة النهضة، إن التدابير الاستثنائية التي أقرها الرئيس سعيد، «تحاول أن تتعسف على الواقع»، معتبرا أن الاستشارة الوطنية منطلق لتفكيك الدولة، وتركيز لمنظومة البناء القاعدي.
وكان المكتب التنفيذي لحركة النهضة قد ندد بقرار حل المجلس الأعلى للقضاء «المنتخب والدستوري»، من قبل الرئيس سعيد، وتعويضه «بمجلس معيّن»، قائلا إن إلغاء القانون الأساسي للمجلس الأعلى للقضاء وتعويضه بمرسوم «يضرب بجوهر استقلالية السلطة القضائية، ويجعله أداة في يد السلطة التنفيذية»، ودعا القضاة «وكل من له غيرة على العدل والحرية إلى التصدي لأي انحراف أو توظيف للقضاء».
كما اعتبر المكتب التنفيذي لحركة النهضة أن «الاستشارة الوطنية، عملية ممنهجة لمغالطة الرأي العام، وتمهيد لتركيز البناء القاعدي المؤذن بتفكيك الدولة»، مستنكرا ما وصفته بـ«توظيف أجهزة الدولة والإدارة وسلطة الإشراف، التي من المفترض أن تكون حيادية بالقانون، في الضغط على المواطنين للمشاركة في هذه الاستشارة الفاشلة»، وطالبت بفتح تحقيق فيما يروج بخصوص وجود عمليات تزوير، وتوظيف للمعطيات الشخصية الموضوعة على ذمة الإدارة التونسية. محذرة في السياق ذاته من «مآلات توظيف الأجهزة الأمنية في قمع الحقوق، والتضييق على الحرّيات واستهداف الأصوات الحرّة المناصرة للديمقراطية والحريات».
في غضون ذلك، أعلن الرئيس سعيد أنه بصدد إعداد ثلاثة مشاريع مراسيم رئاسية جديدة، تتعلق بالعقوبات ضد المحتكرين التي قد تصل لحد السجن، والصلح مع رجال الأعمال الفاسدين، الذين أثروا على حساب التونسيين، والشركات الأهلية التي ستعوض التوظيف في القطاع العام بعد اشتراط صندوق النقد الدولي خفض كتلة أجور الموظفين، ومنع الانتدابات الحكومية.
ومن المنتظر عرض هذه المراسيم الرئاسية الثلاثة على أنظار مجلس الوزراء المقبل، الذي لم يحدد موعد انعقاده.


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال خلال استقباله وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»... (موقع حزب الشعب الجمهوري)

أحزاب تركية تدعو البرلمان إلى التحرك بعد جنوح أوجلان للسلام

تشهد تركيا جولة أخرى من الحراك السياسي على خلفية دعوة زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين، عبد الله أوجلان، لحل «الحزب» وإلقاء أسلحة جميع المجموعات المرتبطة به.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا منطقة الساحل تتحول منذ سنوات بؤرةً للإرهاب العالمي (أ.ف.ب)

منطقة الساحل الأفريقي تتصدر «مؤشر الإرهاب العالمي»

صُنّفت منطقة الساحل الأفريقي ضمن أخطر مناطق العالم وأشدها تضرراً من الإرهاب، وذلك وفق آخر تقرير صادر عن «مؤشر الإرهاب العالمي».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا عبد القهار غربندي (على اليمين) مدير مديرية خدمات دافعي الضرائب يسلم وثيقة ضريبية إلى تاجر أحجار كريمة في ديسمبر (نيويورك تايمز)

جباية الضرائب بأفغانستان: مهمة صعبة

يتولى عبد القهار غوربندي رئيس مديرية خدمات دافعي الضرائب في أفغانستان مهمة صعبة تتمثل بجمع الأموال داخل بلد فقير يرزح تحت وطأة عقوبات دولية

«الشرق الأوسط» (كابل )
أفريقيا قوات من الجيش الصومالي خلال إحدى العمليات العسكرية (أرشيفية-متداولة)

وزير الدفاع الصومالي يحذر من التعامل مع عناصر «حركة الشباب»

جدّد وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية الصومالية عبد القادر محمد نور تحذيره من التعامل مع عناصر «الخوارج»، مشدداً على ضرورة تجنب مناطقهم

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».