«رؤى للفيلم القصير» يفتقد جمهوره في القاهرة

اقتصار عروض المهرجان على لجنة التحكيم

من افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
من افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«رؤى للفيلم القصير» يفتقد جمهوره في القاهرة

من افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
من افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

أعلن رئيس مهرجان القاهرة للفيلم المصري القصير (رؤى)، مالك خوري، عدم إقامة عروض للأفلام المشاركة في دورته الخامسة المقرر لها من 10 إلى 19 مارس (آذار) الحالي؛ «بسبب إجراءات قانونية خارجة عن إدارة المهرجان»، مقدماً اعتذاره لصناع الأفلام، قائلاً «فخورون بأفلامكم»، منوهاً إلى «مباشرة لجنة التحكيم عملها»، جاء ذلك خلال حفل افتتاح المهرجان مساء أمس بقاعة «إيوارت» التذكارية بمقر الجامعة الأميركية بوسط القاهرة، وهي الجهة التي يتبعها المهرجان، حيث يقيمه قسم السينما بها منذ أربع سنوات، وتقتصر عروضه ومسابقته على الأفلام المصرية القصيرة فقط.
وكان حفل الافتتاح قد بدأ بشكله المعتاد، قدمت خلاله المخرجة والناقدة اللبنانية عرب لطفي، المدير الفني للمهرجان، لجنة التحكيم برئاسة الناقد السينمائي عصام زكريا، وعضوية الممثلة يسرا اللوزي، والمخرجَين تامر السعيد وأحمد فوزي صالح، ومصممة الصوت سلمي رضوان. ودعت لطفي فنان التصوير السينمائي سعيد شيمي للمسرح لتسلم جائزة درع تكريمه. وعبّر الفنان عن سعادته بالتكريم من مهرجان ترأس دورة تحكيم دورته الأولى.
وأقام المهرجان معرضاً لصور أفلامه، وصور لمراحل من مشواره، كما أصدر مطبوعة تضمنت ملامح من مسيرته السينمائية وأهم أفلامه التي قدمها مع كبار المخرجين أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وعلي عبد الخالق، من بينها «ضربة شمس، والعار، وسواق الأتوبيس، والحريف، والحب فوق هضبة الهرم، والطريق إلى إيلات». كما أصدر نحو 20 كتاباً عن التصوير السينمائي عبر تجربته العريضة وحاز جوائز وتكريمات عديدة عربية ودولية.
وعبّر الناقد السينمائي عصام زكريا عن دهشته لإلغاء عروض المهرجان، مؤكداً أنه «يجب أن تحل المشكلة الإجرائية سريعاً؛ حتى لا نخسر فعالية مهمة تتعلق بالشباب وتقيمها جامعة لها وزنها وينظمها سينمائيون وأساتذة كبار»، مشيراً إلى أن «هناك مشكلة تتعلق باعتماد لجنة المهرجانات».
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن «رئيس المهرجان كان قد تقدم للجنة المهرجانات النوعية التي تتبع وزارة الثقافة بطلب يحمل اسمه وليس اسم المؤسسة التابع لها (الجامعة الأميركية بالقاهرة) وهو ما يعد خطأً إجرائياً».
من جهته، أكد خوري لـ«الشرق الأوسط»، أن «مهرجان (رؤى) يختص فقط بالأفلام المصرية القصيرة؛ لأن مستقبل السينما المصرية سيكون من خلال صناع هذه الأفلام، حيث تعد وسيلة تسمح بإعطاء الفرصة لمبدعين شبان لعمل أفلام بميزانيات محدودة»، مضيفاً «لقد تقدمنا بأفلامنا للرقابة على المصنفات الفنية منذ الشهر الماضي، وكالمعتاد تم إبلاغ وزارة الثقافة بتفاصيل المهرجان مسبقاً، غير أنه بناءً على مستجدات لها طابع قانوني، قررت إدارة المهرجان عدم عرض الأفلام»، نافياً أن «تكون إدارة المهرجان قد وقعت في أي خطأ»، مؤكداً «ملتزمون بالقانون وما يطلب منا ننفذه، لكن هذه الدورة اعتبروا أن بعض (الإجراءات غير مكتملة)، كما أننا ليس لنا علاقة بلجنة المهرجانات؛ فالمهرجان تقيمه الجامعة الأميركية بالقاهرة، ولا يحصل على تمويل من وزارة الثقافة، بل يقام من خلال موارد خاصة بالجامعة، ولم نقدم شيئاً خارج المألوف عن الدورات السابقة، ولم تُرفض لنا أفلام من قبل، بل إن وزيرة الثقافة تفضلت مشكورة بإعفاء المهرجان من رسوم تُفرض على عرض الأفلام؛ لأننا لا نقيم عروضاً تجارية، بل تعرض مجاناً للجمهور». وأشار رئيس المهرجان أن «مسابقة الأفلام قائمة، وكذلك ورشتا التصوير اللتان يقدمهما المخرج والمصور السينمائي ماجد نادر، والسيناريو التي تحاضر بها الكاتبة وسام سليمان».
وبينما كان من المقرر عرض خمسة أفلام في ليلة الافتتاح اكتفى المهرجان بعرض فيلم بعنوان «حائط بلا مبكي» في إطار تكريم الفنان سعيد شيمي يرصد فرحة المصريين بنصر أكتوبر (تشرين الأول) 1973. وكان المهرجان قد قام بطبع جدول العروض والفعاليات. وأعلن عن مشاركة 65 فيلماً في المسابقة تم اختيارها من قبل لجنة مختصة من بين 300 فيلم قصير تقدمت للمسابقة التي تمنح ثلاث جوائز لأفضل فيلم روائي، وأفضل وثائقي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وتميزت أفلام هذه الدورة بتفوق مستواها الفني، ومن بينها، الوثائقي «وطن بالاختيار» للمخرجة حنان راضي التي التقت مجموعة من الأجانب اختاروا الإسكندرية وطناً لهم، وفيلم «صياد البلاستيك» للمخرجة رضوي هاشم وقامت بتصويره داخل جزيرة القرصاية بمحافظة الجيزة، والروائي «راجية» لمدحت صالح أنيس عن امرأة وحيدة تبحث عن بعض الاهتمام من ابنتها، و«شمس يديرها هلال» لحلمي نوح الذي يتضمن مواجهة بين عاشقين يبحثان عن حبهما الذي توارى عبر السنين.



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.