الرئيس الجزائري يقيل وزير النقل لـ«ارتكابه خطأ فادحاً»

تزامناً مع انطلاق محاكمة وزير سكن سابق و35 من رجال الأعمال

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

الرئيس الجزائري يقيل وزير النقل لـ«ارتكابه خطأ فادحاً»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

أقال الرئيس الجزائري، أمس، وزير النقل «لارتكابه خطأ فادحا» في ممارسة مهامه، وفق ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.
ونادرا ما تتم المجاهرة في الجزائر بمثل هذا السبب، الذي لم يتضح ماهيته أو تفاصيله بالضبط، وهو ثاني وزير يُقال منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون الحكم في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وجاء في البيان الذي نقلت وكالة الصحافة الفرنسية مقتطفات منه أمس: «أنهى اليوم (أمس) رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مهامّ وزير النقل السيد عيسى بكاي، لارتكابه خطأً فادحا خلال ممارسته مهامّه».
موضحا أن الإقالة حصلت بعد «استشارة» رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن.
ودخل عيسى بكاي (57 سنة) الحكومة مع أول تشكيلة وزارية للرئيس تبون في يناير (كانون الثاني) 2020 كوزير مكلف التجارة الخارجية، وأصبح وزيرا للنقل في يوليو (تموز) 2021. وتمّ تكليف وزير الأشغال العمومية، كمال ناصري، بتسيير وزارة النقل بالنيابة، بحسب البيان.
وجاءت إقالة بكاي غداة إعلان وزارة النقل عن تسيير أكثر من مائة رحلة إضافية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى الخارج، ابتداء من 15 مارس(آذار)، بعد تقليص عدد الرحلات الجوية إلى الخارج لأقصى حد، في إطار القيود المتعلقة بوباء كوفيد. وهذه ثاني مرة يقيل فيها الرئيس تبون وزير نقل، منذ توليه الحكم.
وكان الوزير السابق لزهر هاني قد أقيل في يناير2021 مع مدير شركة الخطوط الجوية المملوكة للدولة، بسبب «استيراد سلع تتصل بـخدمات الإطعام»، في انتهاك لتعليمات تقضي بإعطاء الأولوية للإنتاج المحلي وتقليص الاستيراد. وأجرى تبون في 17 من فبراير (شباط) تعديلا بسيطا على الحكومة، شمل تعيين وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي خلفا لوفاء شعلال، وعبد الرحمن راوية وزيرا للمالية، وهو المنصب الذي كان يشغله رئيس الوزراء.
من جهة ثانية، انطلقت أمس بمحكمة القطب الجزائي الاقتصادي والمالي لسيدي أمحمد، المحاكمة في قضية الفساد، المتابع فيها الوزير السابق للسكن عبد الوحيد طمار، و35 متهما من رجال الأعمال، وبعض أبناء المسؤولين، وضباط موجودون في السجون المدنية والعسكرية.
ويتعلق الأمر بكل من وزير السكن السابق عبد الحميد طمار، إلى جانب المدعو «م. فصيل»، و«ل. عبد الرحمن»، و«ب. بشير»، والمستثمر «صحراوي عبد المالك» كما تضم قائمة المتهمين أيضا كلا من ملزي حميد، وحداد عمر، ومتيجي يوسف، وكونيناف نوة طارق، وممثلين لعدة شركات متهمة في الملف كأشخاص معنويين.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».