أحزاب تونسية تطالب الرئيس بـ«توضيح خريطة المستقبل السياسي»

قالت إن «حالة الضبابية» فاقمت الأزمة المالية والاجتماعية

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)
TT

أحزاب تونسية تطالب الرئيس بـ«توضيح خريطة المستقبل السياسي»

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)

طالبت مجموعة من المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية في تونس بتوضيح خريطة المستقبل السياسي، وعرضها على الشعب بشكل واضح لتجاوز حالة الضبابية، التي ظلت تطبع المشهد السياسي لعدة شهور وفاقمت الأزمة المالية والاجتماعية في تونس.
ومن بين هذه المنظمات ائتلاف «صمود» اليساري، الذي أعلن عن تنظيم مؤتمر يخصص لهذا الموضوع الثلاثاء المقبل، تحت عنوان «أي نظام سياسي لتونس بعد 25 يوليو (تموز)»، دعا إليه عدة أساتدة وخبراء في القانون الدستوري. مؤكدا أن المؤتمر سيبحث الشروط الموضوعية لإرساء نظام سياسي ناجح، يكرس القانون ويحمي الحقوق والحريات. وأوضح الحزب أن تونس تعيش منذ إجراءات 25 يوليو الماضي، التي أعلن عنها الرئيس سعيد، «حالة استثنائية يطمح من خلالها رئيس الجمهورية إلى تغيير المنظومة السياسية، بما في ذلك نظام الحكم، والقانون الانتخابي، ثم دعوة المواطنين إلى استفتاء شعبي في 25 من يوليو المقبل للمرور إلى انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، دون الحديث عن الشروط الدنيا التي يجب أن تتوفر في النظام السياسي المرتقب».
في سياق ذلك، شرعت الحكومة التونسية في تنفيذ القرار الرئاسي، القاضي بفتح شبكة «الإنترنت» مجانا أمام المواطنين لمدة أربعة أيام، تمتد إلى الأحد المقبل، بهدف الرفع من عدد المشاركين في الاستشارة الشعبية، التي طرحها الرئيس سعيد بداية السنة الحالية لتحديد التوجه السياسي للبلاد خلال المرحلة المقبلة.
لكن رغم مرور أكثر من شهرين على انطلاق هذه الاستشارة، فإن عدد المشاركين لم يتجاوز 300 ألف تونسي، وهو رقم ضئيل حسب مراقبين، على اعتبار أن هناك نحو 9 ملايين تونسي يحق لهم الانتخاب، والإدلاء بآرائهم في مستقبل النظام السياسي المرتقب، وكذا النظام الانتخابي الذي سيتم الاعتماد عيله لوضع لبنة مشهد سياسي مغاير لما كان عليه قبل 25 يوليو الماضي.
ويرى مراقبون أن خطاب أنصار مشروع الرئيس تغير بشكل ملحوظ، حيث أصبحت الاستشارة مجرد «استطلاع للآراء»، وبات الهدف منها مقتصرا أكثر على معرفة آراء عينة من التونسيين بهدف تكوين صورة تقريبية عن الاتجاهات الكبرى، التي سيتم بمقتضاها معرفة الأولويات، ورسم سياسات عمومية للبلاد، وذلك بعد أن كانت رئاسة الجمهورية تبحث من خلالها عن مشروعية سياسية، معتمدة في ذلك على شعار «الشعب يريد».
لكن حسان العيادي، المحلل السياسي التونسي، اعتبر أن رئاسة الجمهورية «تخلت تدريجيا عن نظرية المؤامرة، وانتبهت إلى ضرورة إعادة صياغة أهداف الاستشارة ورهاناتها من جديد، وبعد أن كان التلميح إلى أن الاستشارة ستوفر غطاء سياسيا، ومشروعية تؤمن المسار السياسي لأنها مدعمة بقبول شعبي، أصبح الحديث عن أن الاستشارة هي مجرد عملية سبر للآراء».
وأضاف العيادي أن عدد المشاركين في الاستشارة الإلكترونية قد يرتفع مع نهاية المدة المحددة للمشاركة فيها (20 مارس الحالي)، وتوقع أن يصل إلى عتبة نصف مليون مشارك، في ظل محاولات الجهة المنظمة الحشد لها بكثافة، ومنها تنزيل سن المشاركة إلى 16 سنة، وتكثيف حملات التواصل والإقناع، وتغيير الخطاب السياسي لكسب تعاطف أكبر شريحة من المواطنين.



العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
TT

العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، أن انقلاب الجماعة الحوثية في بلاده تسبَّب في دمار هائل للبنى التحتية، مشيراً إلى تقديرات أممية بأن الاقتصاد سيخسر 657 مليار دولار بحلول 2030 في حال استمرّت الحرب.

تصريحات العليمي جاءت في وقت اتَّهم فيه عضوُ مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، الجماعةَ الحوثيةَ باستغلال موانئ الحديدة؛ لتهريب الأسلحة الإيرانية وتهديد الملاحة، وبرفض مساعي السلام، وذلك خلال لقائه في لندن وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وأوضح العليمي، في كلمة بلاده أمام «المنتدى الحضري العالمي»، الذي تستضيفه مصر، أن الحكومة في بلاده «ماضية في جهودها للتغلب على ظروف الحرب المدمرة التي أشعلتها الميليشيات الحوثية الإرهابية العميلة للنظام الإيراني».

واستعرض خسائر بلاده جراء الحرب الحوثية التي أدت إلى دمار هائل في قطاعات البنى التحتية والخدمات الأساسية، وفي المقدمة الكهرباء، والطرق، وخطوط النقل والموانئ والمطارات، والجسور، والمصانع، والمنشآت التجارية.

وقال إن خسائر الاقتصاد والمدن الحضرية تتضاعف يوماً بعد يوم؛ جراء الحرب المفروضة على الشعب اليمني، محذراً من أن الخسائر سترتفع بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى 657 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا استمرّت الحرب، ولم تستجب الميليشيات لنداء السلام، ومتطلبات استعادة مسار التنمية.

وبلغة الأرقام، أوضح العليمي أن التقديرات تشير إلى تضرر خدمات المدن والحواضر اليمنية بنسبة 49 في المائة من أصول قطاع الطاقة، و38 في المائة من قطاع المياه والصرف الصحي، فضلاً عن أضرار بالغة التكلفة في شبكة الطرق الداخلية، والأصول الخاصة بقطاع الاتصالات، بينما تضرر قطاع المساكن بشدة، وأُعيدت نحو 16 مدينة يمنية عقوداً إلى الوراء.

وتطرَّق رئيس مجلس الحكم اليمني إلى التحديات البنيوية والتمويلية المعقدة التي تواجه الحكومة اليمنية إزاء المتغيرات المناخية التي ضاعفت من أعباء التدخلات الطارئة، وتباطؤ إنفاذ خطط التنمية الحضرية على مختلف المستويات.

التطرف المناخي كبَّد اليمن خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية (إعلام محلي)

وقال العليمي: «إن الأعاصير القوية التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة تسببت بدمار واسع النطاق، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين».

وأشار إلى أنه بين أبريل (نيسان) وأغسطس (آب) 2024 خلّفت الفيضانات المفاجئة عشرات الضحايا، وأكثر من 100 ألف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية قُدِّرت بنحو 350 مليون دولار.

وثمَّن العليمي، في كلمته، الدور السعودي والإماراتي والمصري، وباقي دول «تحالف دعم الشرعية»، في الحد من وطأة الحرب على الشعب اليمني، ومنع انهيار شامل لمؤسساته الوطنية.

من جانبه، جدَّد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، اتهامات بلاده لإيران بدعم الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات. وقال إن الجماعة هي التي ترفض السلام، كما حمّل المجتمع الدولي المسؤولية عن توقف معركة تحرير الحديدة.

وبحسب الإعلام الرسمي، التقى مجلي في لندن، الثلاثاء، في وزارة الخارجية البريطانية، وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلي مع وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سبأ)

وأوضح مجلي للوزير البريطاني أن السلام مطلب الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الانقلاب الحوثي. وقال: «لأجل السلام ذهبنا إلى المشاورات كافة، بدءاً من (جنيف1) و(جنيف2)، ومشاورات الكويت، واستوكهولم، وظهران الجنوب في السعودية».

وأكد أن الحكومة في بلاده تدعم كل الدعوات التي تحقق سلاماً عادلاً وشاملاً في اليمن وفق القرارات الدولية، بما يحقن الدماء ويصون حقوق اليمنيين في العيش بسلام.

وقال مجلي إن الدور الإيراني التخريبي امتدّ ضرره إلى الإقليم والعالم من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وتمكين الجماعة من تهديد السفن التجارية في البحرَين الأحمر والعربي، وإعاقة تدفق سلاسل الغذاء، وإحداث أزمة عالمية.

وأشار مجلي إلى انتهاكات الحوثيين التي امتدت إلى العاملين في المنظمات الإنسانية الأممية والدولية، وموظفي السفارات الذين تمارس الجماعة ضدهم أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي، غير آبهة بالتحذيرات والدعوات التي تطلقها السفارات والمنظمات الدولية لسرعة الإفراج عنهم.

واتهم الحوثيين بإعاقة كل صفقات تبادل الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي هانس غروندبرغ. وقال: «الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة الذي استخدمه الحوثيون سابقاً ويستخدمونه حالياً لأغراض غير إنسانية وتهريب الأسلحة، وتحويله إلى غرفة عمليات لمهاجمة السفن، وتعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

عضو مجلس القيادة اليمني عثمان مجلي اتهم إيران بدعم الحوثيين لتهديد المنطقة (سبأ)

وأثنى عضو مجلس القيادة اليمني على الدور السعودي والإماراتي في بلاده، وقال إنه كان ذا أثر ملموس في التخفيف من معاناة اليمنيين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والطارئة ودعم الاقتصاد والعملة الوطنية.

ونسب الإعلام اليمني الرسمي إلى الوزير البريطاني أنه أكد حرص بلاده «على المضي في العمل مع الشركاء الدوليين ودول الجوار والمنطقة؛ لمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والالتزام بتحقيق سلام مستدام في اليمن، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي».