أجرى الجانبان الروسي والأوكراني ثلاث جولات من المفاوضات منذ بدء الغزو الروسي، لم تحقق نجاحات تذكر بشأن إنهاء الأزمة.
وقال رئيس وفد التفاوض الروسي، فلاديمير ميدينسكي، إن الجولة الأخيرة من المحادثات بين الجانبين «لم تكن سهلة»، مؤكداً أنه «من السابق لأوانه الحديث عن شيء إيجابي».
ووعد الكرملين بوقف إطلاق النار بالكامل إذا وافقت أوكرانيا على عدم الانضمام إلى حلف الناتو على الإطلاق والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والاعتراف كذلك باستقلال إقليمي لوغانسك ودونيتسك.
كما تزعم روسيا أنها ستتوقف عن مهاجمة البلاد «إذا أوقفت أوكرانيا العمل العسكري».
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يبدو أنه ينوي التراجع والخضوع لشروط روسيا، حيث دعا الغرب إلى إرسال مقاتلات «في أقرب وقت ممكن» بدءاً بطائرات «ميغ - 29» التي اقترحت وارسو تقديمها رغم تحذير الكرملين.
وألقت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية نظرة على الدول التي يمكن أن تتوسط بفاعلية في هذه المفاوضات، وهي كما يلي:
- تركيا
سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا اليوم (الخميس) للمرة الأولى منذ بدء الغزو، وذلك في تركيا، على هامش منتدى دبلوماسي دولي يعقد بالفعل في أنطاليا.
جاء ذلك بعد أن اتصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد لتقديم عرض جديد لاستضافة المحادثات.
وكان إردوغان من أوائل الأشخاص الذين توقع الخبراء والسياسيون وساطتهم في المحادثات، حيث سبق أن عرض الرئيس التركي استضافة زيلينسكي وبوتين في قمة في أوائل فبراير (شباط) الماضي، قبل الغزو بأسابيع.
وتشترك تركيا في حدود بحرية في البحر الأسود مع أوكرانيا وروسيا وتتمتع بعلاقات جيدة مع كلا البلدين.
وهذا العام توصلت إلى اتفاقية تجارة حرة مع أوكرانيا ووافقت على إنتاج طائرات من دون طيار تركية التصميم هناك.
لكن على قدم المساواة، تعد موسكو أحد أكبر الشركاء التجاريين لأنقرة وتزودها بمعظم النفط والغاز.
ورداً على سؤال حول محادثات اليوم (الخميس)، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «نأمل بشكل خاص أن يكون هذا الاجتماع نقطة تحول وخطوة مهمة نحو السلام والاستقرار».
- الصين
كدولة حليفة لروسيا، رفضت الصين إدانة الغزو، زاعمة بدلاً من ذلك أن «مخاوف موسكو الأمنية» «مشروعة» وأن العقوبات المفروضة عليها «غير قانونية».
واستضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي في افتتاح أولمبياد بكين، وبعد اجتماعهما معاً، أصدرت موسكو وبكين بياناً مشتركاً أعلنتا فيه أن شراكتهما «لا حدود لها»، وأدانتا توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ركيزة أساسية لتبرير بوتين مهاجمته لأوكرانيا.
وامتنعت الصين عن التصويت على اقتراح مجلس الأمن الدولي بشأن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
والصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وقد تزايد التقارب بين بوتين ونظيره الصيني على مر السنين الماضية، ووقع البلدان، الشهر الماضي، شراكة استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى التصدي للنفوذ الأميركي.
وفي حديثه في اجتماع افتراضي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونن والمستشار الألماني أولاف شولتز أول من أمس (الثلاثاء)، قال شي إن الصين ستدعم «بشكل مشترك» محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
لكن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز زعم أن الصين تشعر «بعدم الارتياح»، إزاء الصعوبات التي تواجهها روسيا في غزوها أوكرانيا وإزاء ما نجم عن الحرب من تقارب بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وأضاف للكونغرس «لم يتوقعوا الصعوبات الكبيرة التي سيواجهها الروس».
ومن جهته، قال البروفسور شي ينهونغ، خبير العلاقات الدولية في جامعة رينمين الصينية، إن الصين «محرجة» مما يحدث في أوكرانيا.
أما رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون فقد أكد أن «دور الصين هو عامل حاسم في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا»، مضيفا أنه «لن يكون لأي بلد الآن تأثير على عدوان روسيا العنيف على أوكرانيا أكبر من الصين».
- فرنسا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو أحد القادة الغربيين الذين حافظوا على التواصل مع فلاديمير بوتين.
لقد تحدث مباشرة مع نظيره الروسي أربع مرات منذ بدء الغزو وأكثر من 10 مرات خلال الشهر الماضي.
كما نقل ماكرون رسائل نيابة عن الرئيس الأوكراني، في محاولة للتوسط في صفقات صغيرة بشأن وقف إطلاق النار والممرات البشرية.
وخلال محادثتهما الأخيرة، تلقى ماكرون تأكيدات من بوتين بشأن ضمان أمن محطات الطاقة النووية على أراضي أوكرانيا.
- البرازيل
قال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إنه «يقف متضامناً مع روسيا»، في حين صرح وزير خارجيته كارلوس فرانكا بأن «موقف البرازيل واضح... نحن إلى جانب السلام العالمي».
وأضاف فرانكا: «نعتقد أننا نستطيع التوصل إلى ذلك (السلام العالمي)... من خلال المساعدة في إيجاد مخرج من الحرب، دون الانحياز إلى جانب ما».
- إسرائيل
بعد زيارة مفاجئة لموسكو في 5 مارس (آذار)، نصب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت نفسه وسيطاً بين الجانبين.
وتتمتع إسرائيل بعلاقة عمل جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وقد تعرضت لبنيت لانتقادات كبيرة لعدم انضمامه إلى دول غربية، خصوصاً الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، في إدانة الغزو، مشدداً في المقابل على العلاقات القوية مع كل من روسيا وأوكرانيا.
إلا أن إسرائيل تقول إنها بعد الغزو سلمت مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا وتعهدت بتمويل مستشفى ميداني هناك.
وأوكرانيا هي موطن لنحو 200 ألف يهودي، بمن فيهم الرئيس زيلينسكي نفسه.
ويُعتقد أن بنيت يواصل اتصالاته حاليا مع كلا البلدين، حيث ورد أن زيلينسكي طلب منه التفاوض.