معركة أوكرانيا تضع النمو العالمي على المحك

مخاوف من تضخم غير مسبوق وأزمة سلع أساسية

تزداد المخاوف من تأثير كبير للحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته (أ.ف.ب)
تزداد المخاوف من تأثير كبير للحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته (أ.ف.ب)
TT

معركة أوكرانيا تضع النمو العالمي على المحك

تزداد المخاوف من تأثير كبير للحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته (أ.ف.ب)
تزداد المخاوف من تأثير كبير للحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته (أ.ف.ب)

تضع معركة أوكرانيا وتبعاتها من عقوبات غربية روسية متبادلة، الاقتصاد العالمي على المحك؛ خصوصاً بعد تحرك الولايات المتحدة وبريطانيا لحظر واردات النفط الروسية، مما أثار مخاوف من حدوث تضخم عالمي.
وقال مسؤول بالبنك الدولي، إن استمرار ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يقلص نمو الاقتصادات النامية الكبيرة المستوردة للخام، مثل الصين وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وتركيا، بواقع نقطة مئوية كاملة.
وأضاف أندرميت جيل، نائب رئيس البنك للنمو العادل والتمويل والمؤسسات، في مدونة نشرها، أن الحرب ستوجه مزيداً من انتكاسات النمو للأسواق الناشئة المتراجعة بالفعل على مسار التعافي من جائحة «كوفيد-19» والتي تجد صعوبة في مواجهة مجموعة من أوجه عدم اليقين، من الديون إلى التضخم.
وأضاف: «أدت الحرب إلى تفاقم حالة عدم اليقين بطرق سيتردد صداها في جميع أنحاء العالم، وتضر بالأشخاص الأكثر ضعفاً في الأماكن الأكثر هشاشة»، و«من السابق لأوانه معرفة الدرجة التي سيغير بها الصراع التوقعات الاقتصادية العالمية».
ويعتمد بعض البلدان في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا وأوروبا اعتماداً كبيراً على روسيا وأوكرانيا في الغذاء، إذ يشكل البلدان معاً أكثر من 20 في المائة من صادرات القمح العالمية. وقال جيل إن التقديرات الصادرة عن نشرة مقبلة للبنك الدولي، تشير إلى أن زيادة في أسعار النفط 10 في المائة تستمر سنوات عدة يمكن أن تخفض النمو في الاقتصادات النامية المستوردة للسلع الأساسية بمقدار عُشر نقطة مئوية.
وتضاعفت أسعار النفط خلال الأشهر الستة الماضية. وقال جيل: «إذا استمر هذا، فقد يقلص النفط النمو في مستوردي النفط، مثل الصين وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وتركيا، بواقع نقطة مئوية كاملة». صصصصأضاف أنه «قبل اندلاع الحرب، كان من المتوقع أن تنمو جنوب أفريقيا بنحو 2 في المائة سنوياً، في عامي 2022 و2023، وتركيا من 2 إلى 3 في المائة، والصين وإندونيسيا 5 في المائة».
ووسط معركة التراشق بالعقوبات، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الثلاثاء، إنه سيبذل قصارى جهده لتقليل زيادة الأسعار في الولايات المتحدة. وأوضح في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «سأبذل قصارى جهدي لتقليل زيادة الأسعار التي يريدها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين هنا في الداخل».
وفرض بايدن في وقت سابق، الثلاثاء، حظراً على استيراد الولايات المتحدة للنفط والغاز والطاقة من روسيا، في تصعيد كبير للجهود الغربية الرامية إلى تكبيل اقتصاد روسيا، وهو ما يزيد من التوتر في الأسواق العالمية للنفط.
وقال بايدن في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض: «الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي. لن نشارك في دعم حرب بوتين». وذكر بايدن أن الحرب في أوكرانيا ستسبب ارتفاعاً إضافياً في أسعار البنزين؛ لكنه حذر صناعة النفط والغاز من زيادات مفرطة وتفوق الحد في الأسعار.
وعلى مستوى ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في الصين الذي يقيس التضخم خلال الشهر الماضي بنسبة 0.9 في المائة سنوياً، وهو ما جاء متفقاً مع توقعات المحللين، ومع معدل الارتفاع في الشهر السابق.
ولكن على أساس شهري، بلغ معدل تضخم أسعار المستهلك في الصين 0.6 في المائة، متجاوزاً توقعات المحللين، وكانت 0.3 في المائة، ومعدل التضخم في يناير (كانون الثاني) الماضي وكان 0.4 في المائة. وذكر مكتب الإحصاء أن أسعار المنتجين (الجملة) زادت خلال الشهر الماضي بنسبة 8.8 في المائة سنوياً، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعها بنسبة 8.7 في المائة، بعد ارتفاعها خلال الشهر السابق بنسبة 9.1 في المائة سنوياً.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024، ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال، إلى جانب العلاقة الوثيقة بين المنازل الذكية والطاقة النظيفة، مشددين في الوقت ذاته على الحاجة إلى تبني تقنيات الطاقة الخضراء.

ونجح المعرض في استقطاب أكثر من 30000 زائر، مسجلاً إقبالاً غير مسبوق، يعزز مكانته كحدث رائد في قطاع البناء والتشييد. واستضاف المعرض، الذي أقيم برعاية وزارة البلديات والإسكان من 4 إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، نحو 600 شركة من 31 دولة، ما يعكس أهمية الحدث بصفته وجهة رئيسية للمستثمرين والخبراء في مجالات التشييد والبنية التحتية المستدامة.

وشهد المعرض توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية شملت قطاعات متنوعة؛ بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتسريع التحول الرقمي ودعم الابتكار، إضافة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجال البناء المستدام والبنية التحتية الذكية.

واختتم المعرض، اليوم الخميس، بجلسات نقاشية تناولت الاتجاهات الحديثة في الإضاءة المستدامة والإسكان الذكي، حيث استعرضت الجلسة الأولى حلول الإضاءة المتطورة، مع التركيز على قضايا مثل تلوث الضوء وأثره على رؤية السماء الليلية، ومبادئ تصميم الإضاءة التي تأخذ بعين الاعتبار التكيف البشري وإدراك الألوان والتسلسل البصري.

وسلط المتحدثون الضوء على أهمية التحكم في السطوع والتباين لتسليط الضوء على النقاط المهمة في المساحات العامة. وفي الجلسة الثانية، تناولت التحديات التي تواجه المستثمرين في هذا القطاع، والحاجة إلى الابتكار وربط الأبحاث بحلول قابلة للتسويق.

واستعرضت الجلسة أيضاً التوجه نحو المدن الذكية وممارسات البناء الأخضر، حيث شدد المتحدثون على أن قانون البناء السعودي يضع معايير صارمة للاستدامة، فيما تهدف وزارة الطاقة إلى تحقيق نسبة 50 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كما تم استعراض نماذج ناجحة لهذا التحول، من ضمنها استبدال مصابيح الشوارع التقليدية بمصابيح LED في العديد من المدن.

يذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الحالية حقق نمواً ملحوظاً ورقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار والمشاركين بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، ما يعزز دوره بوصفه محركاً أساسياً للتطوير في قطاع البناء ووجهة أساسية للمهتمين بتطورات القطاع على المستويين المحلي والإقليمي.