واشنطن تطلق ضوابط للعملات المشفرة

20% من الأميركيين يستثمرون فيها

واشنطن تطلق ضوابط للعملات المشفرة
TT

واشنطن تطلق ضوابط للعملات المشفرة

واشنطن تطلق ضوابط للعملات المشفرة

وقَّع الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً تنفيذياً لإطلاق عملة رقمية مرتبطة مباشرة بالنظام المصرفي الأميركي، ووضع ضوابط للمعاملات بالعملات المشفرة في السوق؛ حيث يقدر كبار مسؤولي الإدارة أن ما يقرب من 20 في المائة من الأميركيين في الولايات المتحدة «استثمروا أو تداولوا أو استخدموا العملات المشفرة».
وقال البيت الأبيض، إن أكثر من مائة دولة تدرس إمكان إطلاق عملة رقمية. وأثار الإقبال العالمي على عملات مشفرة مثل «بتكوين»، والاستخدام المتزايد للتسديدات الرقمية، اهتماماً من أجل اعتماد عملة رقمية رسمية، بينما تدرس المصارف المركزية الرئيسية في العالم هذه الإمكانية.
وقال البيت الأبيض في بيان: «إن الارتفاع في الأصول الرقمية يخلق فرصة لتعزيز الريادة الأميركية في النظام المالي العالمي، وعلى الحدود التكنولوجية، ولكن له أيضاً آثاراً كبيرة على حماية المستهلك، والاستقرار المالي، والأمن القومي، ومخاطر المناخ». وأضاف البيان: «يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على ريادتها التكنولوجية في هذا الفضاء سريع النمو، ودعم الابتكار، مع التخفيف من المخاطر على المستهلكين والشركات والنظام المالي الأوسع والمناخ».
وعكف عدد من الوكالات والإدارات الأميركية على دراسة جوانب الأمن القومي والمالية للعملات المشفرة. وصرح أحد المسؤولين قائلاً: «يتعلق الأمر كله بمستقبل نظام الدفع في هذا البلد، ومستقبل إنشاء الائتمان، والخدمات المصرفية التجارية». و«كل هذه القضايا مرتبطة بمسألة ما إذا كان سيتم إصدار عملة رقمية. وإذا كان الأمر كذلك، فكيف نفعل ذلك بطريقة تعزز أهدافنا الاستراتيجية».
وتستهدف واشنطن أيضاً بهذا التوجه ملاحقة المنظمات الإجرامية، وطرقها في إخفاء تحويلات الأموال غير المشروعة.
وبلغت القيمة السوقية للـعملة المشفرة حوالي 3 تريليونات دولار، في أواخر عام 2021، وهي قفزة هائلة من القيمة السوقية البالغة 14 مليار دولار في أواخر عام 2016. وقد اعتمدت عشرات البلدان بما في ذلك الصين، عملات معدنية حكومية، أو أطلقت برامج تجريبية لاستكشاف جدوى القيام بذلك.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: «من المهم للغاية أن تكون لدينا الأدوات المناسبة للتخفيف من المخاطر على المستهلكين والمستثمرين، وبصراحة على النظام المالي بأكمله». وشدد مسؤول كبير في البيت الأبيض، طالباً عدم الكشف عن اسمه: «يجب أن نتوخى الدقة في تحليلنا؛ لأن تأثير اعتماد دولار رقمي سيكون عميقاً جداً في البلاد التي تعتبر عملتها عملة الاحتياط الرئيسية في العالم»؛ لكنه أكد أن مشروعات اعتماد العملة الرقمية المتقدمة أكثر في بعض الدول الأخرى أو المناطق النقدية «لا تهدد» هيمنة الدولار التي تضمن موقعاً مميزاً للولايات المتحدة في قطاع المال العالمي.


مقالات ذات صلة

أسواق آسيا تتراجع مع تحول التركيز إلى الاقتصاد الأميركي

الاقتصاد تجار العملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)

أسواق آسيا تتراجع مع تحول التركيز إلى الاقتصاد الأميركي

انخفضت أسهم آسيا بشكل عام يوم الخميس مع تحول اهتمام السوق إلى البيانات القادمة حول الاقتصاد الأميركي بعد أن أعلنت «إنفيديا» عن نتائجها المالية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة مركّبة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

خطاب شعبوي يطغى على خطط ترمب وهاريس لمعالجة الاقتصاد

مع اقتراب موعد أول مناظرة بين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، يدخل الاقتصاد في خطاباتهما الشعبوية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في «سوق الأسهم السعودية (تداول)» بالرياض (رويترز)

آمال خفض «الفائدة الأميركية» تدفع معظم الأسهم الخليجية للمكاسب

أغلق معظم أسواق الأسهم بمنطقة الخليج على ارتفاع بنهاية تداولات الاثنين، بعد إشارة رئيس «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي جيروم باول إلى احتمال خفض سعر الفائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومحافظا بنك إنجلترا أندرو بيلي وبنك كندا تيف ماكليم خلال استراحة خارج قاعة مؤتمر جاكسون هول (رويترز)

التوقعات القاتمة تنذر بأوقات مضطربة للاقتصاد العالمي والأسواق المالية

طغت العلامات المتزايدة على ضعف النمو والمخاطر الناشئة في سوق العمل على تجمع لصُناع السياسات العالميين بمؤتمر جاكسون هول السنوي.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
TT

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)

ستمنح بيانات سوق العمل الأميركية المقبلة، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري، صنّاع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرة ثاقبة حول الحاجة إلى مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة عقب الخفض المتوقع بعد ما يزيد قليلاً على أسبوعين.

رغم أن بيانات الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة تحظى بمتابعة وثيقة دائماً، ولكن الاهتمام بتقرير يوم الجمعة أكثر كثافة من المعتاد؛ إذ يعتقد المستثمرون أن ما هو على المحك هو الحجم المحتمل لخفض أسعار الفائدة الأول من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر.

وكانت أسواق المال العالمية شهدت تحركات عنيفة فور صدور بيانات سوق العمل الأميركية لشهر يوليو (تموز)، التي أظهرت ضعف الأوضاع في سوق العمل، سواء مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة، أو تباطؤ نمو الأجور، أو ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأميركي بمقدار 114 ألف وظيفة، حيث جاءت جميع البيانات أسوأ من توقعات الأسواق بشكل كبير. وأثارت هذه البيانات مخاوف الأسواق بشأن انزلاق الاقتصاد الأميركي إلى منطقة الركود الحاد.

ويتوقع خبراء الاقتصاد إضافة 163 ألف وظيفة إلى قوائم الرواتب الأميركية في أغسطس (آب). كما تحمل قراءة يوم الجمعة مزيداً من الثقل بعد أن جاء تقرير يوليو أقل من التوقعات. ثم ارتفعت قوائم الرواتب بمقدار 114 ألفاً، وهو ما يقل كثيراً عن توقعات 175 ألف وظيفة جديدة، مما أدى إلى موجة بيع شرسة في السوق في جميع أنحاء العالم، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

في حين تتوقع «بلومبرغ» أن يتباطأ نمو الوظائف إلى ما يزيد قليلاً على 150 ألف وظيفة، وهو الأقل منذ بداية عام 2021، ومن المحتمل أن ينخفض ​​معدل البطالة في أغسطس إلى 4.2 في المائة من 4.3 في المائة.

في الشهر الماضي، أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر جاكسون هول السنوي، أنه يركز على مخاطر ضعف سوق العمل، على الرغم من أنه حذر من أن توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة لا يزالان يعتمدان على البيانات المستقبلية. وقال إن المسؤولين «لا يسعون أو يرحبون» بمزيد من التباطؤ في سوق العمل.

قبل يومين من تقرير يوم الجمعة، ستصدر الحكومة أرقاماً عن الوظائف الشاغرة في يوليو. ومن المتوقع أن يتراجع عدد الوظائف الشاغرة، وهو مقياس للطلب على العمالة، إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 8.1 مليون، ما يمثّل أعلى قليلاً من أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات.

يذكر أن يوم الاثنين يشهد إغلاقاً لسوق الأسهم الأميركية احتفالاً بيوم العمل، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة للأسهم تنتهي بنهاية العام.