أوكرانيا: الآلاف يفرون عبر الحدود وسط برد قارس (صور)

طفلة تنظر من نافذة قطار متجه من أوكرانيا إلى بولندا (رويترز)
طفلة تنظر من نافذة قطار متجه من أوكرانيا إلى بولندا (رويترز)
TT

أوكرانيا: الآلاف يفرون عبر الحدود وسط برد قارس (صور)

طفلة تنظر من نافذة قطار متجه من أوكرانيا إلى بولندا (رويترز)
طفلة تنظر من نافذة قطار متجه من أوكرانيا إلى بولندا (رويترز)

فر آلاف آخرون من اللاجئين الأوكرانيين إلى وسط وشرق أوروبا، اليوم (الأربعاء)، والعديد منهم ليس لديه معارف أو أماكن محددة للذهاب إليها في حين تجاهد الدول المضيفة لاستيعاب التدفقات.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إن عدد اللاجئين بلغ الآن على الأرجح ما بين 2.1 و2.2 مليون منذ أن غزت روسيا أوكرانيا يوم 24 فبراير (شباط).
https://twitter.com/aawsat_News/status/1497992124268040193
ومعظم هؤلاء اللاجئين من النساء والأطفال؛ إذ بقي الرجال في بلدهم للقتال، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف جراندي، أن أغلب اللاجئين حتى الآن يذهبون لأقارب أو أصدقاء أو معارف في الشتات وليس إلى مراكز استقبال اللاجئين التي أقامتها السلطات.
لكنه أضاف، أن هذا الوضع من المرجح أن يتغير مع وصول المزيد من اللاجئين وسيحتاج المزيد منهم إلى الإقامة في مراكز الاستقبال. وتابع «يتعين علينا أن نكون واقعيين وأن نستعد لذلك».
وتواصلت جهود مساعدة الأوكرانيين في وسط وشرق أوروبا.

وبدأت بعض المؤشرات على ذلك تظهر في شيميشل، وهي بلدة قريبة من أكثر المعابر الحدودية البولندية ازدحاماً، وأصبحت نقطة عبور وانتقال للاجئين.
وقال رئيس البلدية فويتشيخ بوكون للصحافيين أمام محطة القطارات، حيث يصل اللاجئون من أوكرانيا «في البداية كان ما يتراوح بين 90 و95 في المائة أشخاصاً لديهم مكان يذهبون إليه، الآن هناك كثيرون يبحثون عن مكان».
وأضاف «ليس لديهم أصدقاء أو أقارب».

وقالت ألينا كوندراشوفا، وهي طبيبة من أوكرانيا تبلغ من العمر 33 عاماً وصلت إلى شيميشل اليوم، إنها تأمل في السفر إلى إستونيا بالحافلة مع طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات وأمها وأختها.
وأضافت لـ«رويترز» في محطة القطارات، حيث بلغت درجة الحرارة واحداً تحت الصفر، وكان الثلج يتساقط «ليس لدينا عائلة هناك لكن أمي ولدت هناك خلال الحقبة السوفياتية ويوجد مكان نقيم فيه».

وفي رومانيا، افتتحت السلطات في بوخارست مركزين لاستقبال الأطفال الأوكرانيين، حيث يمكنهم اللعب وممارسة الأنشطة، من أجل الأسر الموجودة هناك لبضعة أيام قبل المغادرة لوجهات أخرى.
وعند معبر سيريت الحدودي واصل الأوكرانيون عبور الحدود من أوكرانيا سيراً على الأقدام أو بسيارات.

ويستقبل متطوعون اللاجئين ويقدمون لهم المشروبات الساخنة والطعام. وما زال السفر بالقطارات مجانياً للأوكرانيين.



وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.