الأسرى يرجعون الطعام والدواء في خطوة تصعيدية

وقفة دعم في بيت لحم للأسرى في سجون إسرائيل (وفا)
وقفة دعم في بيت لحم للأسرى في سجون إسرائيل (وفا)
TT

الأسرى يرجعون الطعام والدواء في خطوة تصعيدية

وقفة دعم في بيت لحم للأسرى في سجون إسرائيل (وفا)
وقفة دعم في بيت لحم للأسرى في سجون إسرائيل (وفا)

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (هيئة رسمية)، إرجاع الأسرى في كافة السجون وجبات الطعام «إسناداً لأسرى سجن نفحة واستمراراً للبرنامج النضالي»، فيما أعلن الأسرى الإداريون في سجن «النقب»، خطوة أخرى تتمثل بإرجاع الدواء للمرضى منهم، وذلك في مواجهة الاعتقال الإداري ودعماً لخطوة مقاطعة محاكم الاحتلال الشاملة.
وجاءت خطوة إرجاع وجبات الطعام، بعد يوم تم فيه إغلاق جميع الأقسام في سجون الاحتلال، تضامناً مع أسرى سجن «نفحة» الذي شددت إدارة السجون الخناق عليه وحرمت الأسرى من الخروج للساحات.
وفيما يتعلق بخطوة أسرى «النقب»، أوضح تصريح صحافي صادر عن لجنة الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال، أن «خطوة إرجاع الدواء تدق ناقوس الخطر وتصرخ في وجه الجلاد، وتنادي أحرار العالم بضرورة وقف سياسة الاعتقال الإداري، والإفراج الفوري عن الأسرى الإداريين جميعاً... فقرارنا حرية».
وأهاب التصريح «أبناء شعبنا جميعاً وبمؤسساتنا الوطنية وفصائلنا وقوانا الحية»، بضرورة تصعيد المسيرات والاعتصامات والفعاليات الشعبية، ومساندة مشروع المقاطعة الشاملة لمحاكم الاحتلال شعبياً ورسمياً وقانونياً. وتشهد السجون الإسرائيلية توتراً متصاعداً ودعوات للتصعيد، بعد تراجع إدارة السجون عن اتفاقات سابقة. وكانت لجنة الأسرى في سجون الاحتلال، قد توصلت لتفاهمات مع إدارة السجون بعد عملية نفق جلبوع، من أجل عودة الأمور إلى سابق عهدها قبل الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو تاريخ فرار الأسرى من سجن جلبوع، لكن الإدارة عادت في الفترة الأخيرة إلى تنفيذ إجراءات جديدة انتقامية، بينها تقليص مدة الفورة (الفسحة) إلى أكثر من نصف المدة الزمنية، وتخفيض عدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج دفعة واحدة إلى هذه الفسحة.
وقال نادي الأسير، إنه لا توجد ردود جدية حتى الآن من قبل إدارة السجون على مطالب الأسرى، وأبرزها وقف إجراءاتها الهادفة إلى سلب الأسرى منجزاتهم، كما أن كافة المعطيات الراهنة تشير إلى أن إدارة السجون ذاهبة نحو مزيد من التصعيد.
ويوجد في السجون الإسرائيلية، حتى نهاية يناير (كانون الثاني) 2022 نحو 4500 أسير، بينهم (34) أسيرة، ونحو (180) طفلاً.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.