إسلام آباد غير متفائلة باستئناف محادثات السلام مع «تحريك طالبان»

أعضاء الحركة ألغوا وقفاً لإطلاق النار واستأنفوا الهجمات الإرهابية

وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد يتحدث خلال مؤتمر صحافي تناول التفجير الانتحاري الذي تعرض له مسجد بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ب)
وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد يتحدث خلال مؤتمر صحافي تناول التفجير الانتحاري الذي تعرض له مسجد بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ب)
TT

إسلام آباد غير متفائلة باستئناف محادثات السلام مع «تحريك طالبان»

وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد يتحدث خلال مؤتمر صحافي تناول التفجير الانتحاري الذي تعرض له مسجد بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ب)
وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد يتحدث خلال مؤتمر صحافي تناول التفجير الانتحاري الذي تعرض له مسجد بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ب)

لا يساور الحكومة الباكستانية التفاؤل بخصوص استئناف المحادثات مع جماعة «تحريك طالبان باكستان». وحتى حال استئناف المحادثات، فإن الحكومة ليست متفائلة حيال إمكانية أن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية. في الوقت الحالي، تحاول حركة «طالبان» الأفغانية مرة أخرى إعادة الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان باكستان» إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات. إلا أن مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى أوضح أنه: «رغم ذلك لسنا متأكدين من أن هذه المحادثات ستثمر أي نتائج إيجابية».
وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى: «المسؤولون الحكوميون الباكستانيون ليسوا متأكدين حتى من نيات (طالبان) الأفغانية، نظراً لأن (طالبان) الأفغانية وحركة (طالبان باكستان) حلفاء منذ فترة طويلة. لقد قامتا بتنفيذ هجمات مشتركة على الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان ولديهما تعاون طويل الأمد. لسنا متأكدين إلى أي مدى تتصرف (طالبان) الأفغانية بإخلاص في جلب (حركة طالبان باكستان) إلى طاولة المفاوضات». جدير بالذكر أن حركة «طالبان باكستان» لا تتمتع بصلات فعالة مع «طالبان» الأفغانية فحسب، بل لها ارتباط وثيق وقوي بـ«داعش»، الأمر الذي يوضح نياتها بشأن أي اتفاق سلام محتمل مع الحكومة الباكستانية. من ناحيتها، أبلغت حركة «طالبان» الأفغانية الحكومة الباكستانية بخططها لإقناع حركة «طالبان باكستان» بتجديد وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام. كما طلبت حركة «طالبان» الأفغانية من الحكومة الباكستانية منح السلام فرصة أخرى.
كانت الحكومة الباكستانية قد أجرت منذ بضعة أشهر محادثات مع قيادة حركة «طالبان باكستان» في البلدات الحدودية في أفغانستان، حيث تختبئ قيادة الحركة. وفي ذلك الوقت، أعلنت حركة «طالبان باكستان» وقف إطلاق النار.
إلا أن أعضاء الحركة ألغوا وقف إطلاق النار، واستأنفوا الهجمات على الحكومة الباكستانية والمنشآت العسكرية. وتشهد المناطق الحدودية الباكستانية هجمات يومية ضد منشآت حكومية وعسكرية نفّذتها حركة «طالبان باكستان» وأعضاؤها.
وقال مسؤول حكومي كبير: «تلقينا طلباً من حركة (طالبان) الأفغانية لاستئناف محادثات السلام ونحن بصدد مراجعة هذا الطلب». من ناحيته، كان رئيس الوزراء عمران خان يؤمن بشدة بضرورة إجراء محادثات مع «حركة طالبان الباكستانية» لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق القبلية، لكنه أُصيب بخيبة أمل كبيرة عندما استأنفت حركة «طالبان باكستان» هجماتها ضد قوات الأمن الباكستانية.
وقال مسؤولون باكستانيون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هناك فرصة ضئيلة لأن تُجري الحكومة الباكستانية محادثات مباشرة مع حركة «طالبان باكستان». وأكد أحدهم أنه «كان هناك بعض الجلسات من المحادثات غير المباشرة التي لعبت فيها حركة (طالبان) الأفغانية دور الوساطة، وهذا يمكن أن يحدث مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».