بنيت يطلب من واشنطن كتاباً خطياً بدعم جهوده للوساطة بين روسيا وأوكرانيا

TT

بنيت يطلب من واشنطن كتاباً خطياً بدعم جهوده للوساطة بين روسيا وأوكرانيا

في ضوء الانتقادات الشديدة له واتهامه بالضعف والرضوخ أمام الولايات المتحدة، تقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، بطلب إلى الولايات المتحدة لإصدار بيان خطي يبين أنها تؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها بين روسيا وأوكرانيا. وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أطلق تصريحات خلال لقائه مع نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، أول من أمس الاثنين، قال فيها إنه يرحّب بمحاولة إسرائيل لعب دور الوساطة بين موسكو وكييف. وتقدر انخراط إسرائيل في الجهود الرامية لوقف العدوان الروسي على أوكرانيا. وأضاف أنه «من الضروري أن تنتهي هذه الحرب التي بدأتها روسيا بشكل غير مبرر، والحل السياسي هو السبيل المفضل لكن روسيا اختارت عدم نهج المسار الدبلوماسي». وقد شعر بنيت بأن هذا الموقف منقوص ولا يبين أن البيت الأبيض كان قد وافق مسبقاً على جهود الوساطة. كما يتعرض بنيت لانتقادات في إسرائيل، حيث تطالبه قوى اليمين المعارض والعديد من وسائل الإعلام باتخاذ موقف إدانة للغزو الروسي. وقد خرج المحلل العسكري لصحيفة اليمين «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أمس، بمقال حول الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا، قال فيه إن «الحرب في أوكرانيا بعيدة كل البعد عن نهايتها، ولكن هناك العديد من الدروس التي يجب تعلمها - بعضها وثيق الصلة بإسرائيل - على المستويات المحلية والعالمية والعسكرية». وقال إن «قرار إسرائيل عدم الانصياع للطلب الأميركي بدعم إدانة روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدى إلى انتقادات لا يُستهان بها لإسرائيل في الولايات المتحدة». وتابع قائلاً: «تل أبيب بحاجة إلى إيجاد طريقة لتصحيح هذا الضرر، فالولايات المتحدة ليست هي الصديق الأعظم والداعم الأكثر موثوقية لإسرائيل فحسب؛ ولكن في مرحلة ما في المستقبل القريب، ستحتاج إسرائيل إلى التأكد من أن الولايات المتحدة ستكون داعمة ومتعاطفة معها عندما يحدث ذلك».
وقلل ليمور من شأن الغضب الروسي على إسرائيل في حال وقوفها ضد الغزو وقال إن «لدى روسيا أسبابا كثيرة للتعاون مع إسرائيل، فالضربات المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي تُمكّن روسيا من كبح جماح الأنشطة الإيرانية في سوريا، التي غالباً ما تتنافس مع موسكو على الهيمنة في البلاد، والأهم من ذلك أن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي لا تهدد روسيا نفسها». وأضاف: «في حال استخدام روسيا - في لحظة جنون - أنظمة دفاعها الجوي المتطورة (S - 300) و(S - 400) ضد إسرائيل، ستكتشف حينها أن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على تحييدها، وسيكون ذلك بمثابة ضربة خطيرة لردعها، والمبيعات العالمية للمعدات العسكرية الروسية».
وقد رد لبيد، على هذه الانتقادات قائلاً إن «الحرب في أوكرانيا والمحادثات النووية في فيينا أحداث قد تغير العالم الذي نعرفه»، مشدداً على أن «إسرائيل ملتزمة ببذل كل ما في وسعها لوقف الحرب». وأضاف: «إسرائيل تتحدث مع الطرفين ونعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة وشركائنا الأوروبيين». وقال لبيد إن «إسرائيل تساعد في جهود الوساطة مع ألمانيا وفرنسا، لكننا نواصل إدانة الغزو الروسي. لا يوجد مبرر لانتهاك السيادة الأوكرانية وقتل المدنيين الأبرياء»، وأضاف: «إسرائيل تحافظ على اتصالات مستمرة مع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك مع أوكرانيا والرئيس فولوديمير زيلينسكي. هدفنا واحد: وقف الحرب ومنع المزيد من المعاناة والخسائر». وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي قائلاً: «لدينا مصالح أمنية حيوية مقابل روسيا على حدودنا الشمالية، ونحن ملتزمون بسلامة وأمن مئات الآلاف من اليهود والإسرائيليين في روسيا وأوكرانيا»، مشدداً على أن «إسرائيل تبذل جهود الوساطة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة». وأضاف: «ندعو إلى فتح ممرات إنسانية آمنة من المدن التي تتعرض للقصف. ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، مما سيسمح للمفاوضات بإعادة السلام والهدوء إلى أوكرانيا».
يذكر أن إسرائيل تسعى إلى تمديد الضمانات الممنوحة لشركات الطيران التي أفادت بأن عقود التأمين التي وقعتها لا تغطي الرحلات إلى روسيا بسبب العقوبات، من أجل السماح لها بمواصلة هذه الرحلات. وكان من المقرر أن تنتهي صلاحية الضمانات البالغة قيمتها ملياري دولار، اليوم. وتسبب هذا بـ«سوء تفاهم» وأثار لغطاً دبلوماسياً وهجوماً من وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إذ كتب على «تويتر» أن شركة الطيران «إل عال» لا تزال تقبل نظام الدفع الروسي «مير».
وقال: «بينما يعاقب العالم روسيا على فظاعاتها الوحشية في أوكرانيا، يفضل البعض جني الأموال الملطخة بالدماء الأوكرانية». وأضاف أن «ها هي إل عال الإسرائيلية تقبل المدفوعات عبر النظام المصرفي الروسي (مير) المصمم للتهرب من العقوبات»، مرفقاً التغريدة بلقطة شاشة لصفحة شركة «إل عال» للدفع غير مؤرخة يظهر عليها نظام الدفع «مير». لكنه اعتذر أمس عن هذا المنشور وكتب يقول: «الشركة الإسرائيلية حظرت فعلا استخدام بطاقات مير وأنا ممتن لشركة إل عال على عمليات الإغاثة الإنسانية الهامة وأقدم اعتذاري».
من جهته، احتج السفير الأوكراني في إسرائيل يفغين كورنيشوك، على عدم تزويد إسرائيل لأوكرانيا بمعدات حماية عسكرية، مرتدياً خوذة عسكرية خلال مؤتمر صحافي له، قائلاً: «لماذا لا تزودنا إسرائيل بالخوذ؟ هل يمكن أن نقتُل بها؟». وأضاف السفير الأوكراني وفق القناة «7 العبرية» التابعة للمستوطنين: «لدينا محادثات طويلة مع الإسرائيليين حول الذخيرة والأسلحة ومعدات الحماية، بما في ذلك الخوذات وأسلحة القناصة - ولم نتلق بعد الموافقة الإسرائيلية على ذلك».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».