الزجاجات والعلب والبطاريات مأوى للأخطبوطات في قاع البحر

الأخطبوطات تحاول التكيف مع الحياة في قاع البحار (أ.ب)
الأخطبوطات تحاول التكيف مع الحياة في قاع البحار (أ.ب)
TT

الزجاجات والعلب والبطاريات مأوى للأخطبوطات في قاع البحر

الأخطبوطات تحاول التكيف مع الحياة في قاع البحار (أ.ب)
الأخطبوطات تحاول التكيف مع الحياة في قاع البحار (أ.ب)

سواء كان ذلك لمحاكاة الكائنات السامة، أو لإطلاق زخات من الماء على مفاتيح إضاءة أحواض السمك لإيقاف تشغيلها، فإن مثل هذا السلوك من الأخطبوطات ليس سوى حيلة من حيلها الكثيرة للتكيف مع الحياة في قاع البحار، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويشير تحليل للصور تحت الماء إلى أن الأخطبوطات تستخدم بشكل مزداد الزجاجات والعلب وغيرها من القمامة البشرية كمأوى أو ملاذ لوضع بيضها. وحللت الدراسة الأولى من نوعها تقييم وتوصيف استخدام الأخطبوط للقمامة بشكل منهجي باستخدام صور ما يعرف بالتعهيد الجماعي مئات الصور تحت الماء من بين تلك المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي وقواعد بيانات الصور، أو التي جمعها علماء الأحياء البحرية ومجموعات الغوص.
ووثق البحث الذي نُشر في «نشرة التلوث البحري» 24 نوعاً من الأخطبوطات قابعة داخل قوارير زجاجية وبطاريات قديمة وقد دفنت نفسها تحت خليط من أغطية الزجاجات والصدف. الغريب أن بعضها حمل أشياء بلاستيكية أثناء السير لإخفاء نفسها من الحيوانات المفترسة.
وفي هذا السياق، قالت البروفسورة مايرا برويتي، الأستاذة بالجامعة الفيدرالية في ريو غراندي بالبرازيل، والتي أشرفت على البحث، إن «سجلات أعماق البحار ممتعة للغاية، ذلك لأنه حتى في الأعماق الكبيرة تتفاعل هذه الحيوانات مع القمامة»، مضيفة: «إنها ترى بوضوح أن هناك كثيراً من القمامة حولها، وبالتالي يمكن أن يكون بمثابة نوع من التمويه الصناعي».
واستطردت بوريتي قائلة: «إن هذا يظهر قدرتها القصوى على التكيف. فهي حيوانات ذكية للغاية، وسوف تستخدم ما لديها وما تحت تصرفها لمواصلة الاحتماء أو التجول في ظل حماية».
ويبدو أن الأخطبوطات تُظهر تفضيلاً للعناصر غير المكسورة (السليمة)، فضلاً عن الحاويات الداكنة أو المعتمة، وكان التفاعل الأكثر شيوعاً المسجل هو استخدام القمامة كمأوى.
وقالت يرويتي إنه «في حين أن هذه التفاعلات قد تبدو إيجابية بالنسبة للحيوانات لأنها تفتقر إلى الملاجئ الطبيعية مثل الأصداف البحرية، فليس أمراً حميداً التفكير في أن الحيوانات قد تستخدم القمامة كمأوى بعد أن اختفت الأصداف».
واختتمت قائلة إن الاختباء أو وضع البيض داخل الإطارات المهملة أو البطاريات أو الأشياء البلاستيكية يمكن أن يعرض الأخطبوط أيضاً للمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الضارة الأخرى.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.