«الوزراء» السعودي يجدد تأكيد المملكة اهتمامها بحقوق الإنسان وتعزيزها وحمايتها

وافق على تعديل نظام الحماية من الإيذاء وحماية الطفل

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه الجلسة (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه الجلسة (واس)
TT

«الوزراء» السعودي يجدد تأكيد المملكة اهتمامها بحقوق الإنسان وتعزيزها وحمايتها

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه الجلسة (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه الجلسة (واس)

جدد مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الثلاثاء)، في العاصمة الرياض، على ما أكدته المملكة في الاجتماع رفيع المستوى من الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من اهتمامها بحقوق الإنسان، واتخاذ كل ما من شأنه تعزيزها وحمايتها، ومن ذلك مبادرة سمو ولي العهد لحماية الأطفال في العالم السيبراني لمواجهة التهديدات التي تستهدفهم في الإنترنت، وصدور السياسة الوطنية بمنع عمل الأطفال.

وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين، المجلس، على نتائج مباحثاته مع ملك البحرين حمد بن عيسى، وما عكسته من عمق العلاقات القائمة بين البلدين، والحرص على تطويرها وتنميتها في المجالات كافة، والتأكيد على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.
كما أحاط خادم الحرمين الشريفين، مجلس الوزراء، بما اشتملت عليه الرسالتان اللتان تلقاهما من رئيس مالي الانتقالي، ورئيس بنين.
وتناول المجلس إثر ذلك، مضمون الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما ولي العهد، من رئيس روسيا الاتحادية، ورئيس أوكرانيا، وما جرى خلالهما من التأكيد على دعم المملكة لكل ما يُسهم في خفض حدة التصعيد، واستعدادها للوساطة بين جميع الأطراف، ودعمها للجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسياً.
وأوضح وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء استعرض نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية قبرص إلى المملكة، ومباحثاته مع ولي العهد، وما عبرا عنه من الارتياح للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، والرغبة المشتركة في العمل على تطوير استراتيجية لتقوية أواصر التعاون في جميع المجالات، بما يخدم مصالح البلدين، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وثمن المجلس، مضامين الحوار الصحافي لولي العهد، وما اشتمل عليه من تأكيدات حول أعمال التطوير والتحديث والإصلاحات والمشروعات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن برامج «رؤية 2030»؛ وفقاً لمقوماتها الاقتصادية والثقافية وشعبها وتاريخها، بالإضافة إلى وقوفها تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو العالم الإسلامي بالتصدي للتطرف والإرهاب، ومواصلة تعزيز التعاون الثنائي والشراكات الاستراتيجية مع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وبيّن الدكتور القصبي، أن مجلس الوزراء تطرق إلى اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته التاسعة والثلاثين في تونس، وما شددت عليه المملكة خلالها من أهمية التعاون وبذل الجهود لتكثيف التنسيق المشترك في منظومة تقنية وبشرية شاملة لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواكبة مجالات التقنية والأمن السيبراني.
وبارك مجلس الوزراء، إطلاق استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، التي تُعد استكمالاً لجهود الدولة في تنمية قدرات أبناء وبنات الوطن وتعزيز تنافسيتهم محلياً وعالمياً في إطار مستهدفات «رؤية 2030»، بما يتواءم مع أولوياتها وبرامجها التنفيذية واحتياجات سوق العمل المتجددة والمتسارعة.
وعد المجلس، رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية ذات الصلة بمكافحة جائحة «كورونا» في المملكة، نتيجة لما تم تحقيقه من مكتسبات في مكافحة الجائحة، بفضل الله، ثم الدعم غير المحدود من الدولة، وتضافر الجهود الوطنية من الجهات كافة، والتقدم في برنامج اللقاحات الوطني، وارتفاع نسب التحصين والمناعة ضد الفيروس في المجتمع.
ووافق المجلس خلال جلسته على نظام الأحوال الشخصية، والترتيبات التنظيمية للجنة حصر وتطوير الفرص الاستثمارية المنبثقة من اللجنة الوطنية العليا للاستثمار بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

كما وافق على تعديل نظام الحماية من الإيذاء، وتعديل نظام حماية الطفل.
واطلع الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.

https://twitter.com/spagov/status/1501180026779226119?s=20&t=YWK7vfM7K7rGejGInB2NpQ



دي مايو لـ«الشرق الأوسط»: «القمة الأوروبية - الخليجية» لتعزيز التعاون الاستراتيجي

الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)
TT

دي مايو لـ«الشرق الأوسط»: «القمة الأوروبية - الخليجية» لتعزيز التعاون الاستراتيجي

الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)

قال لويجي دي مايو، مبعوث الاتحاد الأوروبي لدول الخليج، خلال حديث مع «الشرق الأوسط» إن «زيارة رئيس المجلس الأوروبي إلى السعودية ومنطقة الخليج، واللقاء الذي تم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جاءت للتحضير لقمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي ستُعقد في بروكسل في 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل»، مضيفاً أنها ستكون «أول قمة على الإطلاق بين منظمتينا الإقليميتين، يحضرها رؤساء دول وحكومات من الجانبين؛ ما يجعلها تمثل قمة المستوى الاستراتيجي للتعاون بين الطرفين».

ونوّه دي مايو إلى أهميّة علاقات التعاون على أعلى مستوى بين القادة والمسؤولين؛ «لذلك كان رئيس المجلس الأوروبي ملتزماً شخصياً بتعزيز هذا التعاون منذ زيارته الأولى لمنطقة الخليج قبل عامين، عندما سافر إلى جدة للقاء الأمير محمد بن سلمان».

وعلى صعيد العلاقات مع الجانبين، لفت دي مايو إلى أنها «نمت منذ عام 2022، ونحن مهتمون ببناء تعاوننا بشكل أفضل في مجالات مختلفة مثل مكافحة تغير المناخ، والتجارة والاستثمار، والرقمنة، والمواد الحيوية وسلاسل التوريد المستدامة» مشيراً إلى أهمية الحوار في مجالات أخرى «من المهم بناء التفاهم المتبادل من أجل ترسيخ علاقاتنا».

 

«السعودية لاعب دولي مهم للغاية»

 

وشدّد دي مايو على أهمية السعودية؛ كونها «لاعباً مهماً للغاية على الساحة الدولية، وخصوصاً في البحث عن حل للحرب في غزة، والحد من التصعيد في الصراع في الشرق الأوسط، وأيضاً في عملية إيجاد السلام العادل لأوكرانيا»، ومن شأن ذلك - طبقاً لحديثه - أن يكون «تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والسعودية أمراً بالغ الأهمية في هذا الصدد».

 

جاسم البديوي وشارل ميشيل ناقشا التحضيرات للقمة الخليجية – الأوروبية (مجلس التعاون)

أبرز أجندة قمة بروكسل

وأشاد دي مايو خلال تعليقه لـ«الشرق الأوسط» بالاجتماع التحضيري الذي جمع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي برئيس المجلس الأوروبي في الرياض، يوم الخميس، معتبراً أنه «بنّاء للغاية وجاء في الوقت المناسب للتحضير للقمة»، مجدداً التزام الجانبين بإنجاحها، وتابع: «سوف ترسل القمة إشارة قوية حول ترقية العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج إلى مستوى استراتيجي».

وحول أبرز البنود على جدول الأعمال المتوقّع أن تكون على طاولة القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، قال دي مايو: «يغطي تعاوننا مجموعة واسعة من القضايا التي سنناقشها في القمة في بروكسل مثل العمل المناخي، والتحول الأخضر، والتطورات التكنولوجية، وخصوصاً في المجال الرقمي، وبالطبع التجارة والاستثمارات والعلاقات بين الناس، بما في ذلك إعفاء التأشيرات»، وأردف: «ستكون القمة أيضاً فرصة لمناقشة التحديات الجيوسياسية الكثيرة، خصوصاً في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بالحرب التي شنّتها روسيا ضد أوكرانيا».

 

لويجي دي مايو خلال لقاء سابق مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (واس)

 

من جانبه، أكّد جاسم البديوي أن دول مجلس التعاون تولي أهمية بالغة لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، واصفاً هذه العلاقات بأنها مهمة وتاريخية وتغطي جوانب عدّة، منها الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى أن «القمة الخليجية - الأوروبية ستوفر الأرضية المناسبة لتعزيز هذه العلاقات والمضي بها قدماً إلى آفاق أرحب ومستويات تخدم المصالح المشتركة للجانبين»، معرباً في الوقت ذاته عن ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، والعمل على الضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية للوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، ووقف انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وضمان حماية أرواح المدنيين الأبرياء، وفقاً للقرارات الدولية والأممية ذات الصلة، مشدداً على أن الأزمة في غزة «أثّرت بشكل كبير على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي».

وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بدأ (الثلاثاء) زيارة إلى المنطقة شملت قطر والسعودية، حيث التقى الأربعاء، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري.