مسؤول كردي: مقتل مائة مسلح من «داعش» في غارة جوية على تلعفر

التنظيم المتطرف يكمل حفر خندقه حول الموصل من الجهتين الغربية والجنوبية

جانب من تدريب لقوات البيشمركة شرق الموصل أول من أمس (رويترز)
جانب من تدريب لقوات البيشمركة شرق الموصل أول من أمس (رويترز)
TT

مسؤول كردي: مقتل مائة مسلح من «داعش» في غارة جوية على تلعفر

جانب من تدريب لقوات البيشمركة شرق الموصل أول من أمس (رويترز)
جانب من تدريب لقوات البيشمركة شرق الموصل أول من أمس (رويترز)

كشف مسؤولون أكراد لـ«الشرق الأوسط» أمس عن مقتل مائة مسلح من تنظيم داعش في غارة جوية للتحالف الدولي على تلعفر (غرب الموصل)، مشيرين في الوقت نفسه إلى إكمال التنظيم حفر خندق حول الموصل من الجهتين والغربية والجنوبية.
وقال هاوكار جاف، عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات التحالف استهدفت أمس اجتماعا لمسلحي تنظيم داعش في قضاء تلعفر (غرب الموصل)، مشيرا إلى أن القصف «أسفر عن مقتل مائة مسلح». وأضاف أن الغارات تواصلت أمس بشكل مكثف على تلعفر.
من ناحية ثانية، أعلن مسؤول كردي أمس أن تنظيم داعش أكمل أعمال حفر خندقه من جهتي غرب وجنوب الموصل، مشيرا إلى أن التنظيم يواصل العمل في حفره من الجهتين الشرقية والشمالية بشكل متقطع نظرا للقصف المكثف الذي تشنه قوات البيشمركة وطائرات التحالف الدولي على المسلحين.
وقال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، إن «التنظيم لم يستطع استكمال حفر الخندق الذي يريد أن يحيط به مدينة الموصل لعرقلة تقدم القوات المهاجمة في العملية المرتقبة لتحرير المدينة؛ إذ لم يستطع لحد الآن استكمال العمل في خندقه من الجهتين الشمالية والشرقية، وذلك بسبب تعرض مسلحيه وآلياتهم للقصف من قبل قوات البيشمركة والطيران الدولي، ويضطر للعمل أثناء الليل فقط». وتابع: «لكنه تمكن من إتمام الخندق في جنوب وغرب الموصل»، مبينا أن عرض الخندق يبلغ ثلاثة أمتار، أما عمقه فيبلغ مترين ونصف المتر».
من ناحية ثانية، قال سورجي إن مسلحي تنظيم داعش هاجموا أمس مواقع قوات البيشمركة وسط سنجار (غرب الموصل) واندلعت إثر الهجوم معارك ضارية بين الطرفين استخدمت خلالها الأسلحة المختلفة، مضيفا أنه «بعد نحو نصف ساعة من بدء الهجوم تمكنت قوات البيشمركة من صد المهاجمين بإسناد من طيران التحالف الدولي».
بدوره، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، إن مسلحي «داعش» أعدموا أمس «25 شابا موصليا وسط المدينة بالقوالب الكونكريتية، بسبب رفضهم التوجه إلى جبهات القتال ضمن صفوف مسلحيه»، مضيفا أن «13 مسلحا من تنظيم داعش قتلوا في غارات للتحالف الدولي استهدفت مواقع التنظيم في ناحية بعشيقة».
في غضون ذلك، قال ناشط مدني من الموصل، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن تنظيم داعش أعاد أول من أمس افتتاح فندق نينوى وسط الموصل، وإنه نظم حفلا خاصا بالافتتاح، و«غير اسم الفندق إلى (فندق الوارثين)». وعن تفاصيل حفر تنظيم داعش خندق الموصل، بين الناشط أن التنظيم «طرح المشروع قبل ستة أشهر على المتعهدين في الموصل، وحدد مبلغ 5 ملايين دينار عراقي لكل كيلومتر واحد من الخندق، وهو يواصل منذ ذلك الوقت العمل في هذا الخندق دون إكماله».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.