يصف مسؤولو الأمن في باكستان الآن تنظيم «داعش خراسان» بأنه يشكل تهديداً أكبر من حركة «طالبان الباكستانية»، حيث ضربت موجة من الهجمات الإرهابية المناطق الحضرية الباكستانية مؤخراً.
وقال مسؤولون باكستانيون، إن تنظيم «داعش خراسان» ينشط في شرق أفغانستان، ومن هناك يمكنه استهداف شمال غربي باكستان، بما في ذلك مدينة بيشاور. وأكد مسؤولون باكستانيون، أن التفجير الانتحاري الأخير الذي وقع في مسجد شيعي في بيشاور كان من تنفيذ «داعش». ينتمي معظم أفراد «داعش» إلى عناصر سابقين في حركة «طالبان الباكستانية» ممن انشقوا عن الحركة الأم للانضمام إلى «داعش خراسان» بحثاً عن تنظيم أكثر تطرفاً. هناك تقارير تفيد بأن «داعش» استعان بخدمات جماعة باكستانية أخرى تُسمى «عسكر جهنكوي العالمي» ومقرها البنجاب، وهي منظمة طائفية معروفة بتورطها في عمليات قتل طائفية أطباء ومحامين شيعة، وغيرهم من المهنيين في الطبقة الوسطى. وقال مسؤولون باكستانيون، إن «داعش» نفذ معظم عمليات القتل الطائفي في مدينة كويتا الجنوبية بمساعدة «عسكر جهنكوي». وتعتقد السلطات الباكستانية، أن تأثير وضع شرق أفغانستان على شمال غربي باكستان سيكون مباشراً وقوياً. وهناك خلايا عاملة تابعة لـ«داعش» في شرق أفغانستان. كانت القوات الأميركية في سنواتها الأخيرة قد نفذت الكثير من العمليات ضد «داعش» في شرق أفغانستان، لكنها فشلت في إزاحته عن مواقعه. وجماعة «عسكر جهنكوي» هي فرع من تنظيم طائفي مسلح يتخذ من باكستان مقراً له، ولعب دوراً محورياً في أعمال العنف الطائفي في باكستان لفترة طويلة. وقد اختفى هذا التنظيم مع الجماعات التابعة له اعتباراً من 2002، عندما فرض الجنرال مشرف حظراً عليه. وقد ذهبوا إلى أفغانستان في وقت لاحق، حيث استضافتهم حركة «طالبان الأفغانية». ويقول المسؤولون الباكستانيون، إنه سيكون من الصعب للغاية التمييز بين حركة «طالبان الباكستانية» وبين تنظيم «داعش خراسان»، حيث يقوم كلاهما بتجنيد العناصر من نفس مجموعات المتشددين والإرهابيين، المتواجدة في المجتمع الباكستاني وفي المنطقة بشكل عام. ومع ذلك، تحاول حركة «طالبان الأفغانية»، التي تنافس تنظيم «داعش» منذ فترة طويلة، فصل حركة «طالبان الباكستانية» عن «داعش».
قال مسؤول رفيع المستوى «لا نعرف مدى نجاح (طالبان الأفغانية) في فطام (طالبان الباكستانية) عن تنظيم (داعش)، لكن من المؤكد أن (طالبان الباكستانية) و(داعش) يشتركان في هجمات إرهابية في المناطق الحضرية الباكستانية». تحاول حركة «طالبان الأفغانية» مرة أخرى إشراك الحكومة الباكستانية رفقة «طالبان الباكستانية» على مائدة المفاوضات لحل خلافاتهما، والعمل على عزل «داعش» في المنطقة وفي أفغانستان وباكستان، حيث قال مسؤول رفيع المستوى «نحن لا نثق بحركة (طالبان الأفغانية) في هذا الشأن، ولا نعرف إلى أي مدى يمكنها التأثير على (طالبان الباكستانية) في وقف الهجمات الإرهابية في المدن والبلدات الباكستانية».
ومن شأن باكستان أن تواجه تهديداً أمنياً خطيراً للغاية يمكن أن يزعزع استقرار المجتمع إذا فشلت الحكومة في التوصل إلى نوع من التفاهم مع حركة طالبان الباكستانية. وفي مثل هذا الوضع، ستواجه قوات الأمن الباكستانية تهديدا من ثلاثة محاور: حركة «طالبان الباكستانية»، وتنظيم «داعش خراسان»، و«الانفصاليون البلوش».
إسلام آباد: «داعش خراسان» يشكل تهديداً أكبر من «طالبان الباكستانية»
إسلام آباد: «داعش خراسان» يشكل تهديداً أكبر من «طالبان الباكستانية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة