عالم المدن الذكية نحو الازدهار

عالم المدن الذكية نحو الازدهار
TT
20

عالم المدن الذكية نحو الازدهار

عالم المدن الذكية نحو الازدهار

«يعمل رواد الأعمال على تعزيز ذكاء المدن واستدامتها، ولا يزال لدينا متسع من الوقت لدخول المزيد منها في هذا المجال الشديد الأهمية». وردت هذه الرسالة في حلقة نقاشية بداية العام الحالي لخبراء حول المدن الذكية ودور التقنيات العصرية في الاستدامة والسلامة... وأشكال تموضع هذه المدن للحصول على مستقبل أكثر خضرةً وأماناً.

طاقة المدن الذكية

ومن أهم الملامح التي يسلط الخبراء الضوء عليها:
> التخزين السكني للطاقة. هناك فرص عديدة للشركات العاملة في مجال تطوير وتحديث المنازل لتخزين الطاقة في السنوات المقبلة في ظل تنامي الحاجة لتنوع أشكال التقنيات الخضراء في المباني السكنية وأبرزها تلك العاملة في مجال تركيب الطاقة الشمسية، وصناعة البطاريات، وتطوير منصات الذكاء الصناعي التي تزيد فعالية استخدام الطاقة، حسب ما أشار أليكس بازينوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «لومين» المتخصصة في مجال الطاقة المنزلية. يرى بازينوف الفرصة الأكبر في المنصات التي تؤسس لتعاون هذه التقنيات المتنوعة مع بعضها وتسخيرها مجتمعة لتمكين المنازل من جمع الطاقة وحصادها واستخدامها بفعالية أكبر.
> شبكات طاقة مصغرة. تواجه معامل إنتاج الطاقة ومصادر الطاقة المركزية – وحتى المستدامة منها – احتمالات كبيرة ومستمرة بعدم الاستقرار. من هنا، يعتبر بازينوف أن الشبكات الكهربائية الذكية والمحلية ستتيح للمنازل تحقيق المزيد من الاستدامة والقدرة على الصمود في المستقبل. وفي حالات توقف الإمدادات الكهربائية عن المنازل، يمكن للبعض منها النجاح في استعادة الكهرباء واستخدامها لتشغيل كل شيء بفضل الطاقة المخزنة بواسطة الوحدات الشمسية والبطاريات المنزلية. وفي المستقبل، سنرى المزيد من التجمعات السكنية التي تعتمد على مصادر الطاقة المحلية كالمزارع الشمسية التي تشغل تجمعات سكنية صغيرة بدل مناطق جغرافية واسعة.

تدوير المياه

> فعالية المياه. حولت ظروف الجفاف التي اجتاحت الساحل الغربي في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة المياه النظيفة إلى سلعة ضرورية جداً. واعتبر فرناندو راميريز، المدير الإداري لشركة «هايدرا لوب سيستمز» العاملة في مجال إعادة تدوير المياه في هولندا، أن هذه الظروف كشفت الحاجة لشركات تستطيع التوصل لوسائل مبتكرة لإعادة استخدام المياه. وأشار إلى أنه وبحلول عام 2030، سيعيش 60 في المائة من السكان حول العالم في مناطق مدنية ما سيضع «البنية التحتية أمام تحد كبير»، لافتاً إلى أن «البنى التحتية تواجه التحديات اليوم، ولكن ارتفاع الأعداد السكانية سيزيد الحاجة للتركيز على استخدام التقنية».
تصنع شركة «هايدرا لوب» أنظمة مدعومة بالتقنية لجمع المياه المبتذلة (مياه الصرف) - التي تستهلكها المغاسل وآلات غسل الصحون والملابس – وتعقيمها لإعادة استخدامها في الحمامات وأنظمة الري. دخلت هذه الشركة إلى السوق الأميركية عام 2021 مع بداية تسهيل المناطق المعرضة للجفاف لقوانينها التنظيمية المتعلقة بإعادة استخدام المياه.
وكانت مدينة فينيكس قد بدأت أخيراً بالسماح للوحدات السكنية بإعادة استخدام المياه المبتذلة، وكذلك فعلت ولاية فلوريدا التي سمحت باستخدامها للري حصراً. بدورها، تشترط مقاطعة سان فرانسيسكو اليوم على الأبنية الجديدة التي تبدأ مساحتها من 250 ألف قدم مربع تركيب أنظمة لإعادة توليد المياه.
* «مانسويتو فنشرز»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT
20

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً