دبلوماسي أوكراني: موسكو تتأهب لاستخدام السلاح النووي

سيرغي بوشكارسكي (الشرق الأوسط) 
سيرغي بوشكارسكي (الشرق الأوسط) 
TT

دبلوماسي أوكراني: موسكو تتأهب لاستخدام السلاح النووي

سيرغي بوشكارسكي (الشرق الأوسط) 
سيرغي بوشكارسكي (الشرق الأوسط) 

بينما تجري مساعٍ دولية عدة لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية أو تخفيف حدتها، كشف القائم بأعمال السفارة الأوكرانية في الرياض سيرغي بوشكارسكي أن هناك تأهباً روسياً لاستخدام السلاح النووي، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر وزير الدفاع بالاستعداد للقتال بجميع أنواع الأسلحة الاستراتيجية والنووية.
وقال بوشكارسكي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده «تدعو المجتمع الدولي وأصدقاءنا في المنطقة العربية والدول الأخرى لـ(كشف) حقيقة العدوان الروسي على بلادنا ونطالب بعقوبات مالية على صندوق الاستثمار الروسي المباشر». وأضاف: «نحتاج يومياً لمزيد من مساعدات ومعدات السلاح والاحتياجات الطبية والإنسانية والمالية». وأشار إلى أن حكومته تعمل على توفير الإمدادات اللازمة من الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى مثل الوقود وغيره لتحمل أمد الحرب.
وأوضح بوشكارسكي أن الهجمات الصاروخية الروسية رفعت مستوى الإشعاع النووي في منطقة تشيرنوبل. وكشف أن الهجمات الروسية مستمرة في شرق البلاد وجنوبها وشمالها، وأن هناك هجمات جوية وصاروخية تنطلق من الأراضي البيلاروسية وأخرى من مناطق دونيتسك ولوهانسك وشبه جزيرة القرم. وأوضح بوشكارسكي، أن روسيا أطلقت أكثر من 180 صاروخاً من صواريخ كروز وصواريخ أخرى على مواقع ومدن عدة.
وأقر المسؤول الأوكراني، بأن بلاده ماضية قدماً باتجاه انضمامها لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، كما نوه بموافقة البرلمان الأوروبي على طلب أوكرانيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي، وبالتالي انضمامها لشبكة الطاقة الأوروبية الموحدة.
ولفت بوشكارسكي إلى أن الاتجاهات الروسية تستهدف تغيير الحكومة الشرعية إلى أخرى موالية لروسيا.
وأفاد بوشكارسكي بأن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أصدر قراراً بفتح تحقيق حول أوضاع في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، مضيفاً أنه منذ 28 فبراير (شباط) قتل في أوكرانيا 352 شخصاً بينهم 16 طفلاً وأصيب 1684 آخرون بينهم 116 طفلاً. وتابع أنه خلال 7 أيام من الغزو الروسي، يتساقط الموتى والجرحى يومياً، وكثيرون فقدوا بيوتهم التي دمرت بشكل كامل، فضلاً عن المستشفيات ورياض الأطفال ودور الأيتام والمدارس. وأشار المسؤول الأوكراني إلى تقرير صدر أخيراً من الأمم المتحدة يفيد بأن 677 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم واللجوء إلى الخارج.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».