وضع إنساني «كارثي» في ماريوبول مع استمرار الحصار الروسي

الدخان يتصاعد بسبب القصف الروسي على ماريوبول (أ.ب)
الدخان يتصاعد بسبب القصف الروسي على ماريوبول (أ.ب)
TT

وضع إنساني «كارثي» في ماريوبول مع استمرار الحصار الروسي

الدخان يتصاعد بسبب القصف الروسي على ماريوبول (أ.ب)
الدخان يتصاعد بسبب القصف الروسي على ماريوبول (أ.ب)

قال عمدة مدينة ماريوبول الساحلية جنوب أوكرانيا، فاديم بويتشينكو، إن مدينته تواجه «حصاراً إنسانياً»، بسبب قطع جميع الخدمات عنها.
وأضاف بويتشينكو للتلفزيون الأوكراني، أمس (السبت)، أن الوحدات الروسية قطعت جميع خطوط الكهرباء الـ15 في المدينة، مشيراً إلى أنها تعاني من انقطاع الكهرباء منذ خمسة أيام، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وتابع أن سكان المدينة يرتجفون في شققهم لأن محطات التدفئة تعمل بالكهرباء. وأوضح أن الاتصالات عبر الهواتف الجوالة لا تعمل أيضاً من دون كهرباء. وقال إن خط المياه الرئيسي كان مقطوعاً منذ ما قبل بدء الحرب وبعد خمسة أيام من الحرب، وفُقدت أيضاً إمدادات المياه الاحتياطية.
https://twitter.com/HannaLiubakova/status/1499857006513037312
واتهم بويتشينكو الجانب الروسي بالتصرف بشكل منهجي للغاية من أجل قطع جميع الإمدادات عن المدينة وزيادة الضغط عليها. كما اتهم الروس بإطلاق النار على حافلات كان من المفترض أن تنقل الأشخاص إلى خارج المدينة عبر ممر إنساني، مضيفاً أنه من بين 50 حافلة مزودة بالكامل بالوقود يتبقى فقط 20. وأوضح: «قد لا تتوافر لدينا أي حافلات حتى فرصة الإجلاء التالية».
بدوره، قال مسؤول بمنظمة «أطباء بلا حدود»، السبت، إنه «من الضروري» إجلاء سكان مدينة ماريوبول بسرعة بسبب الوضع الإنساني «الكارثي» فيها مع تواصل حصارها من الجيش الروسي وحلفائه.
وصرّح منسق الطوارئ في المنظمة غير الحكومية بأوكرانيا لوران ليغوزات لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «الوضع في ماريوبول كارثي ويسوء يوماً بعد آخر». وأضاف: «لم يعد هناك ماء اليوم، يعاني الناس من مشاكل كثيرة في الحصول على مياه الشرب، وقد أصبحت هذه مشكلة أساسية إلى حد ما... لم يعد هناك كهرباء ولا توجد تدفئة... الطعام ينفد والمحلات فارغة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1500146112518402048
وناشد المسؤول في منظمة «أطباء بلا حدود» المتحاربين السماح للمدنيين بالمغادرة.
من جانبه، دعا بويتشينكو إلى إنشاء ممر يمكن من خلاله للمسنين والنساء والأطفال مغادرة المدينة المحاصرة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».