هل أنطونيو كونتي هو المدير الفني المناسب لقيادة توتنهام؟

رغبة المدرب الإيطالي في التعاقد مع نجوم كبار تتعارض مع سياسة توتنهام القائمة على التقشف

توتنهام والهزيمة أمام بيرنلي التي فجرت غضب كونتي (رويترز)
توتنهام والهزيمة أمام بيرنلي التي فجرت غضب كونتي (رويترز)
TT

هل أنطونيو كونتي هو المدير الفني المناسب لقيادة توتنهام؟

توتنهام والهزيمة أمام بيرنلي التي فجرت غضب كونتي (رويترز)
توتنهام والهزيمة أمام بيرنلي التي فجرت غضب كونتي (رويترز)

بعد نهاية المرحلة السادسة والعشرين من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، أعلن المدير الفني لفريق توتنهام أنطونيو كونتي، الذي كان منتشياً بالفوز المذهل على مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، أن لاعبي توتنهام هم أفضل مجموعة عمل معها من حيث السلوك. وخلال تناول وجبة الغداء بعد الفوز على سيتي، ظهر المدير الفني الإيطالي وهو يشعر بالراحة والرضا خلال موجز إعلامي، وهو ما يشير إلى أن رسائله التي لا هوادة فيها حول طريقة التفكير، والحاجة إلى المعاناة، والاهتمام بأدق التفاصيل في وظيفته - لا سيما عندما تكون الأمور في أدنى مستوياتها - بدأت تؤتي ثمارها في نهاية المطاف.
وبالنسبة للحاضرين، بدا الأمر كأنه نقطة تحول في فترة كونتي على رأس القيادة الفنية لتوتنهام والمستمرة منذ أربعة أشهر تقريباً. وبعد الخسارة في المرحلتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين على أرضه أمام ساوثهامبتون وولفرهامبتون، بدأ كونتي يبذل قصارى جهده من أجل إعادة الفريق إلى المسار الصحيح ومساعدة اللاعبين على استعادة الثقة في أنفسهم مرة أخرى.
لكن بعد الخسارة أمام بيرنلي بهدف دون رد في مباراة مؤجلة من المرحلة الثالثة عشرة - رابع خسارة لتوتنهام في خمس مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ الخسارة أمام تشيلسي بهدفين دون رد في الثالث والعشرين من يناير (كانون الثاني) - عادت مشاعر الإحباط والغضب تسيطر على كونتي من جديد. وتسببت النتيجة الأخيرة في إحباط كونتي، وأثار المدرب الإيطالي تساؤلات حول مستقبله بعد الهزيمة من بيرنلي. لكن هذه الأجواء تغيرت تماماً بعد عرض قوي وانتصار كبير على ليدز يونايتد في ملعب إيلاند رود، ليتقدم توتنهام إلى المركز السابع.

كونتي بعد توديع فريقه كأس إنجلترا (رويترز)

وبعد عودة الابتسامة إلى كونتي، خرج توتنهام بشكل مفاجئ من كأس إنجلترا بعد خسارته 1 - صفر أمام ميدلسبره، القادم من دوري الدرجة الثانية، بعد وقت إضافي في الدور الخامس للمسابقة. وقال كونتي: «هذه الهزيمة يجب أن تؤلمني وتؤلم اللاعبين وكل شخص يعمل في توتنهام». ربما كان الأمل الكبير الذي شعر به الفريق بعد الفوز على مانشستر سيتي وقبل الهزيمة أمام بيرنلي، هو الذي زاد الأمر سوءاً، لكن كونتي أكد بعد نهاية مباراة بيرنلي أنه لا يمكنه المضي قدماً في هذه الطريق بهذا الشكل. من المؤكد أن كونتي لن يغمض عينيه ويستمر في الحصول على راتبه الضخم بينما لا يحقق الفريق النتائج المرجوة، حيث قال المدير الفني الإيطالي: «ربما في هذه اللحظة... لا أعرف... لست جيداً لتحسين الوضع».
لقد تعودنا على تصريحات كونتي الجريئة والغاضبة بعد المباريات، خصوصاً عندما يشعر بأن الأمور لا تسير على ما يرام. وكان يحدث ذلك على الأرجح بعد المباريات التي يخسرها فريقه - كما حدث بعد مباراة فريقه أمام إن إس مورا السلوفيني في الدوري الأوروبي، أو مباراة الذهاب في نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام تشيلسي - لكنه فعل شيئاً مشابهاً بعد الفوز على مانشستر سيتي، وإن كان الأمر في الاتجاه الآخر!
سوف يهدأ كونتي بالتأكيد، لأن شخصيته متقلبة في الأساس. ومع ذلك، كان هناك شيء آخر حول رد فعله بعد الخسارة أمام بيرنلي، شيء جديد ومقلق، وهو شعوره الواضح بالعجز وتلويحه بتقديم الاستقالة. وإذا كان التلويح بالاستقالة لم يحدث بعد الخروج المحبط من كأس إنجلترا، فإن نسيان تصريحاته الغريبة بعد الهزيمة أمام بيرنلي سيكون صعباً على لاعبي ومسؤولي توتنهام. وكما الحال دائماً في مثل هذه المواقف، ونظراً لسمعة كونتي كسياسي محنك، من المغري التساؤل عما يحاول المدير الفني الإيطالي الاستفادة منه والرسالة التي كان يريد أن يبعث بها. في السابق، وقبل وأثناء فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، كان هناك شعور بالخوف من أنه إذا لم يحصل كونتي على الصفقات التي يريدها، فإنه قد يتقدم باستقالته. لكن ما الوضع الآن؟
لم يعقد توتنهام الصفقات التي كان يريدها كونتي في فترة الانتقالات الشتوية، وفشل في التعاقد مع اللاعبين الذين كان يرغب في ضمهم: ذهب أداما تراوري إلى برشلونة، وانضم لويس دياز إلى ليفربول. لكن في المقابل، تمكن النادي من التخلص من عدد من اللاعبين غير المرغوب فيهم، وعلى رأسهم تانغاي ندومبيلي، وجيوفاني لو سيلسو، وبريان جيل، وديلي آلي، وضم رودريغو بنتانكور وديان كولوسيفسكي لجعل الفريق «أكثر اكتمالاً» - على حد تعبير كونتي نفسه.
لكن شهر يناير (كانون الثاني) انتهى، ولا يزال هناك وقت طويل على فترة الانتقالات الصيفية. وبالتالي، يبدو من المبكر للغاية أن يبدأ كونتي في ممارسة الضغط من أجل إعادة البناء الأكبر، ويتعين عليه ببساطة العمل مع مجموعة اللاعبين الموجودين لديه الآن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الموسم. فهل كونتي يشعر بالقلق والتوتر لأن النادي لم يتعاقد مع الصفقات التي كان يريدها في فترة الانتقالات الشتوية؟ الإجابة هي نعم. ربما يكون هذا هو السبب الرئيسي في ثورته وغضبه الشديد بعد الخسارة أمام بيرنلي وميدلسبره. كونتي لا يشك في قدراته وإمكاناته، ولن يحدث ذلك أبداً، وبالتالي يتعين على اللاعبين أن يبذلوا قصارى جهدهم داخل المستطيل الأخضر لتحسين النتائج والأداء.
لقد أكد كونتي أن المدير الفني المحتمل لأي فريق يمكنه إجراء تقييماته من الخارج، لكن لا يوجد بديل لرؤية اللاعبين خلال التدريبات حتى يعرف المستوى الحقيقي بنفسه، فعند هذه النقطة تتكشف الحقيقة تماماً أمام المدير الفني، ويبدو أن كونتي أدرك بسرعة كبيرة أن المستويات الفنية للاعبي الفريق الذي تولى قيادته أقل إلى حد ما مما كان يأمل. وحتى عندما لم يخسر الفريق أي مباراة في أول تسع مباريات تحت قيادته بالدوري الإنجليزي الممتاز، وفاز بست مباريات، حذر كونتي من أن الفريق يعاني مراراً وتكراراً.
إن أكبر مشكلة تواجه كونتي والتي أدت إلى أكبر احتكاك بينه وبين مجلس إدارة النادي تتمثل في السرعة التي يرغب بها كونتي ومجلس الإدارة في دفع الفريق للأمام من هذه الفترة الانتقالية الحالية. الأمر مشابه تماماً لما وجده المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عند وصوله كمدير فني في عام 2014، وبالتالي ستكون هناك بعض الصعوبات فيما يتعلق بالنتائج.
يريد كونتي التعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي يمتلكون قدرات كبيرة حتى يمكنهم إحداث فارق فوري - وهو أمر مكلف للنادي - لكنه، حتى الآن، نجح في التعاقد مع اثنين من اللاعبين، وإن لم يكونوا بالجودة نفسها التي يريدها. لكن ما الذي كان يتوقعه كونتي؟ إن توتنهام برئاسة دانيال ليفي يسعى دائماً إلى أن يكون ماهراً في سوق الانتقالات، حيث تتمثل سياسته في التعاقد مع اللاعبين الجيدين بأسعار زهيدة وتطوير مستواهم على المدى الطويل. وبالتالي، كانت هناك شكوك كبيرة منذ اليوم الأول لتعيين كونتي على رأس القيادة الفنية للسبيرز في أن المدير الفني الإيطالي المعروف بنفاد صبره ورغبته الدائمة في تدعيم صفوف فريقه بصفقات من العيار الثقيل سيكون مناسباً لهذا النادي!
لقد كان هناك شعور على مدار بعض الأسابيع بأن كونتي قد لا يستمر على رأس القيادة الفنية لتوتنهام بعد فترة الانتقالات الصيفية، فهناك احتمال كبير لنشوب نزاع بينه وبين مجلس إدارة النادي فيما يتعلق بالتدعيمات الجديدة وإعادة بناء الفريق. فهل من الممكن أن يرحل كونتي قبل مجيء فترة الانتقالات الصيفية؟ لقد أصبح احتمال حدوث ذلك كبيراً للغاية الآن وأكثر من أي وقت مضى، لكن يتعين على المدير الفني الإيطالي أن يعرف أنه سيضر بسمعته كثيراً في حال حدوث ذلك، لأن ذلك سيكون بمثابة تقصير من جانبه. لقد أدت تصريحات وتصرفات كونتي الغاضبة إلى نتائج متباينة حتى الآن في توتنهام، لكن البعض يرى أنه قد تجاوز كثيراً، خصوصاً بعد الخسارة أمام بيرنلي!


مقالات ذات صلة

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.