رئيس وزراء الجزائر يكشف عن توجه لـ«اقتصاد متحرر من النفط»

TT

رئيس وزراء الجزائر يكشف عن توجه لـ«اقتصاد متحرر من النفط»

أكد رئيس وزراء الجزائر، أيمن بن عبد الرحمن، أمس، بالعاصمة خلال إشرافه على افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الوطني للمؤسسات الناشئة، أن الإنجازات المحققة ميدانياً لدعم المؤسسات الناشئة «تعد تأكيداً لالتزامات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ببناء نموذج اقتصادي جديد متحرر من الريع النفطي»، حسبما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الرسمية.
وقال بن عبد الرحمن، خلال كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر، إن «ما تحقق في الميدان... والإنجازات المحققة تعد ترجمة ميدانية للالتزامات التي قطعها رئيس الجمهورية على نفسه بالمضي قدماً في هذا المسعى، الرامي إلى بناء النموذج الاقتصادي الجديد»، الذي لا يعتمد كلياً على عائدات النفط، مذكّراً بـ«الإيمان العميق» للرئيس تبون بالمؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي. وأضاف الوزير الأول موضحاً أن إيمان الرئيس تبون بالمؤسسة المصغرة، الذي ترجمه بتأسيس وزارة مخصصة لهذه المؤسسات، ومدرسة عليا للذكاء الاصطناعي لخلق بيئة، يساعد على الانتقال من الاقتصاد الريعي، المعتمد على النفط، إلى اقتصاد متنوع المداخيل، والمساهمة في القضاء على روح الاتكال على النفط، وتقلبات أسعاره في الأسواق الدولية. وتابع بن عبد الرحمن مؤكداً أن رئيس الجمهورية «أولى بالغ الأهمية للانتقال بالاقتصاد الجزائري من نظام كلاسيكي ريعي، إلى نموذج يعتمد على قطاعات منتجة، وعلى اقتصاد للمعرفة تكون فيه المؤسسات الناشئة قاطرة، تقود هذا الانتقال. كما أوضح الوزير الأول أن ما تحقق لصالح المؤسسات الناشئة «من شأنه أن يعجّل بوتيرة الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي ومضاعفة المنتجات والمعاملات الرقمية، والمساعدة في استحداث مؤسسات أكثر إبداعاً وابتكاراً، تقترح أسهل الحلول وتتيح الفرص لأكبر عدد من المؤسسات الناشئة»، مضيفاً أنه «رغم الظروف المالية والاقتصادية الصعبة، فإن الرئيس أصرّ على إنشاء صندوق وطني لدعم المؤسسات الناشئة ليجعل المؤسسات الناشئة رافداً من روافد الاقتصاد الجديد».
من جهة ثانية، قرّر تكتل نقابات الوظيفة العمومية لولاية الأغواط، الدخول في إضراب يوم الأربعاء المقبل، عقب لقاء تشاوري بالتزامن مع الحركات الاحتجاجية التي تشهدها ولايات الجنوب. وأوضح تكتل نقابات الوظيفة العمومية بالأغواط، في بيان له، أمس، أنه «في ظل التدني الرهيب للقدرة الشرائية، تم عقد لقاء تشاوري للنظر في عديد الملفات، خاصة ما يتعلق بمنحة المنطقة الجغرافية، وضرورة تحيينها على أساس الأجر الرئيسي الحالي، بدلاً من الأجر القاعدي المعمول به منذ 1989».
كما دعا التكتل النقابي إلى تعميم الاستفادة من منحة الجنوب على جميع منتسبي الوظيف العمومي، ورفعها إلى حدود 50 في المائة، بالإضافة إلى مراجعة منحة السكن في ظل الظروف المعيشية الراهنة، والمطالبة باحتساب أقدمية الجنوب في التقاعد، وفقاً للمرسوم الرئاسي. في سياق ذلك، ذكر التكتل أن الإضراب المزمع تنظيمه، الأربعاء المقبل، سيتزامن مع وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الأغواط ابتداءً من الساعة الـ10 صباحاً.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.