البطل السعودي خليل دعبل... من آلام «حادث السد» إلى ذهبية غرب آسيا

المدرب محسن آل إسماعيل فتح له باب الأمل... والعالمية هدفه القادم

TT

البطل السعودي خليل دعبل... من آلام «حادث السد» إلى ذهبية غرب آسيا

نجح اللاعب السعودي خليل دعبل في حصد الميدالية الذهبية في دورة الألعاب البارالمبية لغرب آسيا في مسابقات البوتشيا التي اختتمت في العاصمة البحرينية المنامة، متجاوزاً الكثير من التحديات والظروف الصعبة والقاهرة.
وروى دعبل قصته مع النجاح والمنجز في هذه اللعبة لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن القدر كتب له حياة مختلفة عما يتوقعها، حينما كان متوجهاً لعمله كموظف في مدارس التهذيب الخاصة لتسقط سيارته في منحدر مائي إثر تجاوز خاطئ من سائق سيارة أخرى قرب قرية الحلة إحدى بلدات محافظة القطيف شرق السعودية.
وأضاف، كان ذلك في العام 2007، حيث بقيت عاجزاً في وسط سيارتي منذ الصباح وحتى الظهيرة في ذلك السد الزراعي، وصادف حينها مرور أحد المزارعين عند موقع الحادث بعد الانتهاء من عمله في مزرعته متجهاً لأداء صلاة الظهر، فانتشله من نافذة سيارته.
وزاد بالقول، بقيت في غيبوبة لثلاثة أيام، ولم أصحُ إلا وأنا على كرسي متحرك.
ووصف دعبل حالته «شعرت بعدم الإحساس بالأطراف السفلية، لتبدأ رحلة العلاج ما بين المملكة والتشيك، فقد كان رد المستشفيات سلبياً لانقطاع الحبل الشوكي، ومن ثم كانت هناك مراسلات مع مستشفيات الهند التي وصلت إليها بمعية شقيقي محمد، لكن الرد لم يختلف أيضاً بعد الاطلاع على التقارير ومعاينتي».
وبعد الرجوع من الهند بدأت قصة بطل غرب آسيا الملهمة، حيث لم يتسرب اليأس إلى داخله، فتحوّل إلى شخص مفعم بالحيوية والنشاط وطرد أي شعور سلبي قد يؤثر على مسيرته، وقرر البحث عن رزقه من خلال افتتاح محل صغير لتقديم المشويات للزبائن ثم توسع فيه، وبعد أن اطمأن على نجاحه قرر افتتاح محل لبيع الحلويات والمكسرات، ثم توسع المشروع وأصبح مشهوراً في بلدته الجارودية والمناطق المجاورة، واستغل دعبل مساحة خالية أمام منزله واشترى بعض الألعاب الترفيهية للأطفال لتحقيق عوائد مادية من وراء ذلك، مبيناً أنه يرغب في توسيع نشاطه التجاري الصغير وتطوير العمل في المشروع الترفيهي المتواضع.
وعن قصة اتجاه للمجال الرياضي كلاعب، قال دعبل «كان من المصادفة أن ألتقي المدرب محسن آل إسماعيل في العام 2017، واطلع على قصة إعاقتي وطلب مني لعب البوتشيا، فرفضت في بادئ الأمر، ومع إصراره وافقت وتدربت بعد صعوبات في البداية، خصوصاً أنني كنت أمارس لعبة تنس الطاولة بنادي المحيط قبل الحادث».


دعبل خلال التتويج (الشرق الأوسط)

وآمن دعبل إيماناً حقيقياً بطموحاته وأهدافه، وهو شعور نابع من الثقة بالنفس وبالله، ساعياً لمواجهة الظروف، راضياً بقضاء الله وقدره ليطرد الإحباط ويرفض اليأس ويتخطى العقبات مهما كان حجمها وتأثيرها.
ويضيف دعبل «استصعبت الأمر في أوله، لكن المدرب والمحاضر الدولي آل إسماعيل حبّب لي اللعبة وأشعل فتيل الإنجازات بحصولي على لقب بطل أندية غرب آسيا في العام 2018 في الأردن، وتوالت الألقاب ومنها بطل المملكة في فئة BC4 لأربع سنوات متتالية، وآخر تلك الإنجازات الميدالية الذهبية في دورة ألعاب غرب آسيا الثالثة في البحرين».
وقال دعبل، إن وضعه الصحي شكّل تحدياً كبيراً، وأضاف «نجحت بنسبة بلغت 70 في المائة رياضياً، والهدف القادم هو كيفية الوصول إلى العالمية ورد الدين إلى وطني وأسرتي والنادي».
وأشاد دعبل بالدعم الذي توفره وزارة الرياضة السعودية واللجنة الأولمبية السعودية، مؤكداً أنه يحب خوض التحديات والخروج منها منتصراً ومنجزاً.
وعن الوصول إلى العالمية، يقول دعبل «أتطلع إلى غدٍ مشرق دائماً بالتغلب على جميع العوائق نفسية كانت أو بدنية وحتى المادية بالمثابرة والمغامرة؛ لأنني أمتلك الإصرار والثقة، وهما من أهم عوامل النجاح ومحاربة اليأس».


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية تأتي مدينة نيوم ضمن 5 مدن سعودية تستضيف مباريات كأس العالم 2034 (رويترز)

نيوم… مدينة الأحلام موطناً لقرعة مونديال 2034

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم احتضان مدينة نيوم مراسم قرعة كأس العالم 2034 التي ستقام في السعودية، وذلك بعد ساعات من إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.