تحذير عالمي من جائحة شلل الأطفال بمناطق سيطرة الحوثيين

TT

تحذير عالمي من جائحة شلل الأطفال بمناطق سيطرة الحوثيين

حذرت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من أن مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية تشهد حالياً انتشار فاشيتين مزدوجتين لفيروس شلل الأطفال من النوع الأول والنوع والثاني وقالت إن كلتا سلالتي فيروس شلل الأطفال تظهر في مجموعات ذات مناعة منخفضة ويمكن أن يؤدي كلاهما إلى شلل مدى الحياة وحتى الموت.
وذكرت المبادرة أنه ومنذ عام 2019، أصيب 35 طفلا بالشلل من النوع الأول و14 من النوع الثاني، وتم تأكيد ثلاث من حالات النوع الثاني في الأيام العشرة الماضية وحدها.
ونبهت المبادرة في تقرير حديث من أن تفشي هذا النوع، على وجه الخصوص، مستمر ومتوسع وقد انتشر بالفعل إلى بلدان أخرى في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابعة لليونيسف. وقالت إن اللجنة الفرعية الوزارية الإقليمية لشرق المتوسط المعنية باستئصال شلل الأطفال وتفشي المرض أصدرت الشهر الماضي بياناً، أعربت فيه عن القلق العميق بشأن هذه الفاشيات المتزايدة، وطالبت بتسهيل استئناف حملات التطعيم من منزل إلى منزل بشكل عام.
وبعد أيام من استكمال الحكومة اليمنية تطعيم أكثر من مليون طفل في 12 محافظة تقع تحت سيطرتها أوصى شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بشدة بحملات تلقيح واسعة النطاق عالية التغطية لوقف تفشي فيروس شلل الأطفال يجب أن تحقق استجابة التطعيم ما لا يقل عن 90 في المائة من الأطفال الذين تم تطعيمهم بشكل متكرر بلقاح شلل الأطفال لحمايتهم من شلل الأطفال ومنع بذر حالات طوارئ جديدة مشتقة من اللقاح. وذكرت أن الدلائل الإرشادية توصي بضرورة إجراء استجابة التطعيم لتفشي شلل الأطفال باستخدام استراتيجية توصيل اللقاح من منزل إلى منزل لزيادة تغطية الأطفال المعرضين إلى أقصى حد.
وحثت المبادرة العالمية سلطات الميليشيات الحوثية صنعاء على إجراء حملات تطعيم عالية الجودة من منزل إلى منزل لوقف تفشي المرضين المتزامنين في أسرع وقت ممكن. وقالت إنه إذا كانت الظروف الحالية في أجزاء من اليمن لا تسمح بالتلقيح من منزل إلى منزل، فيجب تنفيذ حملة تطعيم مكثفة في الموقع الثابت مع تعبئة اجتماعية مناسبة من قبل المجتمع المحلي والقادة الدينيين الذين تثق بهم المجتمعات المحلية لزيادة التغطية بين جميع الفئات الضعيفة.
ووفق ما ذكرته المبادرة فإن الأطفال اليمنيين لا يواجهون أي نقص في التهديدات في ظل الصراع الطويل ونظام الرعاية الصحية المدمر والجوع والمرض. لكن شلل الأطفال مرض يمكن الوقاية منه بسهولة. ويمكن وقف تداوله في اليمن أو في أي مكان آخر عن طريق تطعيم جميع الأطفال بلقاح شلل الأطفال الفموي.
وتعهد شركاء المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال - بما فيهم منظمة الصحة العالمية، والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، واليونيسيف، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وجافي - بتقديم الدعم لجميع أصحاب المصلحة في اليمن للاستجابة لتفشي شلل الأطفال، بما في ذلك إجراء الحملات التي يمكن أن تصل إلى جميع الأطفال المعرضين للخطر.
وكانت وزارة الصحة اليمنية انتهت الشهر الماضي من حملة تطعيم ضد شلل الأطفال شملت أكثر من مليوني طفل في ١٢ محافظة تحت سيطرة الشرعية وبنسبة 86 في المائة تغطية من المستهدف العام مع استمرار الحملة في ٣ محافظات تأخر التدشين فيها. وأملت الوزارة أن تتجاوز التغطية حاجز الـ90 في المائة بانتهاء الجولة الأولى، وأعلنت استعدادها لتنفيذ جولة ثانية بعد شهر من الآن فيما تستمر الميليشيات في منع تلقيح الأطفال في مناطق سيطرتها المعرضة لانتشار أوسع لهذا المرض الخطير.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).