ما الأحكام العرفية وكيف ستؤثر على المواطنين الروس؟

محتجون يشاركون بمظاهرة للتنديد بغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا (إ.ب.أ)
محتجون يشاركون بمظاهرة للتنديد بغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

ما الأحكام العرفية وكيف ستؤثر على المواطنين الروس؟

محتجون يشاركون بمظاهرة للتنديد بغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا (إ.ب.أ)
محتجون يشاركون بمظاهرة للتنديد بغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا (إ.ب.أ)

يعقد البرلمان الروسي جلسة استثنائية، اليوم (الجمعة)، ومن المتوقَّع أن يتم خلالها فرض الأحكام العرفية، وذلك من أجل قمع الاحتجاجات والتجمعات المحلية المعارضة لغزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ولكن ماذا يعني ذلك بالضبط بالنسبة للمواطنين الروس؟
تُعرَف الأحكام العرفية على أنها الفرض المؤقت للحكم العسكري على دولة أو منطقة في أوقات الأزمات الوطنية، عندما تنهار السلطة المدنية، أو عندما تكون العمليات العسكرية جارية.
يتم تعليق سيادة القانون العادية وتشرف القوات المسلحة على إدارة الوظائف الحكومية، بدعوى تحقيق المصلحة الفضلى للمواطنين.
لكن تم استخدام هذا المبدأ أيضاً من قبل الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم، كوسيلة لقمع المعارضة الشعبية. وأعلنت الصين الأحكام العرفية للحد من مظاهرات ميدان تيانانمين عام 1989، على سبيل المثال.
غالباً ما يتم التحريض عليه كوسيلة لإعادة إرساء الأمن القومي، في أعقاب الانتفاضات أو الانقلابات، كما شوهد في تايلاند في عامي 2006 و2014.
وقال ميخائيلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأربعاء، إن الإجراء سيكون بمثابة «حظر شامل لجميع التجمعات، والانفصال عن العالم الخارجي، وفرض القيود المالية والغذائية واسعة النطاق في روسيا».

ومن المتوقَّع أن يمنح القرار الجيش الروسي سلطة فرض رقابة أكبر من أجل إسكات المعارضة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، مما قد يصل إلى حد الهيمنة على وسائل الإعلام وإغلاق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وسجن المتظاهرين والحد من السفر.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1499704708050526208?s=20&t=KRFVctnhyDanifLbYQfIbA
وبحسب ما ورد، تم اعتقال ما يُقدَّر بنحو 7 آلاف شخص حتى الآن لمشاركتهم في مظاهرات ضد الحرب بشوارع روسيا، ودعا زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني الجمهور إلى مواصلة التجمع في الساحات بجميع أنحاء البلاد.

وتعرضت روسيا لعقوبات غربية في أعقاب إطلاق بوتين «عمليته العسكرية الخاصة»، قبل أسبوع، مع انخفاض قيمة الروبل إلى حد كبير، واضطر «البنك المركزي» في البلاد إلى رفع سعر الفائدة، وإدخال ضوابط على رأس المال لحماية الاقتصاد.
كما أعلن زيلينسكي الأحكام العرفية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) عندما شنت روسيا هجومها على بلاده. وقال: «لا داعي للذعر، نحن أقوياء... جاهزون لكل شيء. سوف نهزم الجميع... لأننا أوكرانيا».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.