البرلمان العراقي يبدأ غداً استقبال طلبات الترشح الجديدة لمنصب رئيس الجمهورية

وسط استمرار الخلاف الكردي ـ الكردي

البرلمان العراقي يبدأ غداً استقبال طلبات الترشح الجديدة لمنصب رئيس الجمهورية
TT

البرلمان العراقي يبدأ غداً استقبال طلبات الترشح الجديدة لمنصب رئيس الجمهورية

البرلمان العراقي يبدأ غداً استقبال طلبات الترشح الجديدة لمنصب رئيس الجمهورية

يبدأ البرلمان العراقي غداً السبت تسلم طلبات جديدة للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية. رئاسة البرلمان التي كانت انفردت بفتح باب الترشح الشهر الماضي بعد إقصاء المرشح السابق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري اصطدمت برفض المحكمة الاتحادية العليا بعد أن قدم أحد نواب البرلمان طعنا أمامها. وفيما أجلت المحكمة الاتحادية النظر بالطعن المقدم أمامها مرتين وسط تقرب في أوساط الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي بقي مصير مرشحهم البديل للمنصب (ريبير أحمد) معلقا بما تقرره الاتحادية التي تصدر قرارات في العادة قاطعة وملزمة لكل السلطات، إلا ان القرار الذي اتخذته بخصوص دستورية فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية من عدمه جاء مرضيا للحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيمه مسعود بارزاني بعد أن منح القرار البرلمان الحق في أن يفتح باب الترشح ثانية ولمرة واحدة بأغلبية أعضاء البرلمان. ومع أن رئاسة البرلمان حددت جلسة غد السبت موعدا للتصويت على فتح باب الترشيح للمرة الثالثة، فإن جدلا أثاره بعض النواب وخبراء القانون بشأن طبيعة التصويت على القرار الجديد، فالاتحادية لم تتوسع في شرح تفاصيل عملية التصويت سواء كانت بأغلبية الثلثين أو بالأغلبية البسيطة، ولكل من الفريقين المتنافسين رؤية تختلف عن رؤية الطرف الآخر. فالتحالف الثلاثي الذي ينتمي إليه الحزب الديمقراطي الكردستاني يرى أن التصويت سيكون بالأغلبية البسيطة وهو ما يعني تمرير عملية التصويت بسهولة لأنه قادر على تحشيد النصف زائد واحد، بينما الطرف الآخر وهم الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني يدافع عن فرضية أخرى قوامها أن انتخاب رئيس الجمهورية يتطلب أغلبية الثلثين وبالتالي صار لزاما توجيه سؤال إلى المحكمة الاتحادية فيما إذا كان التصويت سيكون بالأغلبية المطلقة لعدد الحضور أم بأغلبية الثلثين التي تتطلب تصويت 220 نائبا من أصل 329 نائبا هم مجموع أعضاء البرلمان العراقي. وبينما يصر التحالف الثلاثي الذي يضم التيار الصدري وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني على التصويت خلال جلسة الغد فإنه بصرف النظر عن النتيجة المتوقعة للتصويت فإن المراقبين يخشون أن طعنا جديدا يمكن أن يقدم إلى المحكمة الاتحادية.
إلى ذلك يستمر الخلاف الكردي - الكردي بشأن مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية. ففيما يصر الاتحاد الوطني الكردستاني على مرشحه الرئيس الحالي برهم صالح لولاية ثانية، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني يصر على رفضه صالح مع إمكانية التفاهم على مرشح آخر من الاتحاد الوطني شريطة أن يحظى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وهو ما يرفضه حتى الآن الاتحاد الوطني برئاسة بافل طالباني. وفي الوقت الذي سوف يجدد الحزب الديمقراطي ترشيح ريبير أحمد الذي لم يكتسب ترشيحه الشرعية بقرار منفرد من رئاسة البرلمان فإنه في حال أصر الاتحاد الوطني الكردستاني على مرشحه الحالي (برهم صالح) فإن كل الأبواب سوف تكون قد أغلقت أمام أي تفاهم بين قيادتي الحزبين الكرديين. وفي هذا السياق فإن السيناريو الوحيد هو ذهاب كلا الكرديين بمرشحه للتصويت داخل قبة البرلمان مع تحشيد الأصوات اللازمة لتمريره، لاسيما أن المحكمة الاتحادية التي فتحت باب الترشيح لمرة واحدة طلبت احترام السياقات الدستورية والانتهاء من منصب رئيس الجمهورية خلال «مدة وجيزة».
ويعد منصب رئيس الجمهورية الذي كان في الماضي أول منصب يتم تمريره بعد اتفاق مسبق بين الحزبين الكرديين بوابة الاتفاق على تكليف مرشح الكتلة الأكبر لرئاسة الحكومة الأمر الذي لا يزال معلقا وسط جدل بشأن صلاحيات حكومة تصريف الأعمال. وتعد مسألة الموازنة واحدة من أهم المشاكل التي تواجه البرلمان بسبب عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات لكي تتولى تقديم مشروع قانون الموازنة إلى البرلمان لتشريعه.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».