تواصلت التداعيات الإعلامية للنزاع الروسي - الغربي في الساحة الأوكرانية، وبعد يوم من قصف موسكو لـ«برج إرسال تلفزيوني» في أوكرانيا، أعلنت النسخة الفرنسية من قناة «روسيا اليوم»، أمس، توقفها عن البث تنفيذاً لقرار أصدره «الاتحاد الأوروبي»، فيما تحدثت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن تعرضها لـ«هجمات إلكترونية واسعة النطاق في ثلاثين موقعاً حول العالم»، ولم تحدد الوكالة مصدرها في بيانها.
ومنذ بدء تحريك روسيا لقواتها صوب إقليمي دونيتسك، ولوغانسك اللذين اعترفت باستقلالهما كجمهوريتين ثم تنفيذها لعمليات في أوكرانيا، اتخذت المواجهات أشكالاً عدة اقتصادية وحربية، لكن نزاعاً من نوع آخر اندلع في المجال الإعلامي استخدم فيه الطرفان مزيجاً من الأدوات الناعمة والخشنة.
وتوقفت «روسيا اليوم» الفرنسية عن البث في أوروبا، أمس، تنفيذاّ لإعلان اتحاد القارة حظر القناة ووكالة «سبوتنيك» في دول الاتحاد، وقالت مذيعة بالقناة لمشاهدي المحطة: «إنها آخر نشرة إخبارية ستبثها (روسيا اليوم... فرنسا)»، مضيفة: «لقد عملنا بكل شفافية وحرفية واستمعنا واحترمنا كل الآراء دون إقصاء، وأعطينا الكلمة للذين لايمكن سماعهم في وسائل الإعلام التقليدية لتقديم معلومة كاملة»، وفق ما نقل موقع روسيا اليوم بالعربية.
وتابعت: «احترمنا دائما القواعد التي فرضت علينا... واليوم نحن مستهدفون بقرار اعتباطي... قرار غير مسبوق يمثل خطراً على حرية الصحافة وحرية التعبير». لكن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال لدى إعلان قرار الحظر، قبل أيام، إن «حظر الوسيلتين محاولة لمكافحة التضليل الروسي، وإغلاق صنبور التلاعب بالمعلومات في أوروبا» على حد تعبيره. وقررت شركة ميتا المالكة لـ«فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، الثلاثاء الماضي، «تقييد الوصول إلى شبكتي (روسيا اليوم)، و(سبوتنيك) في الاتحاد الأوروبي»، وأوضحت أنها «خفّضت على مستوى العالم تصنيف منشورات وسائل الإعلام الحكومية الروسية»، كما جاء القرار مصحوباً بمنعٍ لوسائل الإعلام الروسية من نشر إعلانات لمحتواها.
وكذلك أعلنت شركة «ألفا بت»، مالكة «غوغل، ويوتيوب»، حظر وتعليق الإعلانات الحكومية الروسية على منصاتها المختلفة، وزادت بـ«تعليق جني عائدات مختلف منصات وسائل الإعلام الممولة من روسيا».
وفي السياق ذاته، أفاد المكتب الصحفي لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، أمس، بأن «جميع المواقع الثلاثين للشبكة حول العالم تتعرض لهجوم (ددوس)، وأن نشر المواد صعب للغاية».
وبحسب بيان للوكالة فإن مواقعها «تتعرض لهجمات إلكترونية واسعة النطاق، ولم تتوقف هذه المحاولات منذ يوم السبت»، وكشفت أنه «من الصعب جدًا نشر المواد على جميع المواقع تقريبًا في كل الدول الخارجية القريبة والبعيدة، بينما تظل المواقع نفسها متاحة للمستخدمين». لكن موسكو أقدمت، أول من أمس، على قصف «برج بث تلفزيوني في العاصمة الأوكرانية بسلاح ذي دقة عالية»، وفق الإفادة الروسية التي بررت ذلك بأنه ضربة لـ«المنشآت التكنولوجية التابعة للأمن الأوكراني، بهدف اعتراض الهجمات الإعلامية ضد روسيا».
«معركة على الصورة» تتواصل بين الغرب وموسكو
وقف «روسيا اليوم» الفرنسية... و«سبوتنيك» تتحدث عن «هجمات إلكترونية»
«معركة على الصورة» تتواصل بين الغرب وموسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة