اجتماع تشاوري في الدوحة اليوم لإغاثة الشعب اليمني

تحلل الجثث في الشوارع يهدد أهالي عدن ولحج بالملاريا وحمى الضنك

اجتماع تشاوري في الدوحة اليوم لإغاثة الشعب اليمني
TT

اجتماع تشاوري في الدوحة اليوم لإغاثة الشعب اليمني

اجتماع تشاوري في الدوحة اليوم لإغاثة الشعب اليمني

تعقد هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية اليوم اجتماعا تشاوريا لوضع الحلول المناسبة لإغاثة الشعب اليمني، وسيكون الاجتماع في العاصمة القطرية الدوحة.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن بعثت الهيئة اليمنية للإغاثة والتنسيق التابعة لرئاسة مجلس الوزراء في اليمن ببرقية إلى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، داعية إلى ضرورة عقد اجتماع تشاوري اليوم الأحد لوضع حد للمأساة الإنسانية في اليمن.
وأكد سعيد الغامدي، مدير مكتب الإغاثة الإسلامية في اليمن، ضرورة وضع خطة عمل مشتركة مع هيئة الإغاثة العالمية لتقديم المساعدات الإنسانية لمستحقيها في اليمن في ظل التحديات والظروف الراهنة.
وفي المقابل، أقرت المنظمة العالمية بخطورة الوضع الإنساني في اليمن، وذلك «نظرا للظروف الراهنة التي يعيشها أبناء عدن ولحج والضالع وبقية المحافظات اليمنية، وما صاحب ذلك من انهيار العمل المؤسسي الذي ألقى بظلاله على الوضع الصحي بشكل خاص، ناهيك عن إغلاق المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى نقص الكوادر البشرية بسبب الحرب الدائرة داخل المدن».
وأكد الغامدي أنه بعد التواصل مع بعض الجمعيات اليمنية المحلية لتحديد الاحتياجات الصحية العاجلة للنازحين والأهالي من أدوية ومستلزمات طبية، ثبتت أهمية دعم غرف العمليات بالأطقم الجراحية في ثلاث محافظات على الأقل، فضلا عن حقائب الإسعاف وسيارات نقل المرضى والمصابين.
واستبشر الغامدي بتأكيد الحصول على دعم عاجل من نحو 32 مؤسسة خيرية وإغاثية من داخل هيئة الخليج وخارجها. وأفصح عن أن قائمة المؤسسات الخيرية والإغاثية المعول عليها في المساعدة تشمل: الهلال الأحمر السعودي، ومؤسسة الملك سلمان الخيرية، ومؤسسة الملك خالد الخيرية، ورابطة العالم الإسلامي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الخيرية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والهيئة الخيرية الأردنية، والمؤسسة الملكية البحرينية، ومؤسسة الرحمة في ماليزيا، وجمعية الهلال الأحمر القطري، فضلا عن مؤسسات من الكويت والسودان وتركيا. وأكد أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تعتزم إرسال مبعوث للوقوف على أوضاع اليمنيين النازحين إلى جيبوتي.
وبحسب مكتب الهيئة في جيبوتي، جرى استحداث غرفة طوارئ هناك، تشارك فيها جهات إغاثية وإنسانية، من بينها هيئة الأمم المتحدة، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، واتحاد نساء جيبوتي.
وفي السياق ذاته، جرى أمس السبت في محافظة عدن إشهار ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية برئاسة علي الحبشي. وأصدر الائتلاف بيانا جاء في مفاده أن مدينة عدن تمر بظروف استثنائية جراء الحرب والحصار اللذين فرضا عليها، وكان لهما الأثر الكبير في تردي الأوضاع المعيشية والخدماتية والطبية والبيئية، مما جعلها مدينة منكوبة. وقال البيان الذي قرأه الناطق الرسمي باسم ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية عدنان الكاف إنه ومنذ بداية الحرب خرج الكثير من فاعلي الخير والتجار والمبادرات الإنسانية لتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة على الرغم من تزايد الأمور سوءا وازدياد نسبة النازحين إلى نحو 90 في المائة من مديريات خور مكسر والمعلا والقلوعة وكريتر.
وتناول البيان دور ائتلاف عدن للإغاثة في المساهمة في تخفيف الأزمة التي يمر بها سكان عدن في مجالات الغذاء والصحة والإيواء كمرحلة أولى لتشمل محافظات أخرى في ما بعد. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عدنان الكاف أن الائتلاف استهدف عدن بـ200 ألف سلة غذائية تكفي حاجة ما يقارب مليون نسمة لمدة شهر، تحوي مواد أساسية. وبين أن الائتلاف ناشد الحكومة اليمنية في الرياض لوضع منطقة لحج ضمن المناطق المنكوبة كونها تقع بين عدن والضالع، وتفتقد لأبسط المواد الغذائية.
وأفصح عن انتشار حمى الضنك في لحج الذي نتج عن تحلل الجثث في شوارعها مما أدى إلى وجود مستنقعات ماء انتشرت من خلالها الملاريا وحمى الضنك، مستنكرا انعدام الجانب الإنساني لدى الميليشيات الحوثية التي تقصف على مدار 24 ساعة. وركز على أن وحشية ميليشيات الحوثي وفلول الرئيس المخلوع جعلتهم يقصفون كل ما يمكن في البلاد من منازل وسيارات إسعاف ومدنيين، وجعل الجثث في الشوارع متحللة، إضافة إلى الجثث الموجودة في ثلاجات المستشفيات التي تعفنت بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
وأكد الكاف أن ما يقوم به الحوثي ومعاونه من جرائم وسياسة تجويع نوع من الضغط على أهالي عدن للاستسلام، وحتى تسقط باقي المناطق، مبينا أن أهالي عدن متلاحمين ولن يسمحوا بسقوطها، رغم قسوة الضغوط عليها.
وقال إن ائتلاف الإغاثة الشعبية سيعمل على ثلاثة محاور، وهي لجنة التغذية ولجنة الإيواء واللجنة الصحية، وستقوم كل لجنة بتقديم الخدمات المختصة بها لكل سكان محافظة عدن، حيث ستوفر لجنة التغذية المواد الغذائية اللازمة للمحتاجين وللنازحين من خلال مسح كل الأحياء في كل المديريات، وستقدم لجنة الإيواء مساكن للنازحين من المديريات، وستقوم اللجنة الطبية بتقديم كل الاحتياجات الطبية للمستشفيات والمجمعات بما فيها الأدوية التي تخص الأمراض الوبائية التي ظهرت في الآونة الأخيرة جراء الوضع البيئي المتدهور وأيضا أمراض سوء التغذية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.