متى يستعيد مانشستر يونايتد أمجاده؟

الفريق تعاقد مع ستة مدربين منذ رحيل فيرغسون... والحال في كل مرة يزداد سوءاً

مانشستر يونايتد والتعادل المحبط مع واتفورد (رويترز)
مانشستر يونايتد والتعادل المحبط مع واتفورد (رويترز)
TT

متى يستعيد مانشستر يونايتد أمجاده؟

مانشستر يونايتد والتعادل المحبط مع واتفورد (رويترز)
مانشستر يونايتد والتعادل المحبط مع واتفورد (رويترز)

عندما خسر مانشستر يونايتد أمام واتفورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي الهزيمة التي كلفت المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير منصبه، كانت الأمور قد وصلت لمستوى من السوء جعلني أعتقد أنه لا يمكن للفريق أن يتراجع أكثر من ذلك، وأنه سيتحسن ويتطور لا محالة. لكن لم يتغير الكثير منذ ذلك الحين في ملعب «أولد ترافورد».
ويسعى مانشستر يونايتد، بقيادة المدير الفني المؤقت رالف رانغنيك، لتحقيق هدف أساسي يتمثل في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ويحتل الفريق بالفعل المركز الرابع حاليا، لكنه قد يبتعد عن هذا المركز لصالح أندية أخرى لديها مباريات مؤجلة. وإذا فشل مانشستر يونايتد في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فسيكون هناك الكثير من اللوم والانتقادات، ليس فقط للاعبين والطاقم الفني، ولكن للمسؤولين أيضا.
ولم يكتف مانشستر سيتي بالتفوق على مانشستر يونايتد في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي فقط، بل يتفوق عليه خارج الملعب أيضا. لقد تفوق مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد من حيث الإيرادات المتراكمة، حيث حقق مانشستر سيتي إيرادات تزيد بنحو 75 مليون جنيه إسترليني عن إيرادات منافسه اللدود في موسم 2020 - 2021 أنا أدرس التجارة والأعمال، وأعرف جيدا أنه عندما لا يسير هذا الجانب من الأمور بشكل مثالي، فإن تداعياته تنتقل إلى أرض الملعب.
لقد اتخذ مانشستر يونايتد بعض القرارات السيئة من الناحية التجارية، وتعاقد مع ستة مدربين منذ رحيل السير أليكس فيرغسون قبل تسع سنوات، البداية كانت مع المدرب «ديفيد مويز»، والذي مكث لموسم واحد، ثم قام بخلافته أسطورة النادي «ريان غيغز» بشكل مؤقت، قبل أن يتم تعيين ثالث مونديال 2014 «لويس فان غال»، ولكنه لم يحقق سوى كأس إنجلترا خلال عامين، ليأتي الدور على البرتغالي «جوزيه مورينيو»، ومن بعده النرويجي «سولسكاير» ثم المدرب المؤقت الحالي رانغنيك، لكن لم يقترب أي منهم من الوصول إلى مستوى النجاح الذي كان يحققه المدير الفني الاسكوتلندي، بل كان الحال يزداد سوءا في كل مرة، كما فشل العديد من اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي في تقديم المستويات المتوقعة، بل كان الحال يزداد سوءا في كل مرة.


هل هناك توتر في العلاقة بين رانغنيك ورونالدو؟ (الشرق الأوسط)

ولم يبرم مانشستر يونايتد أي صفقة في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة لتدعيم صفوف الفريق الذي يعاني من عيوب واضحة في خطي الدفاع والوسط. ويتولى تدريب مانشستر يونايتد مدير فني مؤقت، لذا فإن منح رانغنيك ميزانية للتعاقد مع لاعبين قد لا ينالون إعجاب المدير الفني الجديد قد يكون مخاطرة كبيرة. هناك مشاكل واضحة في صفوف الفريق، خاصة في مركز وسط الملعب المدافع، الذي يعد نقطة ضعف واضحة للغاية، لكن لن يتم التعامل معها حتى نهاية الموسم.
في الحقيقة، من الصعب على أي مدير فني أن يترك بصمة واضحة على الفريق إذا كان يتولى المسؤولية بشكل مؤقت. صحيح أن أداء الدفاع أصبح أفضل من ذي قبل، وصحيح أن الفريق أصبح يضغط على الفرق المنافسة بشكل مختلف الآن، لكن لم يحدث تطور ملحوظ في شكل وأداء الفريق ككل. وعلاوة على ذلك، يتعامل رانغنيك مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بطريقة مختلفة عن الطريقة التي كان يتبعها معه سولسكاير، حيث أجلسه على مقاعد البدلاء في بعض الأحيان رغم جاهزيته البدنية، كما كان يستبدله إذا اقتضت الضرورة ذلك. قد لا يُقدر رونالدو ذلك، لكنه يبلغ من العمر 37 عاماً، وبغض النظر عن مدى لياقته فإنه لن يكون قادرا على تقديم مستويات جيدة طوال الموسم إذا لعب لمدة 90 دقيقة مرتين في الأسبوع على مدار الفترة من أغسطس (آب) إلى مايو (أيار).
إن مانشستر يونايتد في أشد الحاجة إلى تألق رونالدو، الذي أحرز 15 هدفا في 27 مباراة، أكثر بسبعة أهداف عن ثاني أفضل هدافي الفريق. ودون أهداف رونالدو، كان مانشستر يونايتد سيتراجع أكثر في جدول الترتيب ويخرج من دوري أبطال أوروبا. وكما أظهر رونالدو أمام برايتون في المباراة المؤجلة من المرحلة الثامنة عشرة، فبإمكانه تسجيل هدف مذهل من فرصة معدومة. قد لا يكون رونالدو سعيداً لأنه لا يلعب كل دقيقة، لكن الحقيقة أن رانغنيك ربما يقدم خدمة كبيرة لرونالدو وللفريق ككل.
ويبدو أن هناك تسريبات تخرج من غرفة خلع الملابس حول طاقم التدريب والتدريبات. وإذا كانت هذه القصص دقيقة، فيتعين علينا أن نتساءل عمن يقف وراء هذه التسريبات، وما الذي سيجنيه من ذلك. يعتقد بعض اللاعبين أنهم لن يتأثروا كثيرا في حال عدم التكيف مع الطريقة التي يلعب بها رانغنيك لأنه مدير فني مؤقت، ولن يكون موجودا لفترة طويلة، وأنه يمكنهم انتظار المدير الفني التالي.
أتذكر أنني سمعت بعض لاعبي مانشستر يونايتد في حقبة فيرغسون يقولون إن ما يحدث في غرفة خلع الملابس لا يمكن تسريبه للخارج أبدا. لقد كان لاعبو مانشستر يونايتد ينضمون إلى صفوف المنتخب الإنجليزي ولا يتحدثون أبدا عن الأشياء التي تحدث في ملعب «أولد ترافورد» للتأكد من عدم انتشار أي معلومات ووصولا إلى أي شخص لا يجب أن يعرفها، بما في ذلك زملاؤهم في صفوف المنتخب الوطني. لقد كانت السرية شيئا مقدسا تحت قيادة فيرغسون خلال الفترة التي حقق فيها النادي نجاحا كبيرا. ولو تم تسريب أي شيء، كان يتم اتخاذ إجراءات صارمة على الفور.
لقد انتهت الهالة التي كانت محيطة بمانشستر يونايتد خلال حقبة فيرغسون منذ زمن طويل. لقد كانت الفرق الأخرى تصل إلى ملعب «أولد ترافورد» وهي تشعر بأنها متأخرة في النتيجة بهدف دون رد حتى قبل بداية المباراة، لكنها الآن تشعر بأنها قادرة على تحقيق الفوز، وأنه لا يوجد أي سبب يجعلها تشعر بالخوف. لقد حقق مانشستر يونايتد الفوز في سبع مباريات من أصل 13 مباراة لعبها على أرضه في الدوري هذا الموسم، وهو ليس جيداً بما يكفي لفريق يهدف إلى احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب. من المؤكد أن هذا الأمر يعطي الحافز للفرق المنافسة.
ورغم أن مانشستر يونايتد لم يعد بنفس القوة التي كان عليها من قبل، فإن الفوز على مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» لا يزال يمثل شيئا كبيرا بالنسبة للاعبي الفرق المنافسة. صحيح أن الفريق قد تغير، لكن قميص الفريق والملعب لم يتغيرا، لذا يشعر أي فريق بسعادة كبيرة في حال الحصول على نقاط من مانشستر يونايتد على ملعبه.
لم يخسر رانغنيك سوى مباراة واحدة فقط في الدوري، لكنه تعادل خمس مرات خلال 11 مباراة قاد فيها الفريق، وخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الخسارة على ملعبه أمام ميدلسبره الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى. وفي العديد من تلك المباريات، أخذ مانشستر يونايتد زمام المبادرة وتقدم في النتيجة، لكنه فشل في الحفاظ عليها. وفي الأوقات السابقة، كان مانشستر يونايتد عندما يتقدم في النتيجة يواصل الهجوم ويحرز ثلاثة أو أربعة أهداف ليضمن نقاط المباراة تماما، ويضمن النتيجة قبل وقت طويل من صافرة النهاية. لكن سبب عدم قيام الفريق بذلك الأمر الآن يتمثل في ضعف خطي الدفاع والوسط.
وإذا فشل الفريق في التأهل لدوري أبطال أوروبا فسيكون هذا فشلا ذريعا بالنسبة لناد بحجم ومكانة مانشستر يونايتد ولفريق يضم كوكبة من النجوم المميزين. في الحقيقة، يجب أن يكون مانشستر يونايتد ضمن أندية النخبة في أوروبا حتى يمنح مديره الفني الجديد أفضل فرصة لإعادة النادي إلى حيث يريد المشجعون – لكن ما زال يتعين على مانشستر يونايتد القيام بالكثير إذا كان يريد حقا منافسة مانشستر سيتي وليفربول مرة أخرى.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟