> قبل ثلاثة أيام، أعلن مهرجان «كان» الفرنسي، أنه سيرفض عرض أي فيلم روسي يتم إرساله إلى المهرجان للاشتراك في أي ركن من أركانه. بذلك، لا مكان للسينما الروسية في هذا الاحتفال الأممي الكبير حالها في ذلك حال السينما في مالي وموزمبيق وأورغواي، أو أي بلد ليست لديه أفلام تصلح للعروض الدولية على أي حال.
> هذا الإعلان هو تعبير «كان» عن رفض الغزو الروسي لأوكرانيا؛ ما يعني أن السياسة دخلت - وليس للمرّة الأولى - ميدان السينما لتحبّذ أو لتعارض اشتراك فيلم أو دولة.
> وما هي إلا 24 ساعة حتى احتذى مهرجان «ڤينيسيا» بالقرار ذاته، لكنه اختلف في التفصيل. حسب إعلانه، فإن المهرجان الإيطالي لن يعرض أي فيلم روسي إلا إذا كان مخرجه مناهضاً لسياسة روسيا الحالية. بالتالي، إذا ما كان هناك فيلم روسي سيشترك في مهرجان ڤينيسيا فإن عليه أن يكون مناهضاً وإلا «يفتح الله».
> القراران ليسا سينمائيين. عادة ما تعرض الأفلام القادمة من كل أنحاء العالم بعد مرورها بفلترات فنية وإنتاجية وإعلامية. الآن نحن إزاء قرار سياسي كان من الأجدى لو بقي بعيداً؛ كونه يخالف مبدأ المهرجانات ومبدأ السينما التي لا يمكن دفعها لتبني مواقف سياسية إلا عبر التضحية بالمكوّنات والعناصر الفنية.
> طبعاً سيكون الوضع مدعاة لغضب الحكومات الغربية والإعلام لو أن «كان» أو «ڤينيسيا» أو سواهما من المهرجانات عرضت أفلاماً روسية رغم الحرب الدائرة. لكن منح السينما من أي بلد فرصة الاشتراك في أي مهرجان هو الموقف الوحيد الذي ينم عن فهم وشجاعة.
م. ر
15:2 دقيقه
عنصر السياسة
https://aawsat.com/home/article/3509871/%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9
عنصر السياسة
عنصر السياسة
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة