إسرائيل لزيادة عدد العمال من قطاع غزة

في سياسة تهدف إلى تحويل الغضب على «حماس»

عمال فلسطينيون في قطاع غزة يعبرون إلى الجانب الإسرائيلي الأسبوع الماضي (رويترز)
عمال فلسطينيون في قطاع غزة يعبرون إلى الجانب الإسرائيلي الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

إسرائيل لزيادة عدد العمال من قطاع غزة

عمال فلسطينيون في قطاع غزة يعبرون إلى الجانب الإسرائيلي الأسبوع الماضي (رويترز)
عمال فلسطينيون في قطاع غزة يعبرون إلى الجانب الإسرائيلي الأسبوع الماضي (رويترز)

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بزيادة عدد تصاريح العمال الذين يخرجون للعمل في إسرائيل من قطاع غزة، كجزء من سياسة إسرائيل لتحسين الحياة المدنية في القطاع.
وقال غانتس أثناء زيارته إلى «شعبة غزة» في الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل تنوي زيادة عدد العمال الفلسطينيين الذين سيخرجون للعمل في إسرائيل من غزة، بشكل فوري. وأضاف بعد إنهائه اجتماعاً ضم رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، أفيف كوخافي، وقائد المنطقة الجنوبية، اليعزر طولدنو، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، الجنرال غسان عليان «منذ عملية حارس الأسوار (حرب الـ11 يوماً في مايو (أيار) الماضي)، خلقنا معادلة ردع جديدة، نحن نبني القوة والخطط العملياتية، ونحن نخلق معادلة مدنية مباشرة أمام سكان غزة، نحن ننوي توسيع السياسة المدنية الإنسانية، بما يشمل زيادة فورية لعدد العمال الذين يخرجون إلى إسرائيل».
وزيادة عدد تصاريح العمال في قطاع غزة، جزء من سياسة وضعتها إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية، تقوم على تخفيف جزء من العقوبات المفروضة على القطاع، وإدخال تسهيلات، في محاولة لتنفيس الاحتقان هناك وتحويل الضغط أكثر على حركة «حماس».
ووضع المسؤولون خطة تقوم على زيادة عدد تصاريح العمل للغزيين في إسرائيل، والسماح لبعض المواد ذات الاستخدام المزدوج بدخول القطاع، بالتنسيق مع الأمم المتحدة مما يضمن استخدامها لأغراض مدنية بدلاً من وصولها إلى الفصائل المسلحة، من أجل وقف التدهور الاقتصادي في غزة.
وكانت إسرائيل قد أدخلت فعلاً بعض التسهيلات بعد جولة المواجهة الأخيرة، ومنحت تصاريح عمل لنحو 10 آلاف عامل، وزادت البضائع اليومية المنقولة إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وسمحت لمركبات جديدة وقديمة بدخول القطاع، ووسعت منطقة الصيد البحري إلى 16 ميلاً بحرياً. وعلى الرغم من أن الخطوات تتعارض إلى حد ما مع سياسات إسرائيل، التي تربط أي تقدم في غزة بإتمام صفقة تبادل أسرى تستعيد خلالها 4 من جنودها ومواطنيها، لكن تل أبيب تأمل بتحويل الغضب على «حماس» من خلال هذه الخطوات.
وقال غانتس «إذا قمنا بالإضافة إلى جانب الحفاظ على الهدوء بالتقدم بمسار إعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، سنتمكن من توسيع سياستنا هذه وتطوير قطاع غزة». وأضاف «لكن للأسف، سكان غزة أسرى قادة (حماس) الذين يمنعوهم من لقمة العيش، ومستقبل أفضل لأولادنا، قادة (حماس) وسكان غزة، هم أيضاً من يتحملون المسؤولية إذا تم انتهاك الهدوء في غزة أو في أماكن أخرى».
ولم تصدر التصاريح فوراً لسكان القطاع، بحسب ما أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في القطاع، سامي العمصي. وبحسبه، فإن 70 ألف عامل سجل من أجل الحصول على تصاريح للعمل في إسرائيل.
وقال في تصريحات لإذاعة محلية «التفاهمات تمت منذ بداية عام 2022 على أن يكون هناك تصاريح لعدد يصل إلى 30 ألفاً». وذكر العمصي، أن المسؤول عن المماطلة، هو الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ليس شيئاً غريباً عليه، فنحن اعتدنا على ذلك ونبقى منتظرين موافقته على إصدار الدفعة الأولى من التصاريح.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.