ضعف الإقبال على معرض الرياض العقاري.. وسابقة تسييل الأراضي فيه تكشف تأثير «الرسوم»

عقاري: شرط دفعة 30 % لتمويل العقار يخالف رغبة القطاع ويخفض حركة السوق 80 %

كشف عقاريون مشاركون في معرض الرياض العقاري أن إقبال المشترين هذا العام أقل من المتوقع («الشرق الأوسط»)
كشف عقاريون مشاركون في معرض الرياض العقاري أن إقبال المشترين هذا العام أقل من المتوقع («الشرق الأوسط»)
TT

ضعف الإقبال على معرض الرياض العقاري.. وسابقة تسييل الأراضي فيه تكشف تأثير «الرسوم»

كشف عقاريون مشاركون في معرض الرياض العقاري أن إقبال المشترين هذا العام أقل من المتوقع («الشرق الأوسط»)
كشف عقاريون مشاركون في معرض الرياض العقاري أن إقبال المشترين هذا العام أقل من المتوقع («الشرق الأوسط»)

كشف عقاريون مشاركون في معرض الرياض العقاري أن حضور المشترين هذا العام أقل من المتوقع، وأشاروا إلى أن هناك عوامل عدة اتحدت وشكلت الحالة الجديدة للمعرض الأكبر على مستوى البلاد من ناحية الإفصاح عن المشروعات والإقبال، إذ ضغطت العوامل التي حدثت في السوق والقرارات التي كان من أهمها قرار فرض دفعة على الراغبين في الشراء بالآجل، قدرت بـ30 في المائة وهي القشة التي قصمت ظهر البعير.
وطغى عرض الأراضي على الحالة العامة لشركات التطوير العقاري، حيث تسيدت عروض الأراضي المطورة على جميع الأفرع العقارية من ناحية معروضات المعرض، وهي سابقة تسجل كأول ردة فعل على أرض الواقع بعد فرض رسوم الأراضي البيضاء، حيث جرى تسييل كثير من المخططات العقارية في المعرض، مما تسبب في الدفع بالأراضي على واجهة العروض التجارية في المعرض، كما شهد المعرض تناقصا في المعروض من المشروعات الأخرى تصاحب مع نقص في الحضور لخصت حال السوق بأنه أقل من المتوقع والمأمول.
وقال محمد بن مبارك الدوسري، مدير عام شركة تالة البلاد، إن «المشروعات التي طرحت في المعرض أقل من المتوقع كما هو حال الإقبال، ولا تعكس حجم الطلب سوى مشاركة عدد بسيط من الشركات بعدد من المشروعات الكبرى، إلا أنها لا تعكس حال المعرض الذي يعكس أداء السوق».
ولفت إلى أن العرض منوع، لكن لا يتلامس مع قدرة المستهلك بسبب ارتفاع الأسعار، وأن هناك مشكلة في الثقافة السكنية للمواطنين، حيث يصر على التصاميم القديمة التي عادة ما تكون مكلفة وهي التي تحتوي على مساحات أكبر في الغرف ومقدمة واسعة أمام المنزل، وهي من النوع المكلف الذي لا يستطيع المستهلك مجاراته، وأن الثقافة السائدة هي أن معظم الراغبين لا يؤمنون بأن توفير السكن هو خطوة للاستقرار ولا يعكس الحالة المادية للمستهلك.
وأضاف: «أطلقنا مشروعا جديدا في غرب العاصمة الشمالي وهي فكرة جديدة تطبق لأول مرة على مستوى المنطقة وهي توفير الفلات الصغيرة بأسعار معقولة تبدأ من 700 ألف ريال، إلا أن النقص الحاصل في الإقبال أوصل المبيعات إلى نسب جيدة، لكن أقل من المتوقع، مما يوضح الضمور الكبير الذي يلف القطاع العقاري ككل».
وشدد الدوسري على أن فرض الدفعة الأولى على تملك العقار بالآجل تسببت بهذا العزوف، كما فتحت المجال لسوق سوداء لبعض الأفراد لتوفير دفعة أولى بفائدة عالية، مما يلقي بظلاله بشكل أو بآخر على تضخم أسعار العقار وهم منتشرون وبكثرة، خصوصا في المعارض العقارية.
وكان الدكتور عصام سعد سعيد، وزير الإسكان المكلف، قد بيّن أن وزارة الإسكان ستستمر في توجهاتها ورؤاها في بذل المزيد من التعاون والتنسيق مع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة، إضافة إلى توثيق القلة بالقطاع العقاري من ملاك ومطورين ومستثمرين باعتباره شريكا استراتيجيا وركنا أساسيا في التنمية العقارية، بدءا من البحث عن الأرض، ومرورا بتخطيطها وتهيئة بنيتها التحتية، وانتهاء بإعمارها مسكنا مناسبا يليق بالمواطن، مؤكدا أن نجاح القطاع العقاري الخاص من نجاح الوزارة والعكس صحيح، كما أوضح أنه جرى إقرار عدد من البرامج في صندوق التنمية العقارية التي ستسهم، بإذن الله، في إيجاد الحلول العملية لكل ما يتصل بآليات التمويل العقاري من أجل توفير السكن بشكل عاجل للمستحقين.
وفي شأن متصل، أوضح محمد السبعان، الرئيس التنفيذي لشركة دواوين العقارية، أن الإقبال هذا العام أقل من العام الماضي، كما أن المنتجات أيضا أقل من العام الماضي رغم تنامي الحاجة، لافتا إلى أن دفعة التمويل العقاري هي الحدث الأبرز هذا العام، حيث ساهمت في خفض الحركة العقارية لأكثر من 80 في المائة في الوقت الذي ظلت الأسعار فيه ثابتة إلى حد كبير، موضحا أن الرياض يحتاج إلى مئات الآلاف من الوحدات السكنية، في حين أن المعروض في معرض الرياض العقاري لا يتجاوز 4 آلاف وحدة، وأن الإشاعات المنتشرة أثرت سلبا على حال السوق.
وحول الطريقة المثلى لخفض الأسعار، أبان أن أفضل طريقة هي زيادة المنتجات بشكل قياسي وفرض رقابة على أسعارها، لأن الوحدات الجاهزة، حاليا، والقديمة لن تتأثر، وإذا تأثرت فإنه بشكل محدود.
وحول دور وزارة الإسكان في خفض الأسعار أو حتى في تغطية الطلب، أكد السبعان أن شراكة الوزارة مع المطورين مهمة جدا وتنعش القطاع العقاري، معرجا على أن مشكلة ارتفاع الأسعار هي أن المطور يبيع الوحدات الجاهزة على التاجر والتاجر يعيد بيعها على تاجر آخر حتى يأتي المشتري الذي يأخذها بأسعار عالية نتيجة استخراج كل تاجر فائدته الخاصة من تنقل ملكية العقار من مستثمر لآخر، إلا أن دخول الوزارة كمنافس سيبيع المطور مباشرة إلى الوزارة التي ستبيع للمستهلك، متوقعا المزيد من الازدهار للقطاع العقاري في المستقبل، إلا أن خيار انخفاض الأسعار لا يزال افتراضيا؛ قد يحدث وقد يحدث العكس.
وكان وزير الإسكان المكلف قد وجه رسالة واضحة إلى المطورين العقاريين الذين يعمدون إلى رفع أسعار وحداتهم السكنية على هامش افتتاح المعرض، بأنهم سيكونون خارج معادلة الشراكة مع وزارته، بينما أوضح أن التجربة الأولى الخاصة ببناء المساكن لم يكتب لها النجاح، وأن التوجه الحالي يدفع إلى تمكين المواطنين من تملك الوحدات من المطورين أنفسهم، وفقا لرغباتهم واختياراتهم والتصاميم التي تناسبهم.
وفي شأن متصل، أبان عبد الرحمن الصالح، الخبير العقاري والمستشار الاستراتيجي لكثير من شركات التطوير العقاري، أن معظم المشروعات المطروحة هي للأراضي المطورة، حيث يلاحظ مدى تأثير قرار فرض الرسوم على تسييل ملايين الأمتار في المعرض العقاري، إلا أنها لم تساهم في خفض حالي للأسعار، وأن خطوة خفض الأسعار قادمة عندما يجري تطبيق الرسوم على أرض الواقع.
وأوضح أنه وللمرة الأولى منذ سنوات يطغى فرع الأراضي البيضاء على المشروعات الجاهزة، سواء كانت فلات صغيرة أو شققا، مما يوضح توجها جديدا للشركات الكبرى ولرجال الأعمال على ضخ كثير من قطع الأراضي ذات المساحة الشاسعة التي يمتلكونها في السوق في محاولة للحاق بركب ارتفاع الأسعار قبل أن تطبق الرسوم وتنخفض الأسعار رغما عن الجميع.
وعن توقعاته لانعكاسات الطلب الضعيف على مستقبل السوق، أشار إلى أن عالم المعرض بيئة مصغرة لعالم القطاع العقاري في الخارج، حيث صدم كثير من المطورين من ضعف الإقبال، رغم وجود كثير من قطاعات التمويل مثل البنوك والشركات العقارية، مشيرا إلى أن القرارات الأخيرة أثرت وبشكل ملحوظ على ضعف الإقبال الذي برهنه وبشكل فعلي نقص الإقبال على المعرض وهو ما أثبته الجميع، وأنه يرى أن انخفاض الأسعار هي البداية الحقيقية لعودة السوق لقوته ونشاطه وأن المراهنات على الأشياء الأخرى ستثبت فشلها عاجلا أم آجلا.
وكانت وزارة الإسكان قد أوضحت في خطتها أنها تنوي شراء السكن للمواطنين من الشركات المطورة بحسب رؤية المواطن ورغبته من المطورين العقاريين للتصميم الذي يناسبه، وهو توجه جديد من الوزارة يختلف عن السابق، وتعد الوزارة القطاع الخاص العقاري شريكا استراتيجيا لها، فنجاح القطاع الخاص من نجاح الوزارة.
وكان وزيرها قد أضاف أن البحث عن الأرض مرورا بتخطيطها وتهيئة البنية التحتية والبناء كله، سيصبح للقطاع الخاص العقاري، مشيرا إلى أن دور الوزارة سيقتصر على الإشراف ولن تتدخل في الأمور ذات العلاقة بالتخطيط أو البنية التحتية أو البناء.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»