البشير يدعو السيسي للمشاركة في حفل تنصيبه لولاية جديدة

وزيرا خارجية السودان وإثيوبيا يؤكدان أهمية تعزيز العلاقات الثلاثية في كل المجالات

البشير يدعو السيسي للمشاركة في حفل تنصيبه لولاية جديدة
TT

البشير يدعو السيسي للمشاركة في حفل تنصيبه لولاية جديدة

البشير يدعو السيسي للمشاركة في حفل تنصيبه لولاية جديدة

تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة من نظيره السوداني عمر البشير حملها وزير الخارجية السوداني علي كرتي، تتضمن دعوة الرئيس المصري لحضور حفل تنصيب الرئيس السوداني بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية جديدة.
وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي أشاد بعمق العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدًا أن وحدة وادي النيل التي تجمع بين مصر والسودان، وتضفي على علاقات البلدين خصوصية وأهمية في نفوس جموع المصريين الذين يتطلعون لتعزيز العلاقات بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي. وفي هذا الإطار نوّه الرئيس المصري بأهمية تعزيز العلاقات بين البلدين ودفعها قدما على كل الأصعدة الرسمية والشعبية.
من جانبه، أشاد الوزير كرتي بالعلاقات الإيجابية المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى تطلع السودان، حكومة وشعبًا، لتنميتها في كل المجالات وعلى كل الأصعدة، لا سيما في ضوء الآفاق الرحبة للعلاقات والإمكانيات الواعدة لتطويرها.
وفي هذا الصدد، أشار الوزير السوداني إلى افتتاح المعبر البري «قسطل - أشكيت» بين مصر والسودان، والذي كان قد تم تشغيله بشكل تجريبي في أغسطس (آب) الماضي، منوها بأن افتتاح هذا المعبر يعد دليلاً على قدرة البلدين على تذليل كل العقبات من أجل تطوير التعاون الثنائي بينهما.
وذكر السفير يوسف أن الرئيس المصري أكد على الأهمية الحيوية لهذا المعبر لإنعاش حركة التجارة بين البلدين، منوها بأهمية استثمار التقارب الرسمي والشعبي بين البلدين لدفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما التنمية الزراعية عبر تطوير مجتمعات زراعية متكاملة لا تقتصر على الزراعة وإنما توفر ظهيرا عمرانيا يستوعب النمو السكاني الطبيعي، فضلا عن إقامة مصانع للتعبئة والتغليف والصناعات الزراعية، بما يساهم في توافر فرص العمل وتشغيل الشباب. وأضاف الرئيس السيسي أنه يتعين توظيف الحدود بين البلدين عبر تدشين مناطق متخصصة لعدد من الصناعات مثل مدابغ الجلود والمجازر الآلية.
وحول وجود اتفاق على عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة، لبحث موضوع سد النهضة، قالت المصادر إنه لا نية لعقد مثل هذا الاجتماع، مشيرة إلى أن وجود تيدروس أدهانوم وزير خارجية إثيوبيا بالقاهرة تزامنًا مع وجود كرتي في مصر محض صدفة.
وأكدت المصادر أن وزير خارجية إثيوبيا موجود في القاهرة لبحث مساعدة مصر في عملية إجلاء الجالية الإثيوبية من ليبيا بعد قتل داعش لـ52 إثيوبيًا. وكان أدهانوم قد وصل القاهرة مساء يوم أول من أمس قادما من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق يومين.
وجدير بالذكر أنه خلال شهر مارس (آذار) الماضي، وقّع الرئيس المصري ونظيره السوداني ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين خلال قمتهم في الخرطوم وثيقة إعلان المبادئ لسد «النهضة» الإثيوبي.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره الإثيوبي أدهانوم، للتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك للبلدين الشقيقين، بما في ذلك الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والأوضاع في ليبيا، فضلاً عن تبادل الرؤى حول الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي الذي تستضيفه إثيوبيا ويتناول قضايا الإرهاب وسبل مواجهته، وتنفيذ أجندة 2063 الخاصة بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الأفريقية خلال الخمسين عاما القادمة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».