إعلان نادي آرسنال الإنجليزي عن خسائر قياسية بقيمة 107 ملايين جنيه إسترليني (143 مليون دولار) للسنة المالية التي انتهت في 31 مايو (أيار) 2021، جاء بمثابة ضربة لخطط المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا الذي كان يتطلع لتدعيم فريق الكرة بعدد من النجوم الصيف المقبل.
بعد خسائر بأقل من 50 مليون جنيه إسترليني في العام السابق، مني النادي اللندني بأعلى قيمة خسائر بعد خصم الضرائب في آخر بيان مالي له. وتعود نسبة نحو 85 مليوناً من هذه الخسائر إلى جائحة فيروس كورونا، بعد أن لعب «المدفعجية» مباراتين فقط أمام جمهوره في استاد الإمارات خلال موسم 2020 - 2021.
وقال النادي في بيان له: «تأثرت نتائج السنة المالية بشكل أساسي بجائحة فيروس كورونا، ما تسبب في إقامة غالبية مباريات الموسم الماضي خلف أبواب مغلقة، ورغم خوض 31 مباراة على ملعب الفريق (23 في الدوري الإنجليزي، منها أربع مباريات من موسم 2019 - 2020، وست مباريات بالدوري الأوروبي ومباراتان في الكأس)، فإن مباراتين فقط من كل المباريات أقيمت بحضور جماهير، ونتيجة لذلك انخفضت عائدات بيع التذاكر من نحو 75 مليون جنيه إسترليني إلى 3.8 مليون».
وكان لاعبو فريق آرسنال قد وافقوا على تخفيض أجورهم بشكل طوعي بنسبة 12.5 في المائة خلال فترة الوباء، ما عوض إنفاق النادي للأجور الذي وصل إلى 244 مليون جنيه إسترليني.
وأدى تسريح 55 من الموظفين، وإعادة الهيكلة خلال تلك الفترة إلى تحمل النادي تكاليف استثنائية بواقع 6.7 مليون جنيه إسترليني، فيما بلغ إجمالي العائدات من بيع اللاعبين 11.8 مليون، في الوقت الذي تفاوض فيه لاعبان مثل شكودران موستافي ومسعود أوزيل (أعلى لاعب أجراً في تاريخ الفريق) لفسخ عقودهما وانتقالهما إلى أندية أخرى. وجاء هذا البيان بعد ساعات فقط من إعلان آرسنال عن رفع أسعار التذاكر لموسم 2022 - 2023 بنسبة أربعة في المائة، في خطوة مماثلة للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام.
وجاء في البيان: «نحن ندرك أن لا أحد يرحّب بزيادة الأسعار، ولم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة. بنهاية المطاف، في مواجهة ارتفاع التكاليف المستمر، نحتاج إلى مواصلة النمو في إيراداتنا من جميع النواحي، بما في ذلك أيام المباريات، كجزء من هدفنا لإعادة مواردنا المالية إلى معدلها في المدى المتوسط».
مارش في مهمة صعبة لإنقاذ ليدز (أ.ب)
ويخشى الجهاز الفني بقيادة الإسباني أرتيتا أن تتأثر الخطط الموضوعة لتدعيم فريق الكرة بالنتائج المعلنة للحالة المالية للنادي.
وكان آرسنال قد حرر مهاجمه الدولي الغابوني بيار - إيميريك أوباميانغ ليلتحق ببرشلونة الإسباني في يناير (كانون الثاني) الماضي، دون أي مقابل رغم أن عقده يمتد حتى صيف عام 2023، ليتخلص النادي من اللاعب الأعلى أجراً في صفوفه براتب أسبوعي يبلغ 250 ألف جنيه إسترليني (330 ألف دولار).
لكن آرسنال وأرتيتا يخشيان من رحيل لاعبين جدد من الركائز اقتربت عقودهم من نهايتها، ويرفضون التجديد في ظل إغراءات من أندية كبيرة منافسة. وتردد أن المهاجمين بوكايو ساكا والبرازيلي غابرييل مارتينلي المتألقين في الفترة الأخيرة أصبحا محور اهتمام أندية عدة. وأعرب اللاعبان عن رغبتهما في المنافسة على البطولات، في إشارة إلى أن مستقبلهما ربما يتحدد وفقاً لمسيرة آرسنال هذا الموسم بالتأهل لبطولة أوروبية أم لا.
وينافس آرسنال بقوة على إنهاء الموسم الجاري في المربع الذهبي بالدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحلم بالعودة للظهور في دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ موسم 2016 - 2017، وهو يتأخر بنقطتين عن مانشستر يونايتد رابع الترتيب، لكن النادي اللندني يملك ثلاث مباريات مؤجلة.
على جانب آخر، أعلن نادي ليدز يونايتد الذي يشهد موسماً سيئاً في «البريمييرليغ» تعيين الأميركي جيسي مارش مدرباً له، خلفاً للأرجنتيني المقال مارسيلو بيلسا، في محاولة لإنقاذه من الهبوط.
ويأتي تعيين مارش البالغ 48 عاماً والذي كان مدرباً للايبزيغ الألماني، في وقت يقبع فيه ليدز على بعد نقطتين فقط من منطقة الهبوط.
وأعلن النادي: «تم تعيين مارش بعقد يمتد حتى يونيو (حزيران) 2025، وأنه سيبدأ مهمته بقيادة الفريق في مواجهة ليستر سيتي بالدوري السبت».
وقال مدير كرة القدم في النادي فيكتور أورتا: «لدينا خطة طويلة المدى ونعتقد اعتقاداً راسخاً أن مارش يستطيع نقل ليدز يونايتد إلى مستوى أفضل، نحن متحمسون لما يحمله لنا المستقبل».
وأضاف: «راقبنا عمل جيسي خلال سنوات سابقة منذ فترته في سالزبورغ ونؤمن بفلسفته وأسلوبه الذي يتوافق مع النادي وسيناسب اللاعبين تماماً».
ولعب مارش، نجم منتخب الولايات المتحدة السابق، بفرق دي.سي يونايتد وشيكاغو فاير وتشيفاس وبعد الاعتزال عمل مساعداً لمدرب المنتخب الوطني. وكانت مهمته الأول بالتدريب مع مونتريال إمباكت في 2012 قبل الانتقال إلى نيويورك رد بولز بعد ثلاث سنوات ونال معه جائزة مدرب العام في 2015.
والتحق بفريق لايبزيغ بالدوري الألماني مساعداً لرالف رانغنيك (مدرب مانشستر يونايتد الحالي) بموسم 2019 - 2020 ثم عين مدرباً للنادي الشقيق رد بول سالزبورغ وفاز معه بالدوري والكأس في النمسا بمواسم متتالية. وعاد إلى لايبزيغ مدرباً رئيسياً في الصيف الماضي قبل الانفصال في ديسمبر (كانون الأول).
ويخوض مارش تحدياً صعباً مع ليدز الذي يعاني من سقوط حر. فخلال مسيرة كارثية في فبراير (شباط) الماضي، استقبلت شباكه 20 هدفاً، في أسوأ حصيلة لفريق بشهر واحد في الدوري الممتاز، وتراجع للمركز 16 برصيد 23 نقطة بفارق نقطتين عن بيرنلي بمنطقة الهبوط، وللأخير مباراتان مؤجلتان.
وكان ليدز أعلن الأحد، إقالة بيلسا الذي أعاده الموسم قبل الماضي إلى مصاف الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ موسم 2003 - 2004، وذلك بسبب سوء النتائج، وآخرها الخسارة برباعية نظيفة السبت الماضي أمام توتنهام. وبالتالي، ليس أمام مارش إلا 12 مرحلة لحلحلة أزمة ليدز.