القاهرة وبغداد لتعزيز تعاونهما من بوابة «الإنتاج الحربي»

جانب من اجتماع المسؤولين المصريين والعراقيين في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع المسؤولين المصريين والعراقيين في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
TT

القاهرة وبغداد لتعزيز تعاونهما من بوابة «الإنتاج الحربي»

جانب من اجتماع المسؤولين المصريين والعراقيين في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع المسؤولين المصريين والعراقيين في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)

في مسعى لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، أجرى مسؤولون مصريون وعراقيون، مباحثات في القاهرة تركزت على قطاع «الإنتاج الحربي»، وذلك وسط اهتمام من قادة البلدين إلى جانب الأردن بتوسيع نطاق التحالف والتعاون الثلاثي في مجالات مختلفة.
والتقى محمد أحمد مرسي، وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري، مع الفريق جعفر فلحي مستشار وزير الداخلية العراقي، ووفد مرافق له، وناقشا وفق بيان حكومي مصري «العلاقات الراسخة والممتدة تاريخياً بين الجانبين بما يعزز من أهمية التعاون بين شركات الإنتاج الحربي ومختلف الجهات العراقية في مجالات التصنيع المختلفة».
وزار الوفد العراقي عدداً من الشركات التابعة لوزارة الإنتاج الحربي بهدف «الاطلاع على الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والبشرية المتوفرة في ظل وجود تفاهم متبادل بشأن ضرورة دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام في مختلف المجالات وأهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تعود بالمنفعة المشتركة على الجانبين».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، استضافت بغداد قمة لقادة مصر والعراق والأردن، أكدوا خلالها على «التعاون والتنسيق والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة» وتطرق المسؤولون إلى ملفات «الاستثمار، والتعاون الاقتصادي، والربط الكهربائي، والزراعة والنقل، والطاقة».
واستعرض الوزير المصري، خلال اجتماع أمس، ما نفذته بلاده من «إصلاحات اقتصادية وهيكلية خلال السنوات الأخيرة رغم الظروف الصعبة التي مرت بها مصر»، لافتاً إلى أن «هذه الظروف لم تمنع الدولة المصرية من اتخاذ إجراءات وقرارات جريئة في هذه اللحظات الدقيقة من تاريخ البلاد، والتي مكنتها اليوم من جني ثمار هذه الإجراءات والقرارات وهو ما اتضح جلياً في العامين الأخيرين حيث استطاع الاقتصاد المصري الصمود أمام جائحة فيروس «كورونا» والتعامل معها باحترافية مكنت من إحداث توازن رغم التأثيرات السلبية للجائحة التي طالت دول العالم أجمع».
ونقل البيان المصري، عن مستشار وزير الداخلية العراقي تأكيده على «أهمية دور مصر الريادي تجاه الأمة العربية ودورها في مواجهة الإرهاب والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة»، معرباً عن تطلع الجانب العراقي إلى «فتح آفاق تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي لسد حاجة وزارة الداخلية العراقية من الصناعات المدنية والعسكرية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.