إسرائيل تلاحق العملات الرقمية في الأراضي الفلسطينية

صادرت بعضها بحجة أنها «مخصصة لمساعدة حماس»

فلسطينيون أمام مجسم للأقصى في خان يونس تظاهروا أمس احتجاجاً على تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول القدس (أ.ف.ب)
فلسطينيون أمام مجسم للأقصى في خان يونس تظاهروا أمس احتجاجاً على تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول القدس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تلاحق العملات الرقمية في الأراضي الفلسطينية

فلسطينيون أمام مجسم للأقصى في خان يونس تظاهروا أمس احتجاجاً على تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول القدس (أ.ف.ب)
فلسطينيون أمام مجسم للأقصى في خان يونس تظاهروا أمس احتجاجاً على تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول القدس (أ.ف.ب)

صادرت إسرائيل عملات رقمية قالت إنها مخصصة لتمويل ومساعدة حركة «حماس».
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قراراً باحتجاز عملات رقمية مشفرة، تقدر بعشرات آلاف الدولارات، من 12 حساباً رقمياً، تشمل حوالي 30 محفظة رقمية، قائلاً إنها مخصصة لمساعدة حركة «حماس».
وجاء في بيان أصدره مكتب غانتس، أن مصادرة العملات المشفرة تم من خلال عمل مشترك بين «الهيئة القومية لمكافحة الإرهاب الاقتصادي» و«وحدة السايبر القُطرية التابعة لوحدة التحقيقات القُطرية (لاهاف 433)»، و«دائرة السايبر في النيابة العامة وشعبة الاستخبارات العسكرية».
ويتبع جزء من العملات المصادرة شركات تابعة لعائلة شملخ التي تصنفها إسرائيل «منظمة إرهابية». وقال البيان إن قسماً من العملات المشفرة المصادرة، هي بملكية مباشرة لعائلة شملخ التي تقدم بواسطة شركات الصرافة التي تملكها، خدمات لـ«حماس»؛ خصوصاً لذراعها العسكرية، من خلال تحويل أموال بمبالغ تصل إلى عشرات ملايين الدولارات سنوياً.
وأوضح البيان أنه «نتيجة لهذه الخطوات، استهدفت تجارياً واقتصادياً جهات تجارية وزبائن تعاملوا مع مكاتب الصرافة التابعة لعائلة شملخ». وقال غانتس: «مستمرون في توسيع أدواتنا للتعامل مع الإرهاب، ومع الشركة التي تزوده بالأكسجين الاقتصادي، وسنواصل العمل معاً لمحاربة الإرهاب بكل الوسائل».
وهذه ليست المرة الأولى التي تصادر فيها إسرائيل عملات رقمية، تقول إنها تابعة لحركة «حماس». وتعد هذه المرة الثالثة خلال عام؛ إذ وقَّع غانتس نهاية العام الماضي، على أمر، بمصادرة عملات رقمية، بقيمة 2.6 مليون شيقل (نحو 830 ألف دولار أميركي)، تعود ملكيتها لحركة «حماس» في قطاع غزة. وصودرت الأموال من شركة «المتحدون للصرافة»، في غزة التي استهدفت أكثر من مرة إلى جانب محلات عائلة شمروخ.
وكان غانتس قد وضع العام الماضي أمراً بمصادرة أي محافظ رقمية مرتبطة بحركة «حماس»، وذلك إلى جانب الحرب على مصادر تمويل الحركة.
وتحارب إسرائيل أنابيب المال لـ«حماس»، في كل من قطاع غزة والضفة الغربية منذ سنوات طويلة. وفي الأعوام القليلة الماضية، زادت أجهزة الأمن الإسرائيلية من مراقبة طرق تحويل الأموال التي تأتي معظمها من إيران، عبر لبنان و«حزب الله»، إلى غزة، عبر صرافين يتبعون الأذرع العسكرية للفصائل. كما يتم تهريب بعض الأموال عبر المعابر إلى الضفة الغربية التي تستخدم الفصائل الفلسطينية فيها نشاطات مدنية، مثل الأعمال الخيرية والدراسات، وغيرها، لتمويل نشطائها، بما في ذلك الخلايا العسكرية.
ويعمل قسم الاستخبارات في الجيش على ملاحقة ورصد عمل الصرافين الفلسطينيين في الضفة والقدس وقطاع غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن بعض التحويلات المالية لـ«حماس»، تتم بشكل إنساني ومادي، وإن جزءاً آخر يتم على شكل تحويلات بنكية عادية من بنك لآخر، متهماً «الحركة الإسلامية» بأنها تحاول تهريب الأموال بطرق سرية يصعب الوصول إليها، وأنها تعمل على توزيع تلك الأموال بقدر الإمكان، وليس من خلال مكتب مركزي لها.
وأغلقت إسرائيل خلال هذه الحرب حسابات، وسَطَت على أموال في بنوك الضفة، وقتلت صرافاً في غزة، وصادرت أموالاً كثيرة. وتعاني «حماس» في الضفة وغزة من أزمة مالية مستمرة منذ أعوام، أدت إلى تقليص كبير في الرواتب والدعم والتجهيزات العسكرية كذلك.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.