«حزب الله» يرفض «شروط» أميركا: لن نسمح لإسرائيل بالتنقيب عن الغاز إذا مُنِع لبنان

وصف الوسيط بـ«الثعلب» و«غير النزيه»

خريطة لخطوط التفاوض على الحدود البحرية (الوكالة المركزية)
خريطة لخطوط التفاوض على الحدود البحرية (الوكالة المركزية)
TT

«حزب الله» يرفض «شروط» أميركا: لن نسمح لإسرائيل بالتنقيب عن الغاز إذا مُنِع لبنان

خريطة لخطوط التفاوض على الحدود البحرية (الوكالة المركزية)
خريطة لخطوط التفاوض على الحدود البحرية (الوكالة المركزية)

وصف «حزب الله» آموس هوكشتاين، الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بأنه «ثعلب» و«غير نزيه»، معلناً رفضه «دفتر الشروط» الذي يسعى لفرضه على لبنان مقابل السماح له باستخراج غازه، قائلاً إنه لن يسمح للجانب الإسرائيلي بالتنقيب عن الغاز إذا لم يستطع لبنان أن يفعل ذلك في مياهه.
موقف الحزب الذي يعد أول موقف تصعيدي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، جاء على لسان رئيس كتله النيابية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد ورئيس «تكتل بعلبك» النائب حسين الحاج حسن، في تصريحين منفصلين نقلتهما «الوكالة الوطنية للإعلام» أمس (الاثنين).
وكان الحزب على الدوام يقول إنه يدعم موقف السلطة اللبنانية التي لم تكشف عن الشروط التي حملها الموفد الأميركي في زيارته الأخيرة إلى بيروت.
وكان لبنان استبق زيارة هوكشتاين بتخليه عن المطلب الذي رفعه فريقه التفاوضي إلى مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة التي عقدت آخر جولاتها في مبنى الأمم المتحدة في الناقورة (أقصى جنوب غربي لبنان)، وهو الخط 29 باعتباره خطاً تفاوضياً، وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون لاحقاً أن حق لبنان هو في الخط (23) الذي كانت الحكومة اللبنانية أودعته الأمم المتحدة في عام 2010.
وقال رعد: «الوسيط الأميركي جاء إلى لبنان في الأيام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين، لكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك أنت ستحفر في الماء ومن الممكن أن يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الإسرائيلي».
وتابع رعد: «نحن نقول إننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا إلى أن نستطيع منع الإسرائيلي من أن يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، أن الإسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد». وصعّد من لهجته بالقول: «ليبلطوا البحر». وأضاف رعد ملوحاً بالقوة: «لن نسمح للإسرائيلي أن ينقب عن الغاز من دون أن نستطيع أن ننقب عنه في مياهنا. إذا لم تكن قوياً من أجل أن تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول».
وفي موقف أكثر وضوحاً، قال زميله الحاج حسن إن «صندوق النقد الدولي إذا وافق على منحنا الأموال قد نحصل على 3 أو 4 مليارات دولار، بينما لدينا في البحر ثروة من الغاز والنفط بمئات مليارات الدولارات، ممنوع على اللبنانيين استخراجها، تحت الضغط الأميركي ومع دفتر الشروط السياسية». وتوجه إلى الولايات المتحدة بالقول: «لسنا ضعافاً على الإطلاق، وإن دفتر الشروط السياسية الذي ترفقه مع ضغطك لمنعنا من استخراج النفط والغاز مرفوض، وهو دفتر شروط سياسية عدواني على لبنان، وهو الذي يجوع ويفقر اللبنانيين ولا يزال».
ووصف الحاج حسن الوسيط الأميركي بأنه «غير نزيه، وهو وسيط معادٍ لأنه راع للعدو الصهيوني، ولن يتغير ولن يصبح في الصف اللبناني، فهو يأتي إلى لبنان ليضغط ويملي شروطه السياسية على اللبنانيين، وهذه وقائع وليست أسراراً»، موضحاً أن «البلوك رقم 4 (الواقع قبالة جبل لبنان الشمالي في المياه الإقليمية اللبنانية) بدأ فيه الحفر ثم توقفوا عن الحفر»، في إشارة إلى انطلاق حفر بئر استكشافية فيه في فبراير (شباط) 2020 وتبين أنه لا يحتوي على كميات اقتصادية من الغاز.
وقال الحاج حسن: «لبنان بأمس الحاجة إلى نفطه وغازه، ولم يقدموا لوزارة الطاقة أي تقرير فني أو تقني أو اقتصادي يشرح أسباب توقف الحفر» في البلوك رقم 4. وأضاف: «سبب التوقف الشروط السياسية التي يريدها الأميركيون والغرب والتي تتعلق بالحدود الجنوبية وتتعلق بالتطبيع وبالنازحين السوريين وبتوطين الفلسطينيين، هذه الشروط لن نرضخ لها، وسنبقى صامدين، وعلينا أن نفرض نحن شروطنا السياسية لا أن يفرض الآخرون شروطهم السياسية علينا».
ورأى الحاج حسن أن «من أسباب الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية على لبنان»، مضيفاً أن «كل ما تحدثوا عنه بخصوص استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن هو حتى الآن وعود بوعود وكلام بكلام، وكل العقد لها علاقة بقانون قيصر الذي يستهدف سوريا ويضر بلبنان».



مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

هيمن كل من الحرب في غزة، وملف «سد النهضة» الإثيوبي على تقييمات سياسيين وبرلمانيين مصريين، بشأن انعكاس نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية على مصر، إذ شاعت نبرة غير متفائلة حيال مستقبل هذين الملفين سواء في عهدة الجمهوري دونالد ترمب، أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس اللذين يصعب توقع الفائز منهما.

وبدا تحفظ رسمي مصري بشأن شخص الرئيس الأميركي المفضل لدى الدولة المصرية، فيما قال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الرهان على رجل أو سيدة البيت الأبيض المقبل كان من بين أسئلة وجهها برلمانيون مصريون إلى مسؤول في وزارة الخارجية المصرية، داخل مجلس النواب قبل أيام، إلا أنه لم يرد بشكل حاسم».

ويختار الأميركيون رئيسهم الـ47 بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، في نهاية حملة ترافقت مع توتر إقليمي بمنطقة الشرق الأوسط، يراه محللون عاملاً مهماً في الترتيبات المستقبلية لحسابات مصر.

ولا يرى دبلوماسيون مصريون، ومن بينهم محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق «خياراً مفضلاً للمصالح المصرية» بين أي من هاريس أو ترمب.

ويرى العرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «جوانب إيجابية وسلبية لدى كلا المرشحين، بشأن معادلة العلاقات مع مصر وحرب غزة».

فيما لا يكترث المفكر السياسي والدبلوماسي المصري السابق مصطفى الفقي، بالفروق الضئيلة بين حظوظ ترمب وهاريس، ويرى أنهما «وجهان لعملة واحدة في السياسة الأميركية، وهو الدعم المطلق لإسرائيل»، وفق وصفه لـ«الشرق الأوسط».

وإلى جانب الاقتناع بالدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، فإن هناك تبايناً آخر في ترجيحات البعض، إذ يعتقد رئيس حزب «الوفد» (ليبرالي) عبد السند يمامة أن «نجاح هاريس بسياساتها المعتدلة يصب في صالح السياسة الخارجية المصرية في ملف غزة».

في المقابل، يرجح رئيس حزب «التجمع» المصري (يسار) سيد عبد العال «اهتمام ترمب الأكبر بسرعة إنهاء الحرب في غزة»، موضحاً أن «مصالح مصر هي ما يحدد العلاقة مع الرئيس الأميركي المقبل».

وبالنسبة لوكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد، فإن هناك انعكاسات خطيرة لفوز ترمب على «مصالح مصر فيما يخص ملف تهجير الفلسطينيين إلى سيناء».

ويعيد رشاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، التذكير «بمشروع المرشح الجمهوري القديم لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وهذا ضد مصر»، علماً بأن صهر ترمب وكبير مستشاريه السابق اقترح في مارس (آذار) إجلاء النازحين الفلسطينيين في غزة إلى صحراء النقب جنوب إسرائيل أو إلى مصر.

في المقابل، تبدو نبرة الثقة من برلمانيين مصريين في قدرة الدبلوماسية المصرية على التعامل مع أي مرشح فائز، خصوصاً في ملف حرب غزة.

ويقول وكيل لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري أيمن محسب، لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة ستتعاطى بإيجابية مع أي فائز ينجح في وقف الحرب في غزة والتصعيد في المنطقة».

بينما يلفت عضو مجلس الشيوخ إيهاب الهرميل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «التواصل الدوري من مصر الرسمية مع أطراف في المعسكرين الحاكمين بأميركا، بشأن غزة وجهود الوساطة المصرية - القطرية».

وخلال الشهر الماضي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اجتماعين منفصلين وفدين من مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، ضما أعضاء من المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، حيث تمت مناقشة جهود تجنب توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

وبشأن نزاع «سد النهضة» بين مصر وإثيوبيا، يراهن متابعون على مساندة ترمب لمصر حال فوزه، بعدما أبدى اهتماماً لافتاً بالقضية في ولايته الأولى، واستضاف مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، كما سبق أن حذّر الإثيوبيين عام 2020 من «تفجير مصر للسد، بعد أن ضاقت بها السبل لإيجاد حل سياسي للمشكلة».

لكنّ رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، يقول: «مصر لا تُعوّل على أحد، تتحرك من منطلق أنها دولة أفريقية مهمة في قارتها، وتحرص على مصالحها»، فيما يُذكّر وكيل الاستخبارات السابق بأن «ترمب لم يُحدث خرقاً في الملف» رغم اهتمامه به.

ومن بين رسائل دبلوماسية متعددة حملها آخر اتصال بين مصر وإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، أعاد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الأحد الماضي، التأكيد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على أن «مصر لن تسمح لأي طرف بتهديد أمنها المائي».

سؤال وجّهه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري للمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي

شعبياً، بدا أن المصريين لا يلقون اهتماماً كبيراً بالسباق الأميركي، وهو ما كشفته محدودية الردود على سؤال بشأن توقعات المرشح الأميركي الفائز، ضمن استطلاع أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع للحكومة المصرية.

وبدت تباينات الآراء في الاستطلاع الذي نشر عبر «السوشيال ميديا»، إذ رأى أحد المعلقين أن هاريس الأقرب، في مقابل آخر رجح فوز ترمب. لكن المثير للاهتمام هو توقع أحد المستطلعين «فوز نتنياهو»، أو على حد قول أحد المصريين باللهجة العامية المصرية: «شالوا بايدن وجابوا ترمب أو هاريس... كده كده اتفقوا على حماية إسرائيل».