هجوم إلكتروني غامض يشل تويوتا

تراجع الناتج الصناعي لليابان ونمو التجزئة

هجوم إلكتروني غامض يشل تويوتا
TT

هجوم إلكتروني غامض يشل تويوتا

هجوم إلكتروني غامض يشل تويوتا

قالت شركة تويوتا موتورز إنها ستعلق جميع عمليات المصانع المحلية اليوم الثلاثاء، ما سيفقدها إنتاج نحو 13 ألف سيارة، وذلك بعد تعرض إحدى الشركات التي تورد لها قطع غيار بلاستيكية ومكونات إلكترونية إلى ما يشتبه بأنه هجوم إلكتروني.
ولم تتوفر حتى وقت كتابة هذا التقرير معلومات عن الجهة التي تقف وراء الهجوم أو الدافع لذلك. ويأتي الهجوم بعد انضمام اليابان إلى الحلفاء الغربيين في تضييق الخناق على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، رغم أنه لم يتضح على الإطلاق ما إذا كان الهجوم يرتبط بذلك.
وقال متحدث باسم الشركة الموردة، كوجيما إندستريز كوربوريشن، إنه يبدو أنه نوع من الهجوم الإلكتروني، في حين وصف متحدث باسم تويوتا ما حدث بأنه «تعطل لنظام التوريد».
ويأتي وقف الإنتاج في الوقت الذي تتصدى فيه أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم لاضطرابات سلسلة التوريد في جميع أنحاء العالم الناجمة عن جائحة كوفيد التي أجبرتها وشركات صناعة السيارات الأخرى على تخفيض الإنتاج. وشهدت تويوتا هذا الشهر أيضاً توقف بعض إنتاجها في أميركا الشمالية بسبب نقص قطع الغيار الناجم عن احتجاجات سائقي الشاحنات الكنديين.
وأفادت صحيفة نيكي اليابانية بأن من المتوقع أن يؤثر تعليق جميع عمليات المصانع المحلية لمدة يوم واحد على أكثر من عشرة آلاف وحدة، أو نحو خمسة في المائة من إنتاج تويوتا الشهري في اليابان.
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان يوم الاثنين، تراجع الناتج الصناعي للبلاد خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بنسبة 1.3 في المائة مقارنة بالشهر السابق عليه، بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب. وكان المحللون قد توقعوا تراجع الناتج الصناعي بنسبة 0.7 في المائة فقط بعد تراجعه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بنسبة 1 في المائة.
وعلى أساس سنوي، تراجع الناتج الصناعي لليابان خلال الشهر الماضي بنسبة 0.9 في المائة، وهو ما يتجاوز توقعات المحللين الذين توقعوا تراجعه بنسبة 0.5 في المائة فقط بعد نموه سنويا بمعدل 2.7 في المائة خلال ديسمبر الماضي. وفي الوقت نفسه، أبقت الوزارة على تقييمها لحالة الناتج الصناعي وقالت إنه يظهر مؤشرات على التحسن.
كما أظهرت بيانات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية الاثنين نمو مبيعات التجزئة في اليابان خلال يناير بنسبة 1.6 في المائة سنوياً. وجاء ذلك أعلى من توقعات المحللين التي تحدثت عن 1.4 في المائة فقط، بعد نموها في ديسمبر بنسبة 1.2 في المائة وفقاً للبيانات المعدلة، في حين كانت البيانات الأولية تشير إلى نموها بمعدل 1.4 في المائة.
وفي الوقت نفسه، سجلت مبيعات التجزئة في اليابان تراجعاً شهرياً، بنسبة 1.9 في المائة في يناير، بعد حساب المتغيرات الموسمية، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعها بنسبة 1.5 في المائة شهرياً، بعد تراجعها بنسبة 1.2 في المائة شهرياً وفقاً للبيانات المعدلة.



بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
TT

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)

شكَّل النزاع بين إسرائيل و«حزب الله» محطةً فاصلة؛ حملت في طيّاتها تداعيات اقتصادية وإنسانية عميقة على كلٍّ من لبنان وإسرائيل؛ إذ خلّفت الأعمال العدائية الممتدة لأكثر من عام آثاراً كارثية على البنى التحتية، ورفعت معدلات النزوح، وأدّت إلى شلل واسع في القطاعات الحيوية. وفي حين تحمل لبنان العبء الأكبر من الدمار والخسائر الاقتصادية، فإن إسرائيل لم تكن بمنأى عن الأضرار، خصوصاً مع مواجهتها تحديات اقتصادية ناتجة عن الحرب المتزامنة في غزة.

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة (رويترز)

وفيما يلي استعراض لأبرز تكاليف هذا الصراع، الذي شهد تصعيداً حادّاً خلال الشهرين الماضيين، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وفق «رويترز».

التأثير الاقتصادي

قدَّر البنك الدولي الأضرار والخسائر الأولية في لبنان بنحو 8.5 مليار دولار، وذلك في تقرير أصدره في 14 نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي اللبناني انكماشاً بنسبة 5.7 في المائة في عام 2024، مقارنةً بتوقعات النمو السابقة التي كانت تشير إلى 0.9 في المائة.

كما تكبّد القطاع الزراعي اللبناني خسائر فادحة، تجاوزت 1.1 مليار دولار، شملت تدمير المحاصيل والماشية، إضافة إلى نزوح المزارعين. وفي الوقت نفسه، عانى قطاع السياحة والضيافة -الذي يُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد اللبناني- من خسائر مشابهة، ما يزيد من تعقيد التحديات الاقتصادية في البلاد.

أما في إسرائيل، فقد أدّت الحرب مع «حزب الله» إلى تفاقم التداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاع المستمر في غزة، ما زاد من الضغط على المالية العامة للدولة. وقد ارتفع العجز في الموازنة إلى نحو 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الكبرى إلى خفض تصنيف إسرائيل.

كما أسهمت الاضطرابات في سلاسل الإمداد في رفع معدل التضخم إلى 3.5 في المائة، متجاوزاً النطاق المستهدف للبنك المركزي الإسرائيلي (1-3 في المائة). وفي ظل هذه الظروف، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة بهدف مكافحة التضخم، وهو ما زاد من الأعباء المالية على الأسر، من خلال ارتفاع تكاليف الرهون العقارية.

ورغم هذه التحديات العميقة، أظهر الاقتصاد الإسرائيلي تعافياً نسبياً في الربع الثالث من العام؛ بعدما سجل نمواً بنسبة 3.8 في المائة على أساس سنوي، عقب انكماش في الربع الثاني، وفقاً للتقديرات الأولية للحكومة.

حطام سيارات في موقع متضرر جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

الدمار

في لبنان، تُقدر تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن بنحو 2.8 مليار دولار؛ حيث دُمّر أو تضرر أكثر من 99 ألف وحدة سكنية، وذلك وفقاً لتقرير البنك الدولي. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، دُمر 262 مبنى على الأقل نتيجة الضربات الإسرائيلية، وفق مختبر جامعة بيروت الأميركية.

كما تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في أضرار جسيمة في القرى والبلدات في جنوب لبنان وسهل البقاع، وهما منطقتان تُهيمن عليهما جماعة «حزب الله». وقد أسفرت هذه الضربات عن تدمير واسع للمرافق والبنية التحتية، ما يزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في تلك المناطق.

في المقابل، في إسرائيل، قُدِّرت الأضرار العقارية بنحو 1 مليار شيقل (ما يعادل 273 مليون دولار)، إذ دُمرت أو تضررت آلاف المنازل والمزارع والمنشآت التجارية جراء التصعيد العسكري. علاوة على ذلك، أُتلف نحو 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية والأراضي المفتوحة في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان.

النزوح

ونتيجة تصاعد العمليات العسكرية، نزح نحو 886 ألف شخص داخل لبنان بحلول نوفمبر 2023، وفقاً لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين فرّ أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا هرباً من النزاع. وفي إسرائيل، تم إجلاء نحو 60 ألف شخص من المناطق الشمالية.

الخسائر البشرية

وأسفرت العمليات العسكرية عن سقوط آلاف الضحايا في كلا الجانبين. ففي لبنان، قُتل ما لا يقل عن 3768 شخصاً، وأصيب أكثر من 15 ألفاً و699 منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. تشمل هذه الأرقام المدنيين والمقاتلين على حد سواء؛ حيث كانت الغالبية نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي اشتدت في سبتمبر (أيلول). أما في إسرائيل، فقد تسببت ضربات «حزب الله» في مقتل 45 مدنياً و73 جندياً، وفقاً لبيانات رسمية إسرائيلية.