روسيا تحت المجهر في جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة

جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة (إ.ب.أ)
جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة (إ.ب.أ)
TT

روسيا تحت المجهر في جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة

جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة (إ.ب.أ)
جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة (إ.ب.أ)

تقف روسيا في قفص الاتهام، اليوم (الاثنين)، خلال «جلسة استثنائية طارئة» للجمعية العامة للأمم المتحدة يتحتّم خلالها على الدول الـ193 اتخاذ موقف سواء دعماً لسيادة أوكرانيا وديمقراطيتها، أو تأييداً لروسيا في غزوها لهذا البلد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «المعارك في أوكرانيا يجب أن تتوقف» مضيفاً أنها «على أشدّها في جميع أنحاء البلد، جواً وبراً وبحراً. يجب أن يتوقف هذا الآن. كفى. يجب أن يعود الجنود إلى ثكناتهم». وحض «القادة على المضي نحو السلام»، في وقت جرت مفاوضات الاثنين بين وفدين روسي وأوكراني على الحدود البيلاروسية الأوكرانية.
وقال غوتيريش: «الأسلحة تتكلم الآن» داعياً إلى «إجراء مفاوضات بحسن نية وتسوية كل المسائل سلمياً».
وعلى المنصة، تجدد الهجوم الكلامي بين روسيا وأوكرانيا. وحذر السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا بتأثر من تدمير بلاده وقال: «إذا لم تنج أوكرانيا فإن الأمم المتحدة لن تنجو». وأضاف: «لا تنساقوا وراء الأوهام. يمكننا إنقاذ أوكرانيا الآن وإنقاذ الأمم المتحدة وإنقاذ الديمقراطية والدفاع عن القيم التي نؤمن بها».
في المقابل، كرر نظيره الروسي فاسيلي نيبينزيا أن بلاده «تمارس الدفاع المشروع عن النفس» وفق ما ينص ميثاق الأمم المتحدة. وتطرق طويلاً إلى منطقة دونباس الانفصالية في شرق أوكرانيا متحدثاً عن «معاناة» سكانها و«استفزازات» من جانب السلطات الأوكرانية و«كليشيهات ضد روسيا» في الغرب.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن بلاده لا تزال تواجه «تدفقاً» للاجئين الآتين من شرق أوكرانيا في حين لم تشر الأمم المتحدة حتى الآن إلى هذه الأزمة.
وأكّد سفير الصين لدى الأمم المتحدة خلال الاجتماع الاثنين أن العالم «لن يكسب شيئاً» من حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال تشانغ جون: «انتهت الحرب الباردة منذ وقت طويل. يجب التخلي عن عقلية الحرب الباردة المبنية على مواجهة المحاور بعضها لبعض»، مضيفاً: «لا مكسب من بدء حرب باردة جديدة بل سيخسر الجميع».
وبدأ هذا الاجتماع الاستثنائي غير المسبوق منذ أربعين عاماً بـ«دقيقة صمت وصلاة وتأمل» بدعوة من رئيس الجمعية العامة وزير الخارجية المالديفي السابق عبد الله شاهد.
وفي ختام المداخلات التي يتخطى عددها المائة والتي ستتواصل الثلاثاء، ستطرح للتصويت مسودة قرار بعنوان «عدوان روسيا المسلّح غير المبرر على أوكرانيا» وقد طرحت بمبادرة أوروبية بالتنسيق مع كييف، و«تندّد بأشدّ العبارات بعدوان روسيا على أوكرانيا».
والنص مماثل للنص الأميركي الألباني الذي رفضه مجلس الأمن الدولي الجمعة بسبب الفيتو الروسي رغم حصوله على تأييد أكثر من 80 دولة من كل القارّات. وقد تمّت مراجعته لجعله معتدلاً أكثر مقارنة بالنص الأولي، من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات. ولم يعد القرار يدين «بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا»، واكتفى بـ«التنديد» به، بحسب النصين.
ووقفت أفريقيا وأميركا اللاتينية بجانب الولايات المتحدة وأوروبا في مجلس الأمن للتنديد بالغزو الروسي. أما في الجمعية العامة، فمن المتوقع أن تعمد الدول الداعمة تقليدياً لموسكو مثل سوريا وكوبا والصين والهند وسواها، إلى تأييد سياسة روسيا أو الامتناع عن التصويت.
وإلى اتخاذ موقف حيال الحرب في أوكرانيا، يرى دبلوماسيون أن هذه الجلسة الاستثنائية الطارئة التي لم ينظم منها سوى حوالي عشر جلسات منذ 1950، ستعطي مؤشراً إلى تطور وضع العالم.
ولم يعرف حتى الآن موقف روسيا من مسودّة القرار هذا الذي يتوقع طرحه للتصويت الثلاثاء، بعد استخدامها حق النقض ضد القرار السابق.
وتبرر روسيا غزوها لأوكرانيا منذ بدئه بـ«الدفاع المشروع عن النفس» المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وتؤكد موسكو أنها تستهدف مواقع عسكرية فقط، وهو ما ينفيه الغربيون والأمم المتحدة التي أحصت ضحايا مدنيين وهجمات على بنى تحتية مدنية يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب.
وروسيا تحت المجهر أيضاً في مجلس حقوق الإنسان الذي ينظم نقاشاً طارئاً هذا الأسبوع حول الهجوم على أوكرانيا، ستطلب كييف خلاله فتح تحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان تتهم قوات موسكو بارتكابها.


مقالات ذات صلة

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».