السعودية تدشن أكبر مركز طبي افتراضي في العالم

يستوعب «مستشفى صحة الافتراضي» نحو 500 ألف مستفيد في العام (وزارة الصحة السعودية)
يستوعب «مستشفى صحة الافتراضي» نحو 500 ألف مستفيد في العام (وزارة الصحة السعودية)
TT

السعودية تدشن أكبر مركز طبي افتراضي في العالم

يستوعب «مستشفى صحة الافتراضي» نحو 500 ألف مستفيد في العام (وزارة الصحة السعودية)
يستوعب «مستشفى صحة الافتراضي» نحو 500 ألف مستفيد في العام (وزارة الصحة السعودية)

دشنت وزارة الصحة السعودية اليوم (الاثنين)، في الرياض، «مستشفى صحة الافتراضي»، الذي يستوعب نحو 500 ألف مستفيد في العام، ويقدم 34 تخصصاً دقيقاً وفرعياً، كما يقوم بالتعاون مع شبكة تتجاوز 130 مستشفى وبعدد من التخصصات النادرة، وهو ما يجعله الأكبر من نوعه على مستوى العالم.
وأوضحت الوزارة، أن هذا المشروع سيسهل على المواطن الحصول على الاستشارات، والتوصل إلى حلول تغنيه من مشقة انتقاله إلى المستشفى، من خلال تواصله مع الأطباء عن بعد، إضافة إلى نقل الخبرات بين الأطباء والمختصين، وإتاحة أفضل الاستشاريين في جميع المدن والقرى عبر الطب الاتصالي.
https://twitter.com/saudimoh/status/1498241397232742403?s=21
ويهدف المستشفى الافتراضي إلى خلق قيمة مضافة في مستوى وجودة الخدمات الصحية المقدمة وتحسين مستوى صحة وجودة ورفاهية حياة الأفراد والمجتمع، والتركيز على تحقيق مخرجات صحية أفضل، والعمل على سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية.
ويرتبط المستشفى بالمبادرات ذات الأولوية في برنامج تحول القطاع الصحي، وتتمثل في تسهيل الحصول على الخدمات الصحية، وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، وتحسين جودة وكفاءة الخدمات. كما يشمل الخدمة الافتراضية لمرضى كهربائية الدماغ، والسكتة الدماغية، والعناية الحرجة، والخدمة الافتراضية للأشعة، والعيادات الافتراضية.
https://twitter.com/saudimoh/status/1498275736762867717?s=21
ويسعى إلى استخدام أحدث تقنيات العلاج، والتوسع في توظيف الروبوتات الطبية، واستثمارها، لتوفير الوقت والجهد لتخفيف مشقة السفر والتنقل، وللحالات الحرجة التي تتطلب استشارات متخصصة ودقيقة وسريعة مع تسهيل توفير الخدمات الصحية بالمنزل. كما يساهم في نقل الخبرات إلى الأطباء حديثي التخرج لرفع الكفاءة وتعزيز الخدمات الطبية وإتاحة الوصول إليها في جميع أنحاء المملكة، كما يستقبل الطلبات واستفسارات من جميع المستشفيات عبر العيادات التخصصية المختلفة مما يحقق الأهداف الاستراتيجية لوزارة الصحة في سرعة وسهولة الوصول للخدمة.
وأكدت الوزارة أن تدشين المستشفى الافتراضي يأتي متوافقاً مع تحقيق أهداف «رؤية السعودية 2030»، حيث يعد من المبادرات ذات الأولوية في برنامج تحول القطاع الصحي، وتعزيز تطبيقات الطب الافتراضي في الجهات الصحية، وتقديم أفضل الخدمات الصحية الافتراضية في خدمة المواطنين، وتسخير أحدث تقنيات الرعاية الصحية الافتراضية بشكل نوعي لتسهيل الحصول على الخدمات التخصصية في الوقت المناسب وفي أوسع انتشار ممكن.



موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».