«لقد خدع بوتين مسؤولينا»... مؤرخون صينيون يدينون الغزو الروسي لأوكرانيا

الرئيسان الروسي والصيني (أرشيف - رويترز)
الرئيسان الروسي والصيني (أرشيف - رويترز)
TT

«لقد خدع بوتين مسؤولينا»... مؤرخون صينيون يدينون الغزو الروسي لأوكرانيا

الرئيسان الروسي والصيني (أرشيف - رويترز)
الرئيسان الروسي والصيني (أرشيف - رويترز)

وسط إحجام بكين عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، قرر 5 مؤرخين صينيين مشهورين كتابة رسالة مفتوحة، صباح أول من أمس (السبت)، استنكروا فيها تصرفات موسكو ضد جارتها كييف، ودعوا إلى السلام ووقف الحرب.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أكد المؤرخون أنهم يأملون في أن تساهم رسالتهم في إقناع بكين بتوضيح موقفها والاعتراف صراحة وفي العلن أن ما تفعله روسيا خطأ.
ورفضت الصين إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا أو وصفه بالغزو ودعت مراراً لإجراء مفاوضات في حين تقر بما تصفها المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا.
وفي الرسالة، أكد المؤرخون أنهم يعارضون بشدة حرب روسيا ضد أوكرانيا، قائلين إن «الغزو الروسي لدولة ذات سيادة هو انتهاك لقواعد العلاقات الدولية القائمة على ميثاق الأمم المتحدة وخرق لنظام الأمن الدولي القائم».
كما عبروا عن قلقهم من أن يؤدي هذا الغزو إلى حرب عالمية واسعة النطاق، مشيرين إلى أن معظم الكوارث الكبرى في التاريخ بدأت بصراعات بسيطة ومحلية.
وقال أحد أولئك المؤرخين، ويدعى شو غووكي: «إن إحجام بكين عن إدانة غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا أمر مثير للقلق. أنا مؤرخ للحرب العالمية الأولى. لقد دخلت أوروبا سابقاً في صراع ضخم دون أن تدري منذ أكثر من 100 عام، وهذا الصراع كان له أيضاً عواقب وخيمة على الصين. والآن، يوشك العالم على الدخول في صراع ضخم لن يتمكن من الخروج منه مرة أخرى».
وعلق غووكي على موقف الصين غير الواضح تجاه الغزو الروسي بقوله إنه يشعر «بخيبة أمل كبيرة تجاه هذا الموقف».
وأضاف قائلاً: «لقد خدع بوتين المسؤولين الصينيين. وقد كتبت أنا وزملائي هذه الرسالة لأننا نحب بلدنا ولا نرغب في حدوث مأساة عالمية محتملة تعطل مستقبل الصين».

ودعا غووكي وزملاؤه إلى المحبة والسلام والتنمية وإنهاء الحرب.
ولكن سرعان ما تم حذف الرسالة المفتوحة التي أرسلها شو وزملاؤه من قبل مراقبي الإنترنت بعد ساعتين و40 دقيقة من نشرها، فيما وصف عدد من السياسيين الصينيين أولئك المؤرخون بـ«المخجلين» و«الخائنين».
وأمس (الأحد)، دعا البيت الأبيض الصين إلى التنديد بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض في مقابلة مع شبكة (إم إس إن بي سي): «هذا ليس وقت الوقوف على الهامش. هذا وقت للتحدث بصوت عال وإدانة تصرفات الرئيس بوتين وروسيا وغزو دولة ذات سيادة».
وتجاهل وانغ وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم (الاثنين) دعوة من البيت الأبيض قائلاً إن الصين دائماً ما تقف إلى جانب السلام والعدالة وتتخذ مواقفها على هذا الأساس، في الوقت الذي أكد فيه معارضة بلاده لاستخدام ما تصفه بـ«العقوبات غير المشروعة من جانب واحد» بعد أن تحركت الدول الغربية لمنع بنوك روسية معينة من الدخول على نظام «سويفت» العالمي للمدفوعات المالية بين البنوك.
وقال وانغ: «نحن ضد استخدام العقوبات لحل المشكلات وخاصة العقوبات الأحادية التي تفرض دون تفويض دولي. تواصل الصين وروسيا التعاون التجاري المعتاد بروح الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة».
وقال وانغ إن جميع الأطراف يجب أن تتحلى بالهدوء وتتجنب المزيد من التصعيد بعد أن وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرادع النووي في حالة تأهب.
والصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وقد تزايد التقارب على مر السنين بين بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، ووقع البلدان في وقت سابق هذا الشهر شراكة استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى التصدي للنفوذ الأميركي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.