ترشيح 16 مُركباً دوائياً لمجابهة «كورونا»

ترشيح 16 مُركباً دوائياً لمجابهة «كورونا»
TT

ترشيح 16 مُركباً دوائياً لمجابهة «كورونا»

ترشيح 16 مُركباً دوائياً لمجابهة «كورونا»

حدد فريق بحثي من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، في دراسة نُشرت أول من أمس في دورية «كوميونيكاشنز بيولوجي»، 16 من الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء، لعلاج أمراض بينها النوع الثاني من داء السكري والتهاب الكبد الوبائي (سي) وفيروس نقص المناعة البشرية، يمكنها أن تقلل بشكل كبير من قدرة فيروس «كورونا المستجد» على التكاثر في الخلايا البشرية، حيث إنها تثبط بعض الإنزيمات الفيروسية، التي تسمى «البروتياز»، والضرورية لتكاثر الفيروس في الخلايا البشرية المصابة.
وتقول جويس جوزيه، الأستاذة المساعدة في الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة ولاية بنسلفانيا، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، «تستهدف لقاحات (كورونا) البروتين الشوكي للفيروس (بروتين سبايك)؛ لكن كما رأينا مع (أوميكرون)، يمكن أن يخضع هذا البروتين لطفرات كبيرة، ولا تزال هناك حاجة ملحة للعوامل العلاجية للفيروس التي تستهدف أجزاء من الفيروس لا يحتمل أن تتطور، بخلاف هذا البروتين الشوكي».
وأظهرت الأبحاث السابقة أن اثنين من الإنزيمات الفيروسية (البروتياز)، بما في ذلك «مبرو» (Mpro) و«بلبرو» (PLpro)، هما هدفان واعدان لتطوير الأدوية المضادة للفيروسات. فعلى سبيل المثال، يستهدف دواء «باكسلوفيد» الذي طورته شركة «فايزر»، إنزيم «مبرو»، وهو بالإضافة لإنزيم «بلبرو»، يتمتعان باستقرار نسبي، لذلك من غير المحتمل أن يطورا طفرات مقاومة للأدوية بسرعة، كما أكدت جويس.
ويشير أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في ولاية بنسلفانيا، كاتسوهيكو موراكامي، إلى أن «هذه الأنزيمات الفيروسية (البروتياز) تلعب دوراً في تكاثر الفيروس، حيث ينتج الفيروس بروتينات طويلة، تسمى البروتينات المتعددة، من جينوم الحمض النووي الريبي الخاص به، التي يجب أن تنقسم بطريقة منظمة إلى بروتينات فردية بواسطة هذه الأنزيمات، بما يؤدي إلى تكوين بروتينات فيروسية وظيفية لبدء تكاثر الفيروس بمجرد دخوله الخلية، وإذا تم تثبيط أحد هذه (البروتياز)، يمكن عندها إيقاف انتشار المزيد من الفيروس في الشخص المصاب».
وخلال الدراسة، صمم الفريق البحثي اختباراً للتعرف بسرعة على مثبطات هذه البروتياز في الخلايا البشرية الحية. واستخدم الباحثون اختبارهم لاختبار 64 مركباً دوائياً، تستخدم في علاج فيروس نقص المناعة البشرية، والالتهاب الكبدي «سي»، وبعض الطفيليات الأولية، ومرض السكري من النوع 2.
وحدد الفريق 11 مركباً أثرت على نشاط الإنزيم الفيروسي «مبرو»، وخمسة أثرت على نشاط الإنزيم الفيروسي «بلبرو». ويقول أنوب نارايانان، أستاذ باحث مشارك في الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، الذي راقب نشاط المركبات باستخدام أداة تسمى «الفحص المجهري المباشر متحد البؤر»، «لقد صممنا التجربة بحيث إذا كان المركب يؤثر على الإنزيم الفيروسي، فسترى توهجاً في مناطق معينة من الخلية... اكتشفنا أن ثمانية من الستة عشر مركباً التي تم تحديها لديهم أنشطة مضادة للفيروسات تعتمد على الجرعة ضد الفيروس، وعلى وجه التحديد، وجدنا أن عقار السكري الجديد (سيتاغلبتين) ودواء التهاب الكبد الوبائي سي (داكلاتازفر) يثبطان (بلبرو).
أما (مبرو) فيثبطه دواء الإيدز (نيلفينافير) ودواء (mg - 101)، و(هيدروكلوريد الليكورين). ومن بين هؤلاء وجدنا أن دواء (MG - 101) أعاق أيضاً قدرة الفيروس على إصابة الخلايا عن طريق تثبيط معالجة الإنزيم الفيروسي للبروتين الشوكي (بروتين سبايك)». بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن «علاج الخلايا بمزيج من مثبطات (مبرو) و(بلبرو)، كان له تأثير إضافي مضاد للفيروسات، مما يوفر تثبيطاً أكبر لقدرات الفيروس على التكاثر».
رغم أنهم أجروا هذه الدراسة على نسخة «دلتا» من فيروس «كورونا المستجد»، إلا أنهم قالوا إن «الأدوية ستكون فاعلة على الأرجح ضد متحور (أوميكرون)، والمتغيرات المستقبلية، لأنها تستهدف أجزاء من الفيروس من غير المرجح أن تتحور بشكل كبير».
وتقول جويس، «إن تطوير عقاقير مضادة للفيروسات واسعة النطاق ضد مجموعة واسعة من فيروسات كورونا، هو استراتيجية العلاج النهائية لانتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، ويظهر بحثنا أن إعادة توظيف بعض الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، التي تثبت فاعليتها في تثبيط أنشطة (مبرو) و(بلبرو)، قد تكون استراتيجية مفيدة في مكافحة الفيروس».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.